مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-11-2001, 04:36 PM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
Post صورة طبق الأصل

صورة طبق الأصل
تنهض متأخرا كعادتك ،لقد كنت ترغب في تغيير سلوكاتك وتنظيم أمورك ، بالرغم من ثبات المشكل العام، البطالة ، تفتح الحنفية ، لا يوجد ماء ، مشكل والبقية تأتي ، ما يبعث في نفسك السعادة الوهمية أحيانا ، هو هذه الثنائية التي تتكرر دائما ، المشكل والحل ، تتأكد بأن كل النجاحات التي حققتها لم تتعدى جدار أفكارك .
تتوجه نحو إناء به قليل من الماء، كنت تفكر في السهر حتى ساعة متأخرة من الليل لتنتظر غيث الحنفية ولكنك ما زلت تفكر وما زال أبوك يقوم بالمهمة .
صباح الخير ، هذا ما تعودت على قوله كل صباح لكل من تلتقي به من أفراد عائلتك، كانت الكلمتان في السابق ذهبا خالصا وأصبحتا معدنا رخيصا ليست له أي قيمة بل أصبحتا تحملان معاني المرارة والأسى ، كان لهما وزنا عندما كنت تذهب لتدرس أما الآن فأنت تقضي يومك تتسكع في طرقات المدينة وتسارع لتدشين أي مقهى جديد .
أصبحت تتحاشى النظرات الجليدية التي ترسل لك كل صباح ، عيونهم تقول كل شيء ، الوالد ليس بحاجة الى أن يقول لك إبحث عن عمل يابني فنظراته تقول أكثر من ذالك ، الوالدة ما زالت تدعو لك بالتوفيق وأن تفتح أمامك كل الأبواب ، الشيء المؤكد هو أن كل المقاهي مفتوحة أمامك ولك رصيد دائن في كل مقهى ،أصبحت تفكر في إعادة جدولة ديونك ، لم يعد معطفك يقيك شدة البرد القارص ، كاد أن يحتج ويطالب بإحالته على التقاعد ، غير أنك توهم نفسك بأن المعطف كلما يتقادم يزداد جمالا تناسيت بأنك تزداد ضياعا كل يوم بدون عمل .
ترى نفس الوجوه ، هذا جالس قرب متجره والآخر ذاهب لعمله وهؤلاء عائدون من مدارسهم ،
لكل دوره في هذه الحياة إلا أنت لم لم يحدد دورك بعد، بطال هذا هو الدور الوحيد الذي يمكنك أن تلعبه بدون حاجة لشهادات أو معارف ، لقد أضحت الحياة بالنسبة إليك مسرحية أخد الجميع أدوارهم وبقيت أنت وراء الكواليس ، غير أنك تقنع نفسك بأن هذه الحياة مقابلة وأنك لاعب الدقائق الأخيرة .
تمر بنفس الأزقة وتقابل نفس الأشخاص وتقول الكلمات ذاتها ، فأيامك صورة طبق الأصل ليوم بطالتك الأول ، تصادق علها يوميا عند رجوعك الى البيت ، تدخل مقهى من كثرة ما دخلت من مقاهي لم تعد تهمك أسماؤها ولا مواقعها ، تعرف أغلبية الزبائن لأنك عريق في عالم البطالة ،
تريد أن تحدد دورك وسط هذه الكومة البشرية ، على كل حال ليس مطلوبا منك أن تكشف عن هويتك ، فسمات وجهك تقول كل شيء ، تطوف بنظراتك عبر أركان المقهى ، لست بصدد البحث عن شخص معين بل أن تبحث عن شيء واحد يدعى العمل ، لا يهمك أن تجلس مع فلان أو تتحدث في موضوع ما ، لم يعد ثمة أي قيمة لحياتك وعليه لا تكترث لأي شيء ، بل أصبحت لك نظرة فلسفية ولكنك تناسيت بان معاناتك هي التي حددت سلوكاتك وأفكارك .
حاولت الإنتصار في هذا اليوم ولكنه هزمك مثل الأيام السابقة ، وعدت بخطوات مألوفة حزينة الى منزلك لتصادق على يومك قبل فوات الأوان وعندما تغلق جفنيك ترى عالم كله سعادة ومرح تحقق فيه كل ما تريد ، فعالم الأحلام هو الوحيد الذي مازال يحق لك عيشه .
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م