مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 30-06-2000, 10:43 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post التنشئة من أجل الغش

هل أصبح الغش ظاهرة حميدة في المغرب؟
لنقل بكل صراحة : هل أصبح مجتمعنا مجتمع غشاشين؟ كيف نفهم هذه الظاهرة الرهيبة التي لا تضم فقط الغشاشين،ولكن أيضا من يقبلون الغش؟.
بغض النظر هن الأخلاق،فإن القانون يحرم الغش ويعاقب عليه،ولدينا قوانين عدة تزجر مختلف أنواع الغش.
الدين يحرم الغش وديننا الإسلامي الحنيف يقوم من بين ما يقوم عليه على أن : "من غشنا ليس من".
رغم القانون ورغم الدين فالغش كاد أن يصبح فضيلة.
الغشاشون يقدمون عشرات البراهين المغشوشة أمامك،عندما تستنكر ما يقومون به فهم –حسب منطقهم- ليسوا وحدهم من يلجأ إلى الغش, فهناك الغشاشون الكبار،وأن اللوم لا ينبغي أن يوجه للغشاشين الصغار،لأنهم ضحايا الغشاشين العتاة.
أما الذين يقبلون الغش فلا تنقصهم الذرائع و الأعذار. ومنطقهم يقوم على أن البلاد غارقة في الغش،والمصيبة إذا عمت هانت،وأنهم لا حول لهم ولا قوة في إيقاف الغش أو الحد منه،وحتى إذا ما حاولوا ذلك فإن مصالحهم ستتوقف. وعلى هذا الأساس فإنهم ينصاعون إلى قبول الغش ،ليصبحوا فيما بعد منتقمين من غيرهم –إذا واتتهم الفرصة- وهكذا يصير المغشوش غشاشا والعكس صحيح،والدائرة تكبر :
الغش في السياسة…
الغش في الإدارة…
الغش في المأكل و المشرب والملبس…
الغش في المستشفيات و الأبناك وصناديق القروض…
الغش في الانتخابات وما يتبعها من غش في الجماعات المحلية في المدن والبوادي…
الغش في توزيع الإسعافات على الفقراء …
الغش في الخيريات…
و أخيرا –وهذا بيت القصيد- الغش في الامتحانات.
لقد ألف الناس كل صيف أن يسمعوا عن تسريب مواد امتحانات الباكلوريا،واستعمال أحدث وسائل الغش،مثلما ألفوا ذلك في بعض الأسلاك الاجتماعية بل وصل الأمر إلى شراء رسائل الدبلوم وأطروحات الدكتوراه،فتعرم "المدكترون" في البلاد ولاسيما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي،فتعانق الغش "الوطني" مع الغش المعولم.
تلكم هي الحقيقة المرة التي لا يجرؤ أحد بالجهر بها،لأن دائرة المستفيدين واسعة،ولأن ثقافة الخوف تمد جذورها ألى أعماق اللاشعور العام.
لكننا في "الأحداث المغربية" قررنا أن نطلق صرختنا وسط هذا السكوت الملتبس الذي يكاد أن يصل إلى درجة التواطؤ السياسي والإعلامي.
لابد من فضح ما وقع في امتحانات السنة السادسة أساسي وقد فضحنا ما وقع في عدد الثلاثاء 27 يونيو 2000 بالوقائع الملموسة،وسمينا الأشياء بأسمائها،وانتظرنا أن تنشر الوزارة المعنية على الأقل توضيحا للرأي العام.
إن شبكة مراسلينا في مختلف أنحاء المغرب،زودتنا بتقارير تتضمن وقائع مخزية،بل وشهادات التلاميذ أنفسهم التي أجمعت على تلقيهم داخل قاعات الامتحان إجابات إما مكتوبة على السبورة أو ملقاة عليهم شفويا.
إنه تسهيل الغش وتلقينه والتنشئة عليه لفلذات أكبادنا في التعليم الأساسي،الذي هو –كما يدل عليه اسمه- ليس معمولا من أجل أن يقوم على أساس الغش،بل أن يزرع قيما إيجابية أساسية في نفوس الناشئة الذين هم رجال ونساء الغد.
هذه كارثة وطنية رهيبة لا يمكن السكوت عليها.
إنني أعرف جيدا أخلاقية الصديق مولاي إسماعيل العلوي الوطني النظيف الورع،والذي لا يمكن أن أتصور أنه يقبل هذه الممارسة الفظيعة في التعليم الأساسي ،ولكنني أستغرب من سكوته رغم مرور يومين كاملين على ما نشرناه من وقائع في جريدتنا.
مطلوب من مولاي إسماعيل العلوي أن يتحمل مسؤوليته بشجاعة.
مطلوب من الحكومة التي ترفع شعار التخليق أن تعقد مجلسها الحكومي للتدارس والنقاش في هذه الكارثة الوطنية كنقطة فريدة في جدول الأعمال.
مطلوب من البرلمان بغرفتيه أن يحرك لجن التحقيق،أو على الأقل أن يسائل من يعنيهم الأمر فيما حصل في امتحانات السنة السادسة أساسي.
مطلوب من الإعلام ومن الرأي العام ألا يستهين بما وقع،والذي من الممكن أن يقع في المستقبل إذا لم يتحمل كل واحد مسؤوليته بضمير حي ،وبدون حسابات أو حساسيات لا محل لها هنا،لأن الأمر يتعلق بفلذات أكبادنا وبممارسات خطيرة تؤسس في تعليمنا الأساسي قاعدة لا أخلاقية تجعل الغش داخلا في التنشئة المدرسية.
لقد قمنا برسالتنا في التبليغ ونتحمل مسؤوليتنا كاملة فيما نشرناه وما قد ننشره،ولا نكتفي بذلك بل ندين ما وقع بشدة،ونعتبره كارثة وطنية لا يمكن السكوت عنها.
فلتتحمل الحكومة مسؤوليتها…
وليتحمل البرلمان مسؤوليته…
وليتحمل الإعلام الوطني الحقيقي مسؤوليته…
ولنتحمل كآباء وأمهات وجمعيات مدنية ونقابات تعليمية مسؤليتنا،حماية لناشئتنا واقفين صفا واحدا أن يتحول تعليمنا الأساسي إلى واحدا أن يتحول تعليمنا الأساسي إلى أعشاش للتنشئة من أجل الغش.
عبد الرفيع جواهري - جريدة الأحداث المغربية 30 يونيو 2000 .
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م