بين طيفين
أخي مجدي، كم أصابتي عدوى اكتئابك، وأصبتُكَ بعدوى اكتئابي، وها هي عدوى سعادتك تصيبني، فأنشد ما يلي لِطَيْف قادم وأخاطب فيه طيفا راحلا :
إمضي خذي معكِ التّردّدَ والملامهْ
إمضي خذي معكِ الكآبة والسآمهْ
ودعي صباح الشوق يشرق بابتسامهْ
ودعي الـمُوَلَّه يسمع الدنيا كلامهْ
------------------
ودعيه ينشد لليالي الآتياتِ
يجمعن شملا بعد ذيّاك الشتاتِ
يغمرن عمراً قادما بالأمنياتِ
ينـثرنَ فوق الدرب آلاف الورود القانياتِ
ودعيه يبحر في الحنانِ بمركب السّودِ اللواتي
أهدابُهُنَّ مجاذف الملّاحِ في لُجِّ الحياةِ
----------------------
مُدّي جناحكِ يا يمامهْ
إمضي إليها رافقتك لها السلامهْ
وتَشَوَّفي فلعلّ ثمّةَ من علامهْ
نفحاتِ عطرٍ أو سنا برقِ ابتسامهْ
فإذا اقتربت فإنها سمراءُ والحوَرُ العلامهْ
والشِّعْرُ: بيت واحدٌ قالتهُ قد ملكت زمامَهْ
رفّي برفقٍ واطردي عنها السآمهْ
قولي لها هيا إليهِ فإنه ألغى انهزامَهْ
وأقامَ في حيِّ الهوى قصراً به تحلو الإقامهْ
وأقام حقلا من زهور الشوقِ مُخْضلّاً أمامَهْ
رواهُ بالدمعِ السخيِّ فهل تعيدينَ ابتسامهْ ؟
وأقام تمثالا لطيفِكِ، إنه أحلى علامهْ
--------------------
أوفي بوعد الطيفِ فالإخلافُ قتّالٌ وعيدُهْ
ولقد تجشّمَ بانتظاركِ ما به ينهدُّ عودُهْ
فتلطّفي ولتمنحيهِ من حنانكِ ما يريدُهْ
ولْتنسجمْ بعد الجفا كفّاكِ في غزلٍ وجيدُهْ
ولْيختلطْ خفْقُ القلوبِ فما وريدُكِ ما وريدُهْ ؟
ولْتَصدحا شِعْرَ الهيامِ فما قصيدُكِ ما قصيدُهْ ؟
ولْـتَعزفا لحنَ الهوى حُـلْواً وأخّاذا نشيدُهْ
بلقاكُما عُرِفَ الهوى فاليومَ عيدُكُما وعيدُهْ
------------------------
بعد هذه الأبيات بضعة أبيات أخرى، وقد يكون ما بينهما من تباين صارخ جعلني أشعر هذه المرة بأنه ليس من الذوق أن أفسد عليكم الإحساس بالفرح بإكمال تلك الأبيات التي احتفظ بها لنفسي. جعل الله أيامكم كلها فرحا وسعادة.
|