ألا ليتني أعمى أصم تقودني ... بثينة لا يخفى عليَّ كلامها
قال الخرائطي :
الـحـب أولــه شــئ يهيم به ... قلب المحب فيلقى الموت كاللعب
يكون مبدؤه من نظرة عرضت ... ومزحه أشعلت في القلب كاللهب
كـالنار مبدؤها من قدحــة فإذا ... تضرمت أحرقت مستجمع الحطب
قالوا وكم أكبت فتنة العشق رؤساً على مناخرها في الجحيم ، وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم ، وجرعتهم بين اطباق النار كؤوس الحميم ، وكم أخرجت من شاء الله من العلم والدين ، كخروج الشعرة من العجين ، وكم أزالت من نعمة ، وأحلت من نقمة ، وكم أنزلت من معقل عزة عزيزاً فإذا هو من الأذلين ، ووضعت من شريف رفيع القدر والمنصب فإذا هو أسفل السافلين ، وكم كشفت من عورة ، وأحدثت من روعة ، وأعقبت من ألم ، وأحلت من ندم ، وكم أضرمت من نار حسرات أحرقت فيها الأكباد ، وأذهبت قدراً كان للعبد عند الله وفي قلوب العباد ، وكم جلبت من جهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء ، فقل أن يفارقها زوال نعمة ، أو فجاءة نقمة ، أو تحويل عافية ، او طروق بلية ، أو حدوث رزية ، فلو سألت النعم ما الذي أزالك ؟ والنقم ما الذي أدلك والهموم والأحزان ما الذي جلبك ؟ والعافية ما الذي أبعدك وجنبك ؟ والستر ما الذي كشفك ؟ والوجه ما الذي أذهب نورك وكسفك ؟ والحياة ما الذي كدرك ؟ وشمس الأيمان ما الذي كورك ؟ وعزة النفس ما الذي أذلك ؟ وبالهوان بعد الإكرام بدلك ؟ لأجابتك بلسان الحال اعتباراً ، إن لم تجب بالمقال حواراً .
هذه والله بعض جنيايات العشق على أصحابه لو كانوا يعقلون ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ) .
الوائلي :
هب أن نظرتك التي أرسلتها ... عادت إليك مع الهوى بغزالِ
نظر الإله إليك أسرع موقعاً ... فخف العظيم الواحد المتعالي
[ 01-07-2001: المشاركة عدلت بواسطة: الوائلي ]
|