تُعَذَّبُ فِي لَهِيبِ الشَّكِّ رُوحِي *** وَتَشْقَى بِالظُّنُـونِ وَبِالتَّمَنِّـي
أَجِبْنِي إِذْ سَأَلْتُكَ هَلْ صَحِيحٌ *** حَدِيثُ النَّاسِ خُنْتَ؟ أَلَمْ تَخُنِّي
الشك خلاف اليقين ، وهو مرض خطير إذا تمكن من النفس أهلكها بالتردد والارتياب والوساوس.
كما أنه يقعد بصاحبه عن تحقيق غاياته لأنه يجعله غير مستقر على رأي أو قرار فهو دائمًا حائر متردد.
قد يقع في قلب العبد نوع من الشك تجاه أهله وقد نهاه الشرع عن الاسترسال مع هذا الشك ، وذلك فيما رواه الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يخونهم أو يلتمس عثراتهم ".
الشك في نيات الناس وأفعالهم:
بعض الناس إذا تحدث مع الآخرين أو حدثوه ظل حائرًا مترددًا يتساءل: ماذا أراد بقوله؟ ماذا أراد بفعله؟ ويغلب جانب السوء.
ومثل هذا تجده دائمًا في تعب، وإنما تعبه من قِبل نفسه، ولو دفع عن نفسه الشك في نوايا الناس لاستراح، وما أحراه بهذه النصيحة المباركة:
" احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يقليك منه".
وما أحراه بما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً ".
وكما بدأنا حديثنا بأبيات من الشعر ، ننهيه بأبيات أخرى
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِـي *** وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَـكٍّ *** أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي
كَأَنِّي طَافَ بِي رَكْبُ اللَيَالِي *** يُحَدِّثُ عَنْكَ فِي الدُّنْيَا وَعَنِّي
عَلَى أَنِّي أُغَالِطُ فِيكَ سَمْعِي *** وَتُبْصِرُ فِيكَ غَيْرَ الشَّكِّ عَيْنِي
وَمَا أَنَا بِالمُصَدِّقِ فِيكَ قَـوْلاً *** وَلَكِنِّي شَقِيتُ بِحُسْنِ ظَنِّـي
نسأل الله الكريم أن يرزقنا اليقين ويجنبنا الشك إنه ولي ذلك والقادر عليه،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تحياتي