معنى " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "

[الهاجري الأثري]

----------- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم -------------

"أعوذ بالله"
أي: ألتجئ وأعتصم به, فالله سبحانه هو الملاذ وهو المعاذ, فاللياذ لطلب الخير والعياذ للفرار من الشر.

"من الشيطان"
اسم جنس يشمل الشيطان الأول الذي أُمر بالسجود لأبينا آدم عليه السلام فلم يسجد, ويشمل ذريته أيضا, وهو من شطن إذا بعُد لبعده من رحمة الله, فإنَ الله لعنه أي: طرده وأبعده عن رحمته.

"الرجيم"
فعيل بمعنى: راجم, وبمعنى: مرجوم, فهو راجم أي: يرجم غيره بالإغواء, فهو يؤز أهل المعاصي إلى المعاصي أزَا قال تعالى ( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزُهم أزَا).
وهو مرجوم بلعنة الله وطرده وإبعاده عن رحمته, قال تعالى ( فاخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ).

وفائدة الاستعاذة هنا : ليكون الشيطان بعيدا عن قلب المرء وهو يتلو كتاب الله, حتى يحصل له بذلك تدبر القرآن الكريم وتفهم معانيه والانتفاع به.

ومن لطائف الاستعاذة : أنها طهارة للفم واستعانة بالله واعتراف له بالقدرة, وللعبد بالعجز عن مقاومة العدو الذي يريده وهو لا يراه, فهو في مقابل ذلك يستعين بالذي يرى الشيطان ولا يراه الشيطان, فالمسلم يلجأ إلى الله من الشيطان أن يضره في دينه أو دنياه بصدَه عن فعل ما أُمر به أو بحثَه على فعل ما نُهي عنه.