مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #5  
قديم 17-10-2001, 07:44 PM
mubarrah mubarrah غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 81
Post

أنا لا أدعي فهماً للموسيقى الكلاسيكية ، ولا أهز رأسي طرباً لها كأخينافي موضوع هل تفهم في الموسيقى الكلاسيكية ، لكنني بالتأكيد أتذوقها ، أرتاح لسماعها ، وأشعر أنها تسير بي في ظلال الطبيعة متصاعدة هابطة. وكذلك أتذوق الموسيقى الصينية ، أشعر فيها بحزن شرقي ، وإن كنت ألمس ما تقوله من أنها نسيج آخر مما لا يمكن في الموسيقى العربية ً- تبعاً لاصطلاحك فيها-.
عندما أطلع إلى نتاجات فنية ، سواء كانت موسيقى ، شعرا ،ً رسماً، من ثقافات أخرى ، أبقى ابناً لثقافتي وحضارتي الغنية ، أعتز بها ، وأشعر بأن الفن تراث إنساني ، تسهم فيه الشعوب بحظوظ مختلفة ، وأباهي أن لحضارتي الإسلامية القدح المعلى في مختلف الميادين.
تبرز المشكلة عندما ينبهر المرء بثقافة أخرى ، ويشعر بالتصاغر أمامها ، فيأخذ بالتقليدالممجوج ، أو يحاول أن يلبس حضارته ثوباً آخر لا يناسبها ، فيأتي النتاج مشوهاً ، لا هو يرقى إلى الثقافة المقلدة - بفتح اللام - ، ولا هو يُبقى على مواطن الجمال في حضارته ، بل ربما يأتي على ثوابتها.
تعرضت الحضارة الإسلامية لانتكاسات ، بقيت آثارها إلى اليوم ، لأسباب كهذه ، فانبهار المسلمين بالفلسفة اليونانية أدخل مسائل فلسفية على العقيدة الإسلامية ، حولت نقاءها إلى جدل عقيم ، في ما يعرف بعلم الكلام ، وما أدل اسم هذا العلم عليه! بل أدت إلى انحرافات عقدية عند فلاسفة كبار كابن سينا والفارابي ، في محاولتهم أن يلبسوا الإسلام فلسفة أفلاطون.
وفي الأدب العربي عرفنا صورة أخرى في العصر الحديث ، تجلت في بعض شعر الحداثة وما بعد الحداثة ، فأنت تقرأ تهويمات لا معنى لها ، ولا تستطيع فهم نص أدبي لبعض الشعراء كأدونيس وغيره دون أن تحفظ أسماء كل آلهة اليونان ، وأبطال الأساطير التي هي قصص شعوب حاولت بها تفسير الحياة ، فغرقت في لجج التيه.
هذا من جهة ، من جهة أخرى فإن المبدع المتمكن من ثقافته وحضارته ، عندما يقرأ الثقافات الأخرى ، فإن ذلك يزيده ثراء ، وكما أشرت سابقاً باعتبار الفن تراثاً إنسانياً ، يدرك تميز ثقافته أولاً ، ثم ما يجعل الثقافة الأخرى متميزة فيأخذ منها ما يتناسب ونظمه ، وينشئ ألواناً جديدة ، هي في الحقيقة ما يجعل الحضارة كائناً متجدداً ، يستحق البقاء.
في مجال الفلسفة التي مثلت لها سابقاً يبرز فلاسفة مسلمون كالغزالي ، وابن تيمية ، وهؤلاء عرفوا جوانب القوة في الفلسفة اليونانية ، وتهافتها كما يقول الغزالي في مناح أخرى ، وأخرجوا ما يمكن أن يطلق عليه الفلسفة الإسلامية ، التي تنبع من ثوابت العقيدة ، وتخاطب العقل بالمنطق اليوناني البارع.
وفي الأدب يبرز لنا تجربتان ، أثرتا الأدب العربي أيما إثراء هما الأدب الأندلسي وأدب المهجر ، وبالتأكيد لم تخل الحداثة من محاسن ، تبرز في قراءاتنا لشعراء كالسياب ومظفر النواب ، ففي مثل هذه الحالات ظهرت صور جديدة من الأوزان وموسيقى النص ، وكذلك الصور الفنية والأدبية ، التي أصبحت الآن إرثاً عربياً ، يضاف إلى تراث هذه الأمة المجيد.
أشكر لك إثراءك الساحة بمشاركتيك المتميزتين ، وأشكر لأخي عمر تلخيصه الدقيق ، وقراءته العميقة لهما، وإلى مزيد من الحوار الغني الممتع.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م