28-08-2007, 08:41 AM
|
عضو مميّز
|
|
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,185
|
|
أكاذيب الشيخ
"حدثني محمد منجل، قال: رأيت بعينيء الدبابة مرت على "أختر محمد" فلم يمت، ثم أخذوه مع اثنين من المجاهدين وأطلقوا على الثلاثة النار من الرشاش، فلم يمت".
هذا بعض من الكتاب الخرافي "آيات الرحمن في جهاد الأفغان"، لمؤلفه الشيخ عبدالله عزام، يرحمه الله، عراب القتال في أفغانستان. وما لم يأت في سير الأنبياء، عليهم السلام، تجده في حكاوي الشيخ عن القتلى.
عاش الشيخ حالة من التقديس مازالت حاضرة. لعل لكاريزما تمتع بها ولم تتوافر لشخص بعده ساهمت في ذلك، كما أن الفصل المستمر للتجربة عما أعقبها من تجارب سبب في بقاء هذه القدسية على حالها.
لقد فعل الشيخ كل شيء لجر أكبر كم من الشبان إلى أفغانستان، فمن أقواله: "تارك الجهاد كتارك الصلاة والصوم"، وفتوى في كتاب جعلت من الجهاد فرض عين وأول الواجبات على كل شباب الأمة، وقد رافقها تدليس بحق الشيخ عبدالعزيز بن باز، يرحمه الله، وهو ما دفع الشيخ سفر الحوالي إلى الرد عليه وتبيان عدم سلامة الفتوى.
والمثير في حكاية الشيخ أنه فلسطيني أهمل قضيته في آخر عقد من حياته، وفرغ حاله للقضية الأفغانية. وحين كان الاحتلال الاسرائيلي يغطي الأراضي الفلسطينية والجنوب اللبناني، اختار أفغانستان، رغم أن الباب كان مفتوحاً لنصرة لبنان، كحال "القاعدة"، التنظيم الذي لا يوجد في خارطة أهدافه أي اسم اسرائيلي. وله سيرة تشير إلى انتسابه إلى "فتح" قبل أن يهتدي، وكحال شاكر العبسي، قائد تنظيم "فتح الإسلام" أيضاً.
وما يجعلنا نتوقف قليلاً، تعليل الشيخ لمغادرته "فتح"، فيرجع السبب إلى بحثه عن حركة متدينة، فوجدها في أفغانستان، ولكن في العام 1988ظهرت "حماس"، وطوال أكثر من عام قبل اغتياله، لم يسأل عنها ولم يحرض لدعمها ولم يجمع لها مالاً.
وإذا نظرنا إلى حال المقاتلين وقتها، والفلسطينيين تحديداً، لا نجد من بذل الجهد بعد سقوط الشيوعية في كابول ليعود إلى دياره بحثاً عن "القضية". ونسترجع من الذاكرة قصة السعودي حسن عبدربه السريحي، حين انتدبه الشيخ محمد بن عثيمين، يرحمه الله، للكشف على الحال في أفغانستان، فجاء الجواب أن لا حاجة للرجال، بل للمال وللدواء، فلماذا ألزم عزام الشباب بالقتال؟ هل كان ينوي تأسيس جيش إسلامي جاهز للتنقل بمرونة عبر الدول من خلال تنوع جنسيات أفراده؟
هنا، يمكن النظر إلى بعض من وصيته حين قال: "يا أيها الأطفال، تربوا على نغمات القذائف ودوي المدافع وأزيز الطائرات وهدير الدبابات وإياكم وإنعام الناعمين". وهذا ما طبقه خالد السبيت، أحد قتلى "القاعدة" في السعودية، حين ظهر مع أبنائه في شريط مصور يلاعبهم بالسلاح والقنابل.
ويمكن تقريب الصورة أكثر، فهذا يوسف العييري، مؤسس "قاعدة السعودية"، يقول في رسالة شرسة وجهها إلى الشيخ الحوالي في 9نوفمبر 2001: "إني وبصفتي مسلماً وأحد ورثة منهج الشيخ الدكتور الشهيد بإذن الله عبدالله عزام في باب الجهاد".
في عاميه الأخيرين، بدأ الشيخ يغير من نغمته. انتقل من التحريض على الشيوعيين إلى النصارى والكفار (الذين ساندوه، أو خدعوه)، وهي النغمة التي مازالت دندنتها حاضرة إلى يومنا هذا.
فارس بن حزام , جريدة الرياض
|