مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-07-2007, 07:31 PM
كويتي من ذهب كويتي من ذهب غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 40
إفتراضي مقال لكاتب عراقي عن جرائم صدام

على الطريق الذي يصل بين مدينتيْ دهوك والسليمانية مروراً بمدينة أربيل الواقعة في شمال العراق، يمكن للمرء أن يلاحظ دونما صعوبة، أحجاراً عديدة مترامية نتجت عن بيوت بالآلاف تم هدمها، وأُجلي السكان عنها بعيداً.
وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على عمليات التهديم والترحيل الواسعة، فإن الأكراد يرفضون طمس بقايا تلك البيوت التي هي في الأصل تابعة لأكثر من 4300 مدينة وقرية كردية قامت عصابة صدام حسين بمحوها من فوق الأرض، في حملة سيئة الصيت، اختطفت قواته خلالها ما يزيد على 182 ألف شخص من الأكراد ما بين عامي 1987و 1988، وأطلقت عليها زوراً وبهتاتاً "حملة الأنفال".


جرائم صدام حسين وعصابته لم تقف عند هذه الحملة التي راح ضحيتها كل هذا العدد من البشر، بل إنه على بعد عدة كيلومترات قليلة، تقع مدينة حلبجة الكردية التي شهدت واحدة من أبشع مجازر إبادة البشر على يد صدام وزبانيته، وفي هذه المجزرة سقط أكثر من خمسة آلاف إنسان في دقائق عندما انقضت طائرات النظام العراقي في يوم 16 مارس عام 1988 على تلك المدينة التي كانت تضم 70 ألف فرد، ملقية بغازات شديدة السمية وتحديداً غاز الخردل وغاز السارين وهما من الغازات الفتاكة المحرمة دولياً، ليتساقط الناس صرعى في أعقاب استنشاق الهواء الملوث.
تاريخ المذابح التي ارتكبها صدام وعصابته الإجرامية مع الأكراد يحتاج إلى سجلات تتسع لكل الأحداث المريعة التي ارتكبها النظام الصدامي بحق أبناء شعبه، أما ما ارتكبه ضد الجيران فهو أيضاً دليل على مدى الإجرام الذي يتصف به مثل هذا المجرم.
إضاعة الموارد: فبعد إيران التي توجه لمحاربتها عقب استلامه الحكم بعد الإطاحة بخاله أحمد حسن البكر الرئيس السابق للعراق، والتي ظل في قتال معها من عام 1979 إلى العام 1988، وبعد أن أضاع موارد العراق في تلك الحرب العبثية، استدار على جارته الأخرى الكويت، متنكراً لكل المساعدات التي قدمتها له، فاحتلها سبعة أشهر إلى أن أرغم على الفرار منها مخذولاً مهزوماً.
لقد ارتكب صدام وأعوانه من قيادات النظام جرائم حرب منظمة ضد الإنسانية طيلة السنوات الماضية. فمن قتل نحو خمسة آلاف إيراني بالأسلحة الكيماوية ما بين عامي 1983 و1989 إبان الحرب العراقية الإيرانية وكذلك مقتل عدة آلاف من الأسرى الإيرانيين إلى ضرب "حلبجة" الكردية بأسلحته الكيماوية، إلى ارتكاب العديد من الجرائم داخل الكويت، "من ضمنها جرائم بيئية عندما أقدمت قواته على حرق آبار النفط الكويتية وكذلك عمليات النهب الشنيعة للممتلكات الكويتية، ويبدو أن عدي نجل رئيس النظام العراقي كان يتصرف في الكويت وكأنها إحدى ممتلكاته الشخصية بنهبه السيارات كيفما شاء".
وفي الوقت نفسه لا يزال صدام حسين يحتجز أسرى ورهائن كويتيين ومن جنسيات أخرى في محاولة للمساومة عليهم وقد أقدمت القوات العراقية بعد حرب تحرير الكويت عام 1991 على قتل ما بين 30 إلى 60 ألف عراقي معظمهم من المدنيين وذلك إبان انتفاضة الجنوب حيث قامت تلك القوات بتجفيف مياه الأهوار حتى تتمكن من الوصول إلى سكان تلك المناطق وقمعهم وقتلهم وتهجيرهم.
تصفية عرقية
وشن صدام أيضاً حملة تصفية عرقية واسعة النطاق بتهجير العراقيين من أصول إيرانية إلى إيران، كما شن حملة اغتيالات سياسية ضد أقطاب المعارضة العراقية وكذلك تعذيب النساء واغتصابهن للضغط على زعماء المعارضة. أما المسؤولون العراقيون الذين خدموا صدام فهم أيضاً يتحملون مسؤولية تلك الجرائم وتحديداً علي حسن المجيد الذي نفذ شخصياً مجازر بحق الأكراد العراقيين بضربهم بالغازات السامة التي استخدمها هو أيضاً بإيعاز من صدام ضد الإيرانيين إبان الحرب العراقية الإيرانية "كما أنه تولى الإشراف على القوات العراقية إبان احتلالها لدولة الكويت".
وقد أصبحت جرائم صدام حسين بحق شعبه وجيرانه تمثل منهجاً لهذا النظام وستظل انتهاكاته اليومية لحقوق الإنسان من أهم وأخطر القضايا التي واجهها الشعب العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه ومعتقداته في ظل حاكم بغداد.
وقد انكشفت جرائم حاكم بغداد التي نجح في التعتيم عليها بعد إقدامه على غزوه الوحشي لدولة الكويت وممارساته اللاإنسانية التي اقترفها بحق الشعب الكويتي وشهدها العالم على أرض الواقع.
إنه تاريخ حافل من الرعب والغدر والخيانة، حفره صدام منذ وصوله إلى السلطة وساعده عليه فريق من الأعوان شديدي القسوة وعديمي الضمائر، وأجهزة كثيرة متخصصة في القمع والقتل والتعذيب تضم تنظيمات عديدة منها المليشيات شبه العسكرية والحرس الجمهوري وكذلك الحرس الخاص الذي أسسه قصي صدام حسين ويتكون من نحو 15 ألف عنصر. وتتولى التنظيمات شبه العسكرية عدة مهام أمنية بإشراف مجلس أمني يتولى رئاسته ابنه قصي ومهمته التنسيق بين مختلف هذه الأجهزة.
تشكيلات النظام
ويعطي النظام العراقي أهمية بالغة للمليشيات إذ يعتمد عليها في الإبقاء على نظامه وإحباط أي عمليات انقلاب أو تمرد أو عصيان ضده، ويتم اختيار المنتمين إليها من بين العشائر والقبائل الأكثر ولاءً للنظام، ويتم إدارة تلك المليشيات من مركز العمليات المشتركة الواقع في أحد القصور الرئاسية في بغداد ومنه كذلك يتم تنسيق تحركات القوات المسلحة.
أما أبرز التنظيمات التي يتشكل منها نظام صدام الدموي، والتي يعتمد على ولائها له بشكل مطلق فهي:
1 فدائيو صدام: وهي قوات رسمية شبه عسكرية في آن واحد أسسها عدي وتتراوح تقديرات عددها ما بين 15 ألف إلى 40 ألف عنصر يفترض أن يكونوا بحكم اسمهم من الانتحاريين شديدي الولاء للنظام ومستعدين للقيام بعمليات انتحارية إذ استلزم الأمر.
يتم انتقاء العناصر الشابة لهذه الفرقة من المناطق الموالية وهي مستقلة لا تتبع أي تنظميات أخرى ومن بين مهامها القيام بعمليات لقمع أي تمرد أو عصيان ومساعدة الشرطة على مكافحة الجرائم والمحافظة على النظام.
2 جهاز المخابرات العامة: وهو يعتبر من أكبر أجهزة الاستخبارات وأقدمها وهو بطبيعة الحال يتولى كل أنشطة وعمليات الاستخبارات داخل العراق وخارجه مع عناية خاصة يوليها لمراقبة أعضاء حزب البعث لضمان ولائهم والتجسس على أعضاء أى مجموعة سياسية رسمية أو سرية لاحتوائهم والقضاء على أى مخططات أو محاولات انقلابية أو ثورية، ولديه ضباط يعملون في جميع سفارات العراق في الخارج بأسماء دبلوماسية وقد تلقى ضربة أخيرة بعد قيام الولايات المتحدة والعديد من البلدان بطردهم.
ويتولى كذلك مراقبة زوار العراق الأجانب والبعثات الدبلوماسية داخل العراق، ويقوم بأعمال تجسس وتنصت وتخريب، وقد أشرف على عمليات إرهابية ارتكبت في عدد من الدول خلال حرب الخليج الأولى التي دارت رحاها لثماني سنوات ومن بين عملياته المعروفة محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش خلال زيارته الكويت عام 1993. ويدير الجهاز حالياً الفريق طاهر جلال حبوش التكريتي.
3 جهاز الأمن الخاص: الذي تأسس خلال الثمانينيات إبان الحرب العراقية الإيرانية ويحاط بنطاق من السرية ويديره قصي، ويعد أبرز تنظيم استخباراتي داخلي في العراق ومهامه الأساسية حماية صدام والتأكد من ولاء الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص.
وبسبب حساسيته وأهميته للنظام يتم انتقاء عناصره بعناية بالغة وبعد تدقيق مشدد، وعادة ما تنحدر من مدينة تكريت مسقط رأس صدام ومحيطها، وتنحصر مهمة هذا الجهاز في إخفاء أسلحة الدمار الشامل كما أنه لعب دوراً كبيراً في تضليل اللجنة الخاصة السابقة المنحلة لنزع الأسلحة العراقية المحظورة (يونيسكوم) واللجنة اللاحقة (يونموفيك) ونقل الأسلحة ووثائقها باستمرار خلال عمليات التفتيش التي تمت في العراق بحسب خبراء استخباريين غربيين.
كما أشرف هذا الجهاز القمعي على العمليات التي تمت للقضاء على تمرد أكراد الشمال خلال الثمانينيات وانتفاضة شيعة الجنوب بعد حرب تحرير الكويت عام 1991. ويقع المقر الرئيس للجهاز في بغداد ولديه مكاتب كبرى في البصرة والموصل.
4 قوات حزب البعث: وهي مليشيات غير نظامية ليست على مستوى عال من التدريب، يفترض أن تكون عقيدتها السياسية وولاؤها الحزبي والسياسي للنظام من أكبر مقوماتها.. ومهمتها ضمان طاعة الشعب للأوامر والتوجيهات الرسمية الحكومية وتشارك في الإشراف على إجراء الانتخابات وما يستتبع ذلك من تحكم في نتائجها. وتتولى هذه المليشيات حالياً مقاومة القوات الأمريكية والبريطانية ومنع العراقيين من الاستسلام لها والقضاء على أي محاولة للاستسلام.
5 جهاز الأمن العام: يعتبر جهاز الأمن السياسي ويتولى مراقبة حياة العراقيين اليومية وزرع جواسيس في مختلف طبقات وفئات الشعب وأقلياته، وتتركز مهمته الأساسية على رصد أي نشاط سياسي وقمعه والمحافظة على الأمن الداخلي، وكان أحد أجهزة وزارة الداخلية رسمياً، لكنه أصبح هيئة مستقلة خلال السبعينيات ويرأسه حالياً رافي طلفاح ابن عم رئيس النظام.
6 جهاز المخابرات العسكرية: تأسس عام 1932 بعد قليل من استقلال العراق بمهمة رئيسة هي ضمان ولاء القوات المسلحة وجمع معلومات استخبارية ذات فائدة عسكرية والتجسس على قوات الخصم. ويحتفظ الجهاز بشبكة واسعة من الجواسيس والعملاء وينفذ عمليات استخبارية خارج العراق من بينها عمليات اغتيال لمعارضي النظام في الخارج ويترأسه حالياً اللواء ظاهر النقيب.
إن نظاماً له كل هذا السجل الضخم من الإرهاب والقتل والتعذيب ضد أبناء شعبه وضد جيرانه، يجب أن يكون هناك توجه قوى لمحاكمته وتقديمه لمحكمة مجرمي الحرب، أسوة بصديقه ونظيره ميلوسوفيتش الذي يقبع في السجن حالياً ويحاكم عن جرائمه القذرة في يوغوسلافيا.
ولعل صدام الذي يتهاوى نظامه رويداً والذي كان وراء آلاف المآسي التي حلت بالبشر المسالمين في العراق وفي الكويت وإيران والكوارث والتراجعات في القضايا العربية والإسلامية، لا يستحق أن يكون محلاً لتعاطف أي فرد في العالم، فالمجرم لا يستحق إلا العقاب دائماً.=>
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م