مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 29-10-2001, 06:56 PM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
Post سارق القمر

سارق القمر
كنت أسير ذالك المساء ، أسمع وقع أقدامي محاولا االلحاق بظلي ، هذا الأخير ما زال لحد الساعة يحقق الإنتصارات المتتالية، كم من مرة حاولت مباغتته وأنا صغير ، إنه يستفيد من الدعم المباشر للقمر.
رفعت بصري صوب القمر الذي مازال يترقب خطواتي ، عندما كنا نركض في الشوارع والأزقة ، طالما تساءلنا عن فحوى الدائرة المضيئة في قلب السماء، وما كان يحيرنا هو
ملازمته لنا ، مهما حاولنا التوغل بين الأشجار والحقول ،مع مرور الزمن أضحى القمر عزيزا علينا جميعا لكونه يتبح لنا متعةالسهرقرب منازلنا ، غير أنني لن أنسى صديق الطفولة صالح ، الذي كان يكره القمر بصورة تدعو الى الإستغراب ،لقد كان يتفادى الخروج في الليالي المقمرة ،فكان دوما يسعى الى القضاء على تلك الصورة الجمالية للقمر، إنه وحش معلق في السماء ، هذه مقولته دائما ، وحاليا يعيش هائما في المدينة ، لقد فقد عقله بسبب الخوف والقلق وسوء أحواله الإجتماعية .
وفيما كنت أقطع الطريق إذ بصوت يناديني
- هات سيجارة
- من ، صالح ، إنها مفارقة عجيبة في الوقت الذي كنت أفكرفي أمرك ، ألتقي بك
- هل هو بالخارج
- من
- القمر،
- ذالك الوحش المعلق في السماء
- لا تخش شيئاإنه في الطرف الآخر من الجسر ، خد هذه
- إخبر أهل المدينة بأنني سأقبض على الوحش غدا ، سأحبسه في أعماق الوادي
تركت الهائم وواصلت طريقي نحو البيت، لا أصدق بأن القمر هو السبب في كل ما يحدث لهذا التعيس .
في اليوم الموالي وأثناء عودتي في المساء وبمجرد خروجي من مقر عملي ، فوجئت بعدم وجود أي أثر للقمر ، نظرت يمينا ويسارا ن ولكن بدون فائدة ، أيعقل أن يغادرنا بدون سابق إشعار وأي معني يا ترى للتسكع الليلي بدون قمر ،وكيف سيكون هناك هلال ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم .
واصلت طريقي مصدوما بما حدث ، حتى ظلي غادر المكان لأنه إفتقد حليفه الطبيعي ، حاولت مصابيح الشارع إنقاذ الموقف ، لكنها باءت بي الفشل ، أيعقل أن يسرق شخصا معتوها قمرا، ولما لا ، بالنظر الى الحقد التاريخي الدفين الذي يكنه لغريمه اللذوذ، زيادة على أنه ليس لديه طموح ، عدا الإنتقام من القمر وتحقيق حلمه الكبير .
الجسر كان يبدو عاديا تلك الليلة وهو يعانق السيارات المشردة والمترجلين الحائرين مثلي ، دخلت منزلي والأفكار تتصارع في أعماقي ، وبعد العشاء جلست حزينا ، أشاهد برنامجا مملا وفجأة ظهرت مقدمة الأحوال الجوية ، معلنة عن حدوث خسوف للقمر هذه الليلة .
فتحت النافذة وتأملت القمر الذي عاد لتوه ،تنفست الصعداء وأيقنت بأن صالح فشل في تحقيق
مشروعه الغريب .
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م