رساله معاناة شبابنا لتحصيل لقمة عيشهم
من رسالة شاب الى جهة عمله لشرح موقفه ووضع العمل
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد / المديرالعام المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
ليس هناك من شك في اننا كسعوديين نفتقر الى الخبرة العملية خاصة واننا نحن الشباب نواجه زمناً يزيد فيه طلب فرص العمل على عرضها باعداد كبيره ويتطلب الحصول على عمل فيها التخصص والخبرة والممارسة لتنفيذ الأعمال على الوجه الكامل والعائد بالربح الوفير ، ونواجه هذا الزمن بالرغم من عدم توفر المعاهد المتخصصة او الدورات المتمكنه لتطوير قدراتنا وتأهيلنا للمنافسة وعدم توفر جهة متخصصة لادارة توظيفنا وكفاءتنا بشكل علمي احصائي مدروس بما يخدم انفسنا ومصالح العمل . فعلى عاتقنا نحن شباب اليوم تقع الكثير من الأحمال التي نجهل التعامل معها وليس من مرشد وموجه لنا لمعرفة توجهات الأعمال او كيفية ممارستها وتطبيقها . ان كل مانعلمه انه ليس من خيار لنا سوى بذل الجهد بقدر المستطاع لضمان مواردنا المعيشية في ظل ظروف واحوال قاسية لتأمين معيشتنا ومعيشة من نعول ولبناء اسرة صغيره نسعد بها كغيرنا من الأخوة الذين وفقهم الله بمصادر عيش كريمة وامينه .
ان من المؤكد انه لايخفى عليكم مانواجهه وما نعانيه من ضغوط وصعوبة في تطوير انفسنا واننا على ثقة بأنكم حريصون على المساعدة لأنه بذلك تعم الفائدة علينا وعليكم وعلى العمل حيث انه مامن شك في ان المواطن اولاً واخيرا اولى بحق العمل في وطنه وانه من مصلحة الوطن ان يكون ابن الوطن هو العامل في كل موسساته ومرافقه .
اننا شباب الوطن لسنا سئيين عملياً ولسنا متخلفين فكرياً ، ولقد اثبتت كفاءات عديده نبوغها ومنافستها لارقى التطورات في مجالات عديده ، تلك الكفاءات نجحت لانها حصلت على الدعم اللازم لنجاحها ونجاح مؤسساتها ، الدعم .. هو وسيلة النجاح في هذا العصر المندفع بقوة .. تلك النجاحات التي تحققها الشعوب والمؤسسات جاءت نتيجة للدعم .. والدعم لايأتي الا من الإدارة ، على أي مستوا كانت ، وعلى قدر اهل العزم تاتي العزائم ، فمما لاشك فيه ان لعلم الإدارة دور هام وكبير في نجاح المؤسسات وفشلها ، فهو الراعي في تطوير الكفاءات وبناء المشروعات وتحقيق المنجزات التي تكفل استمرارية العمل . والمدير هو المسيطر على المعلومات وهو صاحب المصلحة وهو المسؤول الاول والأخير عن النجاح والفشل مهما ابدى من ظروف وعلات ، وليس الهدف هنا هو تنبيهكم الى ذلك ، فمن لايعلم هذا الامر لن يستطيع ان يبحر بسفينته الى شاطى الاعمال ولن يتمكن بنفس الوقت من العودة الى شاطئه الذي بدأ منه الا بعد خسارة كبيرة لايرجوها وقد لايبحر بعدها ابدا ، ولكن نوجه انظاركم الى اوضاع إداريه مؤلمة نعيشها نحن الشباب الكادح ونعلم تماما انها من اساسيات النجاح ومتطلباته لخدمة المؤسسة ومستقبلها ، ونثق بتفهمكم وتوجيه عنايتكم لها والتقرير بخصوصها حيث ان هذا يحقق الخير للجميع ويضمن تعاون فريق العمل كأخوة للابحار بالسفينة بقوة واخلاص وتفاني الى شاطى النجاح والثروة.
وفيما يلي تسجيل لتلك النقاط والأوضاع الإدارية :
1- العامل هو عضو الإنتاج وركيزة النجاح ، لايمكن النجاح بدون العامل الكفوء ، اليس هذا صحيحاً ، اذاً اليس من الاولى دعم تطويره وتدريبه والإشراف على تطوره مباشرة وتشجيعه على الاقل معنوياً وخلق حب المؤسسة والعمل في ذاته . ةاخص هنا العامل الوطني لانه هو المستقبل للوطن وللمؤسسة التي يعمل بها . ان مايحصل هو عكس ذلك فهو مضايق ومدفوع بدون انسانية وبلا احترام لاحاسيسه ومشاعره وتطلعاته وعدم المام بقدراته وحدود طاقاتــه. وان كان يلاحظ أي قصور في بعض العاملين فهو مرده الى المناهج الدراسية والمصادر الاعلاميه وعدم توفر دور التدريب التي لم تفتح انظار الشاب او تتطرق ابدا الى العمل وحاجاته وابوابه ولم تقم بأي دور تربوي او توجيهي للشاب او حتى لاسرته .
2- لقد تعود كثير من مدراء المؤسسات ولفترة ليست طويله على ان العامل الأجنبي هو العامل الذي سيدوم ويخلد . وهو الذي يعمل على حسب هوى رب العمل بالوقت والجهد دون مراعاة لإنسانيته وبتأخير المرتب غالباً وبدون مرتب احياناً ، فهل يعتقد بعض المدراء ان هذا الوضع ينطبق علينا نحن المواطنين ايضاً . وهل يعتقد بعض المدراء ان علاقات العمل كافية لخلق الانسجام والمسؤلية لدى العامل الجديد ( المواطن ) . ولماذا يحرص بعض هولاء المدراء على استمرارية علاقة السيد بالعبد كما كانوا يفعلون مع الأجانب سابقاً . وهم هولاء المدراء حريصون على عدم تقديم أي فرصة للمواطن والضغط عليه دائما لصرفه عن العمل لتبرير المحافظة على العامل الأجنبي الذي يذل لهم ويعمل على تنفيذ ممارساتهم ودسائسهم لحاجته الى التمسك بالعمل الذي يضمن له قوتاً ودخلاً لايستهان به اذا ماحوله الى عملة بلدة المتواضعة ولعدم توفر خيار اخر له عند شكواه على رب العمل سوى المغادره . لماذا لايكون التعامل بمستوى تعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا ، ولماذا كل هذه الأنفة والغموض والامبالاه ، هل هذا يحقق مصلحة العمل ، ان المدير الحازم الحريص على مصلحة عمله يمكن ان يكون ايضا محترماً ومهذباً ومتفهماً ، ومصلحة العمل ورفع مستوى انتاجيته تتطلب تعاونا متكاملا وتقديرا مشتركا وروحاً انسانية فوق كل هذا .
3- ماهي المميزات التي يحصل عليها الموظف والتي تريد الادارة منه ان يقدرها وان يخلص العمل لها بسببها ، لايوجد اهتمام صحي ، لايوجد مراعاة لاداء الموظف زاد ذلك او نقص ، لايوجد حوافز ، لايوجد مكافأت ولو تضاعف الربح الف مره ، لايوجد تكريم ، لايوجد خطابات شكر ، لايوجد نادي رياضي للموظفين ، لايوجد اهتمام ومراعاة لظروف ومناسبات الموظف ولا احزانه ، لايوجد شعور اجتماعي ، لايوجد تنظيم وظيفي ، لايوجد اهتمام صحي ، لايوجد احساس بالإستقرار الوظيفي ، ولايوجد حتى مرتب مناسب يكفي لمعيشة الموظف الوطني والدليل انه لايركز بالعمل لهمه بالبحث عن مرتب افضل حيث ينخلع مباشرة من عمله القديم بدون حتى تبليغ . الشي الوحيد الموجود هو الرقابة الحازمة والتدقيق المنفر والجو الممل والذل والتاخير حتى عند تسليم الحقوق والمستحقات ومحاسبة الموظف على هفواته بشده وتشغيله فوق طاقته . اذاً كيف تريد الادارة المنافسة وتتطلع الى الربحية والانتشار ؟!!
4- زمن طقها والحقها ولى الى غير رجعة ، حيث انـه الان لن يمكن اللحاق بها ولا حتى رؤيتها فاللاعبين الأكفاء تقدموا بعيداً جداً ومعهم الكره ، فكثير من رجال الاعمال الان لايستطيع ان يراها لبعد مسافتها عنه فكيف له ان يلحقها ، وبالرغم من ان كثير من الموظفين يشجع فريقه الاداري ويحب تقديم النصح والمعلومات اللازمة له ليكون ملازما للكره الا ان المدراء لايرون ولا يسمعون ولا يتكلمون مع الموظفين ، علماً بان الموظف اقرب الصفوف الى الأخطاء وهو الذي يمتلك المعلومات الضروريه والحقيقيه واللازمة لإتخاذ القرار الحكيم . وليس لزاما على المدير التحدث مع الموظفين اذا لم يشاء او خشي العدوى فانه يمكنه ان يوزع استبيانا مكتوباً المهم تحقيق مصلحة العمل.
اخيراً نضع تلك الملاحظات بين ايديكم مبدين فيها واقعنا والآمنا والتي من المؤكد انكم لاترضونها لانفسكم ولابناءكم ولا لمن تحبون ، ونحن اولى بتلك المحبة لاننا نعمل لمصلحتكم ، نعم مقابل مرتب ، ولكننا ايضاً نحرص على تطوير مؤسستنا ونمائها ، ونستطيع عمل الكثير لها فيما لو وجدنا كل رعاية واهتمام ، نريد ان نشعر اننا جزء منها واننا مكرمين بها ومقدرين ، واننا نفتقدها ونفتقد رجالها وادارييها اذا ذهبنا لبيوتنا ، وانتم تعلمون ان من احب عمله اخلص له وضحى في سبيل تعزيز اساساته ، اما من لم يجد ذلك وواجه التعقيد وعدم الاعتبار فإنه سوف يسعى جاهدا للبحث عن موقع آخر وحتى ذلك الوقت لايكون ذا نفع لعمله الحالي وعلى العكس قد يتسبب في تشويه سمعة المؤسسة ونشر معلوماتها للمنافسين واقناع أخرين بعدم الاجتهاد وبترك العمل مقابل منافسين آخرين وقد يكون الأسوأ بأن يكون عامل هدم داخل المؤسسة بعدم الإكتراث بصفقات او فرص حيوية للعمل او ببث روح التبلد و السأم وتعقيد الإجراءات لدى زملائه الموظفين .
إن الحزم والشدة لاتكفيان ابداً ابداً لتحقيق الاهداف الادارية من الموظفين ، والعامل هو اهم عوامل النجاح لكل النظريات الاداريه القديمه منها والجديده ، وهناك الكثير من الاساليب الادارية التي بتطبيقها يتحقق تكوين العامل الناجح ، فقط تختاج الى من يقرأها ويطبقها لتحقيق مصالحه اولا واخيرا .
دعونا نتعاون معاً لتحقيق النجاح ، فالنجاح خاصة في مجال الأعمال المتكامله يجب أن لايجير لشخص واحد او شخصين او ثلاثه ، بل هو تعاون مجموعة متكامله تستحق جميعها الفرح بهذا النجاح والحصول على نصيبها منه .
نسأل الله التوفيق للجميع .
|