إلى الشاعر جمال حمدان
تأنّى يا ابنَ حمـدانٍ قليلا
عَـهِدْتُكَ شاعراً شهماً نبيلا
حليمُ النفسِ إن جالتْ خطوبٌ
تقودُ سَفِينَ مَنْ ضَلَّ السبيلا
ولا تثنيك غائلةُ الليالي
فكيف اليومَ تعتزم الرحيلا
إذا ذهب الهزارُ فلا طيورٌ
تزور الأيكَ أو تبغي المقيلا
أخي العزيز جمال حمدان ، الأخوة الأعزاء شعراء الخيمة وروادها .
لم استطع مجاراتكم بشكل يوميّ في هذا الفيض الغامر من الشعر النفيس والأدب الجميل بسبب بعض الظروف الخارجة عن إرادتنا .
ولكنني دائماً أدخل الخيمة وأقرأ وأطبع معظم ما تجود به أقلامكم وما تخطه أناملكم ، وكم تعجبني المساجلات الفورية التي تجري بينكم ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن هذه الخيمة نجحت في استقطاب أكبر عدد ممكن من الشعراء والكتاب والمفكرين العرب من كل الأقطار .
ولا أكتمكم بأنني تأثرت كثيراً عندما قرأت ما كُتب حول نية مجدي في ترك الخيمة والانسحاب منها . بطبيعة الحال فإن مجدي لا يعرفني ولا أعرفه ، ولكننا ندرك قيمة الرجال ونثمن أعمالهم .
واليوم عندما دخلت الخيمة وقرأت بعض ما كُتب عن نية الشاعر جمال حمدان في الانسحاب وترك خيمة الحوار غالبتني الأشواق وتأثرت بالغ الأثر لهذا الأمر .
لقد تعرفت على الشاعر جمال حمدان منذ سنوات ، وما زالت تربطنا علاقة الأخوة الحميمة ، وكانت بيننا مساجلات شعرية كان هو السباق فيها لطول باعه في الشعر ، وامتلاكه لناصية القوافي .
إن ترك الخيمة أخي جمال هو خطأ كبير ، فلنترك الناس يقولون ما يقولونه ، وانني أذكر مقولة تقول : كل ذي نعمة محسود . وقد تكون من ذوي النعم في نظر البعض .
فعد إلى خيمتك وغرد بحرية على أفنانها الخضراء ، وكن معنا ومع محبيك ومريديك وأنت في النهاية من الرابحين .
لا أعتقد بأنك ستستطيع الجلوس وحيداً بعيداً عن الناس الذين أَلِفوك وأحبّوك وينتظرون لقاءك المتجدد في كل يوم .
لقد قال أحد الكتاب الغربيين وأعتقد انه فولتير : إن كتاباً واحداً يُكتب عني في حياتي لهو أفضل من مئة كتاب تكتب عني بعد موتي ، وها أنت تسمع منا ما يسرك في كل يوم ، ومن يدريك ان البعض يكتب دراسات عن شعرك وأدبك .
إن الإستسلام هو نوع من الخنوع وأنت لا ترضى بهذا لنفسك ، وهل تذكر قصة تيمورلنك والنملة التي بمحاولاتها المتكررة وعدم استسلامها جعلته يعود وينتصر .
آمل أن أراك ثانية بين أهلك وإخوانك ومحبيك مبتسماً بشوشاً كما عهدناك من قبل ، ونرجو أن لا تكون تمتحن غلاوتك عندنا ، كما كان يقول المتنبي عن كافور عندما كان ينتظر منه الولاية على بعض المقاطعات .
ربما أطلت عليكم ، ولكن هذا بعض مما في القلب ، فعد إلينا أخي جمال وها نحن في انتظارك .
مع محبتي وتقديري
أخوكم : صالح زيادنة
|