الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (2-3)
http://152.160.23.131/alasr/content/...43C999AA7.html
الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (2-3)
25/3/2002
د. محمد بن عبد الله الشباني -
www.alshabani.com
--------------------------------------------------------------------------------
احتمال بروز دولة الخلافة كنتيجة لقيام أمريكا بإعلان الحرب ضد ما تسميه بالإرهاب يستوجب إلقاء الضوء لمعرفة حقيقة أهداف هذه الحرب المعلنة من قبل دولة النصارى الملحدة أمريكا، والدوافع العقائدية التي تدفع أمريكا على العالم الإسلامي النصرانية المتهودة إلى شن مثل هذه الحرب، وكذلك التوقعات المحتملة التي يمكن أن تجر إليه هذه الحرب المعلنة من زاوية أنها البداية لحدوث الآيات الكبرى لقرب الساعة.
أهداف الحرب الحالية
يمكن تقسيم أهداف الحرب الصليبية الحالية التي تقودها زعيمة الكفر أمريكا إلى نوعين هما:-
أولاً: أهداف عقائدية ودينية
تتمثل هذه الأهداف في تحقيق الأمور التالية:-
1 - القضاء على التوجه الذي اخذ في الانتشار بين الشعوب الإسلامية وهو المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية.
2 - القضاء على الطليعة الإسلامية التي تنادى بالجهاد باعتباره المخرج من الذل الذي تحياهُ الأمة الإسلامية بالدعوة إلى العودة إلى فريضة الجهاد تنفيذا لتوجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام وفق ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام احمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا عن ما كنتم عليه ، وفي لفظ لدى أبو داود والبيهقي وابن ماجة عن ابن عمر قوله عليه السلام ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )، وان حركة ابن لادن ومحاولته تدريب الشباب العربي على تحمل المصاعب هو مدخل لإحياء فريضة الجهاد وخاصة بعد تجربة أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي والذي انتهت بهزيمة الاتحاد السوفيتي القوة الثانية في العالم مما أوجد القناعة انه لا سبيل لتحرير بلاد المسلمين إلا بأحياء فريضة الجهاد . ونتيجة لذلك ظهرت الحركات الجهادية في مختلف بلاد المسلمين.
3 - رغبة أمريكا في التوغل في العالم الإسلامي وتغيير البيئة الثقافية والحضارية بنشر الثقافة الأمريكية الملحدة والتحكم العسكري والاقتصادي، وان وسيلتها لعمل ذلك هو تبني محاربة الإرهاب وخاصة إن القيادات السياسية في العالم الإسلامي قيادات علمانية فكرا وسلوكا فهي في توجهها لمحاربة الإسلام اشد من النصارى.
4 - إضعاف الشعوب الإسلامية من خلال إحداث اضطرابات وقلاقل في العالم الإسلامي لدفع حكومات المرحلة الجبرية لمحاربة التيارات الإسلامية وجعل هذه الحكومات رهينة للحماية الأمريكية المستمرة مع القضاء على هذه التيارات.
5 - تهيئة الأجواء لتحقيق الحلم اليهودي والنصراني بإقامة الهيكل في القدس وهو هدف تسعى إليه الأصولية المسيحية كجزء من عقائدهم في عودة المسيح عليه السلام.
6 - إسقاط حكومة طالبان الإسلامية التي تمثل قمة التحدي للصلف الأمريكي، فحركة طالبان تمثل الرفض للقيم الغربية ونمط الحياة الأمريكية الذي تسعى أمريكا لفرضه على العالم الإسلامي وقد أفصح بوش عن نيته هذه عندما برر الحرب على أفغانستان بقوله ( إن طالبان حكومة قمعية تقهر النساء ) ولهذا نجد انه لأول مرة تفرض أمريكا على الحكومة المؤقتة بأن يكون احد نواب رئيس الوزراء للحكومة المؤقتة امرأة أفغانية بقصد فرض القيم الأمريكية على نمط الحياة السياسية في أفغانستان.
7 - محاربة الحركات الإسلامية الجهادية في فلسطين من خلال الحصول على تحالف دولي لمحاربة الإرهاب حيث يشترك في هذا التحالف قيادات المرحلة الجبرية المعاصرة التي تحكم العالم الإسلامي بقصد محاربة الحركات الجهادية الإسلامية مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي وقد تأكد ذلك من إعلان أمريكا الصليبية بأنهما حركتان إرهابيتان مع حجب التمويل عن الشعب الفلسطيني من خلال محاربة الجمعيات الخيرية بإدعاء أن لها صلة بالإرهاب .
8 - إشعال حرب عالمية وفق ما يتصوره الفكر اليهودي حيث يعتقد اليهود أن خروج مسيحهم مرتبط بقيام حرب عالمية ثالثة تؤدى إلى هلاك ثلثي العالم وهدم الأقصى وإعادة بناء الهيكل على أنقاضه وذلك بعد انقضاء الألفية الثانية وعند ابتداء الألفية الثالثة، فقد جاء في التلمود ( قبل أن يحكم اليهود نهائيا لابد من قيام حرب بين الأمم ويهلك ثلثا العالم) واليهود الذي يتحكمون في أمريكا يخططون لهذه الحرب.
ثانياً: أهداف اقتصادية وسياسية
بجانب الأهداف العقائدية والدينية فان لأمريكا أهداف أخرى تتمثل في الأتي:-
1 - تأكيد النفوذ الأمريكي على العالم بتفردها في قيادة العالم بدون منازع .
2 - إيجاد موطئ قدم مؤثر للنفوذ الأمريكي في منطقة شرق آسيا يكون له أثر واضح في تغيير موازين القوى في تلك المنطقة بحيث يصبح للوجود العسكري الأمريكي موطئ قدم على حدود الصين وإيران وبعض الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
3 - منع قيام أي حكم إسلامي مستقبلا في أية دولة من دول منطقة شرق آسيا أو الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي مثل الشيشان وداغستان.
4 - احتواء الثروة النفطية المتواجدة في المنطقة، حيث يقدر مخزون بحر قزوين بحوالي 200 مليار برميل والسيطرة على هذا المخزون سوف يمنع من الاعتماد على المصادر الأخرى للنفط وبصفة أساسية بترول الخليج مع العمل على تعدد مسارات نقل البترول ولهذا نجد إن أمريكا تعارض مرور خط بترول قزوين بإيران لمنع انحصار نقل البترول في الخليج العربي وذلك باشتراكه مع بترول الخليج عند مضيق هرمز.
5 - استخدام النفط ورقة مساومة لغرض الهيمنة الأمريكية على بقية الدول الكبرى كالصين واليابان وأوربا.
التوقعات لمسار الحرب وبروز الخلافة الإسلامية
قدره حركة طالبان على الصمود تجاه القوة العسكرية الأمريكية الهائلة والتي تمتلك تكنلوجيا عسكرية متطورة بجانب ما حشدته من تأييد من قوى التحالف الأوربي والوثني، وحكام مرحلة الحكم الجبري بما في ذلك أقوى المساندين لها وهي حكومة باكستان التي فتحت أراضيها لقوى الصليب وتخلت عن مساندتها لحركة طالبان دفعت إلى انسحاب الحركة من المواجهة المباشرة، مما أدى إلى استيلاء قوى تحالف الشمال والذين جاءت بهم أمريكا لتنفذ من خلالهم ومن خلال الحكومة المعينة من قبلها أهدافها المعلنة وغير المعلنة على المدن والولايات الأفغانية. لقد نتج عن انسحاب حركة طالبان واستيلاء قوى التحالف بروز النزاعات بين القيادات الأفغانية وهذا الأمر سيمكن الحركة من اعتماد حرب العصابات التي سوف تشنها طالبان ومن سوف ينظم إليها من القوى الأخرى التي قد لا ترضى عن توجهات الحكومة المعينة من قبل أمريكا الصليبية مما قد يؤدى إلى انغماس الولايات المتحدة الأمريكية في المستنقع الأفغاني مما قد يدفعها إلى تنفيذ بقية خطتها في الحرب التوسعية الذي أعلنتها وهذا التوسع الذي سوف تمارسه أمريكا سيدفع كثير من الدول المحيطة بأفغانستان بإعادة النظر في تحالفها مع أمريكا حماية لمصالحها الاقتصادية، مما قد يدفعها إلى تشجيع الحركات الإسلامية المناوئة لأمريكا مثل ما فعلت أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي في الحرب الأفغانية الأولى والتي كان من نتيجتها تفكيك الاتحاد السوفيتي، بجانب أن أمريكا الصليبية وريثة عاد الأولى قد رمت بثقلها لمساندة إسرائيل في فلسطين واليهود المحتلين لأرض الأقصى والذي يقوم فكرهم على إقامة الهيكل انتظار لقدوم مسيحهم الذي سيمكنهم من حكم العالم، وهم في هذا التصور يشتركون مع الإنجيليين المسيحيين في حلم العودة الثانية للمسيح. ولذا فإن أمريكا الصليبية الإنجيلية سوف تسعى من خلال السماح لإسرائيل بضرب الفلسطينيين والدول العربية المجاورة في ظل العجز والاستخذاء مما سوف يدفع بالفكر الذي يتبناه ابن لادن بالعودة إلى الجهاد الى بروز حركات إسلامية فدائية تحارب أمريكا وإسرائيل بجانب قوى أجنبية ترغب في دفع أمريكا إلى توسيع عدائها للشعوب الإسلامية بقصد تشتيت قواها العسكرية.
إن الورقة الأمريكية التي ترفعها أمريكا في حربها مع أفغانستان والمسلمين وعلى القيم الإسلامية هي ورقة الادعاء بمحاربة الإرهاب حيث تضح مع مرور الزمن حقيقة هذا الادعاء مما قد يدفع قوى مختلفة بمحاربة أمريكا من خلال مساندة القوى المحلية المعادية لأمريكا والتي قد تجد فرصتها في إثارة الشعوب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط.
إن القوى المساندة لأمريكا في تحالفها الحالي ضد أفغانستان لابد أن تغير من سياستها إذا بقت أمريكا في أفغانستان ولم تغادرها فروسيا في وضعها الاقتصادي السيئ وحربها في الشيشان جعلها تخضع لرغبات أمريكا، وسكوت روسيا على حكومة أفغانية من صنع أمريكا سيكون انتحار لروسيا حيث ستضطر للقبول بوجود أمريكي دائم على حدودها وتجربة روسيا عند مساندتها لأمريكا في حرب الخليج الثانية حيث لم تنل نصيبها من الغنيمة التي حصلت عليها أمريكا من ثروة الخليج مما قد يجعلها تغير حساباتها فيما يتعلق بثروة بحر قزوين فهل تترك روسيا لأمريكا الفوز بثروة بحر قزوين ؟ لذا فان من المتوقع أن تحرك مؤيدها في أفغانستان لمحاربة الوجود الأمريكي مما سوف يزيد من تورط أمريكا في المستنقع الأفغاني ، وأما بالنسبة للصين فقد حرصت على أن تجعل من باكستان وأفغانستان حاجز وفاصل عن أي اقتراب غربي أمريكي يمكن أن يزعج أحلام الصين، فهل تقبل الصين قيام نظام عميل لأمريكا في أفغانستان؟ ولهذا فمن المحتمل أن تقوم الصين بالتحرك بأي شكل لإرباك أمريكا وإنهاكها وقد يؤدى إلى دخولها في حرب معها.
وباكستان التي تحالفت مع أمريكا تحت الضغط الأمريكي بتهديدها بتحالفها مع الهند وخشيت باكستان من ضرب منشأتها النووية دفعها إلى أن تخضع لرغبات أمريكا وهذا التحالــف سيــؤدى إلى تملمــل الشعب الباكستاني لان جزء كبير من الباكستانيين هم ذوى أصول عرقية بشتونية والتي تنتمي إليها حركة طالبان بجانب ان هذا التحالف يتعارض مع عقيدة الشعب الباكستاني مما قد يؤدى إسقاط الحاكم الباكستاني المتحالف مع أمريكا النصرانية مستقبلا وقيام حكومة في باكستان تتعاون مع حركة طالبان أو إي حركة بشتونية بديلة مستقبلا خاصة، وان التوجه الآن في إقامة حكومة مفروضة من أمريكا ستكون مناؤيه لباكستان، بجانب أن الهند قد تشترك في حرب مع باكستان بسبب كشمير، كما أن كشمير مهيأة لان تتحول إلى حركة جهادية أخرى مماثلة لحركة طالبان. وبالتالي فإن قيام حرب بين باكستان والهند وبتوجيه من اليهود وحكام أمريكا ذوى النزعة الأصولية الإنجيليية الذين يشتركون في توجهاتهم مع التوجهات اليهودية في عودة المسيح وان هذه العودة مقرونة بحرب مدمرة أمر محتمل الوقوع.
الدارس للتراث اليهودي والمسيحي وما يصرح به زعماء الأصولية اليهودية والإنجيلية المسيحية يلاحظ أن التحركات الأمريكية في توسيع نطاق الحرب تحت مسمى محاربة الإرهاب إنما هو وسيلة لإشعال حرب يتحقق من خلالها ما جاء في النبوءات التي يؤمن بها اليهود والنصارى، فقد جاء في التلمود والذي هو أهم كتب اليهود ما يشير إلى أن اليهود يسعون إلى إشعال حرب عالمية كبرى حتى يتحقق حلمهم بخروج المسيح الذي ينتظرونه فقد جاء في التلمود ( على كل يهودي أن يسعى لان تظل السلطة على الأرض لليهود دون سواهم، وقبل أن يحكم اليهود نهائيا باقي الأمم، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي ، ويحقق النصر القريب وحينئذ تصبح الأمة اليهودية غاية في الثراء، لأنها تكون قد ملكت أموال العالم جميعها إذ أنها ستكون هي الأمة المتسلطة على باقي الأمم ).
أما إيران الدولة الشيعية فهي لا ترغب في بقاء حركة طالبان حاكمة لأفغانستان لكونها حركة سنية ملتزمة بتطبيق الشريعة الإسلامية وقد دفعها ذلك لان تتحالف مع من تسميه بالشيطان الأكبر (أي أمريكا ) في الحرب ضد أفغانستان تحت مسمى الحرب ضد الإرهاب وقد كانت إيران مناهضة لحركة طالبان قبل قيام أمريكا بحربها الحالية فقد كانت تمد قوى التحالف الشمالي بالأسلحة والتموين بجانب سعيها في عقد حلف مع الهند وروسيا ضد الحركة.
إن هدف إيران هو إقامة حكومة تسيطر عليها الحركة الشيعية بجانب إنها لا ترغب في قيام حكومة عميلة لأمريكا بالإضافة إلى عدم رغبتها في وجود أمريكي دائم ولذا فان إيران الشيعية لن تتعاون مع إي حكومة سنية ملتزمة بتطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان ومع أي حكومة موالية لأمريكا بجانب أن أمريكا لن ترضى في بقاء إيران دولة قوية إرضاء لإسرائيل والتي تجد في إيران خطر على نفوذها وأهدافها في منطقة الشرق الأوسط فالصراع بين إسرائيل وإيران صراع على بسط النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فان هناك احتمال إن تقوم أمريكا بشن حرب على إيران نيابة عن إسرائيل وخاصة أن إيران تقوم بدعم شيعة لبنان والحكومة النصيرية في سوريا ولا يمكن لإيران إن تتخلى عن حزب الله في لبنان ولا عن الحكومة السورية.
إن الظروف السياسية والدينية والعرقية في المنطقة المحيطة بأفغانستان مهيأة لانتشار حروب إقليمية تؤدى إلى تغيير في القوى السياسية في المنطقة مما قد يؤدى ان شاء الله إلى سقوط أنظمة حكم المرحلة الجبرية وبروز حركات تؤدى إلى قيام الخلافة الإسلامية كما اخبر عن ذلك الصادق المصدوق، ولكن هناك تساؤل يطرح نفسه هل عودة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة مرتبط فقط بقيام الحروب وسقوط قوة أمريكا، أم إن هناك دلائل أخرى تشير إلى سقوط أمريكا وزوالها كقوة عالمية بعذاب يصيب به الله أولئك الذين شاقوا الله ورسوله وحاربوا الذين قالوا ربنا الله وعلاقة ذلك بالآيات الكبرى لأشراط الساعة وأن ما حدث في أمريكا سيؤدى إلى المسارعة إلى وقوع عذاب الله.
الإجابة على ذلك يستدعي دراسة ما ورد حول ذلك من أحاديث وما جاء في سورة الإسراء من تمكين بني إسرائيل وعودتهم إلى فلسطين وما ورد في صحيح مسلم حول حصار العراق وما ورد من قيام الخلافة في القدس وان ذلك من علامات قرب وقوع الآيات الكبرى لأشراط الساعة وما يساند ذلك من فكر لدى المسيحيين والإنجيليين وفق ما أشير إليه في كتبهم واعتقادهم بصحة ذلك والعمل على تحقيقه في واقع الأمر.
لقد بدأت الحملة الصليبية المعاصرة على المسلمين مع حرب الخليج الثانية حيث تمكنت القوات الصليبية أن تجد لها موطئ قدم في الجزيرة العربية وان تمارس دولة الكفر أمريكا دورها في تحقيق ما اخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي نضره رضي الله عنه قال كنا عند جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقال يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا ممن يكون ذاك؟ قال العجم يمنعون ذاك ثم قال يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى قلنا ممن يكون ذاك قال من قبل الروم ثم سكت هنيئة ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيثا لا يعده عدا قلت لأبى نضرة أترى انه عمر بن عبد العزيز قال لا ). هذا الحديث يتضمن ثلاثة أشياء عن مستقبل المسلمين أولها حصار العراق وثانيها حصار الشام وثالثها خليفة في آخر الزمان يحثي المال حثيثا ولا يعده عدا. بدراسة هذا الحديث ومدى ملاءمته مع الواقع المعاصر تتأكد لنا الأمور التالية:-
1 - يسبق ظهور الخليفة الذي يحثي المال حثيا حصول حصار للعراق والشام وهذا الخليفة هو من ضمن سلسلة الخلفاء الذين سيكونون في مرحلة الخلافة الإسلامية التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تأتي بعد المرحلة الجبرية كما أن الحصار الذي يحدث للعراق والشام سيكون متتابعا.
2 - إن طبيعة الحصار الذي أشار إليه الحديث حصار يخالف المفهوم السائد للحصار المعروف فقد تضمن أمرين، هما منع الطعام ومنع جباية المال فالمعروف قديما عن الحصار هو منع الطعام وليس منع المال فيدل على أن منع الطعام والمال في نفس الوقت أن مصدر الأموال هو التصدير وان الحصار يمنع عنهم الاستيراد كما يمنع عنهم التصدير وهذا ما هو حاصل على العراق حاليا بحكم أن مصدر الأموال الذي يحصل عليه العراق هو بيع البترول والذي من حصيلته يتمكن من استيراد الطعام.
3 - العبارة التي وردت في الحديث بلفظ جابر رضي الله عنه تصف بشكل دقيق الواقع المعاصر لحصار العراق فقد جاء اللفظ بكلمة يوشك أهل العراق ألا يجبى فلم يتحقق الحصار بالشكل الكامل كما هو معروف من مفهوم الحصار والذي يتم حول المدن بالمنع التام وبالتالي يتم حصول التهريب من الحدود.
4 - حدد الحديث أن حصار العراق سيكون عالميا من العجم والعجم في لغة العرب ما سواهم أما حصار الشام والذي سيأتي بعد حصار العراق فسيكون من قبل الروم .
5 - لم يحدث منذ بدء تاريخ الإسلام وبعد أن اسلم شعب العراق وأصبح جزء من الأمة الإسلامية أن حدث حصار للشعب العراقي بأكمله مفروض من كل شعوب العالم. وبالتالي فان الحصار الحالي هو ما جاء الخبر عنه في حديث جابر رضي الله عنه.
6 - إن الحصار المتوقع للشام بمنعهم من التصدير والاستيراد سيتم من قبل الروم كما اخبر عنه جابر رضي الله عنه، والروم في التراث الإسلامي هم أهل أوربا وفي هذا دليل على أن هناك أحداث سوف تحدث تزول بسببها قوة أمريكا وتبعية العالم لها وان هناك قوة جديدة سوف تظهر في الشام مما يهدد مصالح وسيادة الروم في أوربا مما سيدفع أوربا إلى منع التعامل مع الشام استيرادا وتصديرا وهذا يعني ظهور قوة جديدة في الشرق الأوسط قد تتمثل في الخلافة الإسلامية والتي سيتم مواجهة أوربا لها ليكون ذلك بداية حرب الملاحم حتى سقوط مركز القيادة المسيحية في روما على يدي المهدي خليفة المسلمين.
عودة الخلافة كمرحلة من مراحل مسيرة الدولة الإسلامية كما اخبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على فترة المهدي الذي وردت في حقه أحاديث عديدة وصحيحة ولكن المهدي الذي بشرت به الأحاديث والذي يخرج في فترة حكمه الدجال وينزل عيسى عليه السلام لتولي قيادة الأمة الإسلامية لتكون عودته إيذانا ببدأ نهاية الحياة الدنيا وقيام الساعة كما اخبر عن ذلك ربنا في كتابه الكريم في قوله تعالى ( وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم )، كما أن هناك نصوص تشير إلى ظهور خلافة على منهاج النبوة يكون المهدي الذي بشرت به الأحاديث في أخرها فقد وردت أحاديث يفهم منها أن المهدي يتولى الأمر بعد موت خليفة حيث يضطرب أمر الخلافة فقد اخرج أبو داود بسنده عن أم سلمه رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ) وقد جاء في أخبار المهدي عند السيوطي أن الناس يتوجهون في طلبه من مكة إلى المدينة ويتردون بينهما بعد انتهائهم من الحج إلى يوم عاشورا ثلاث مرات ) ففي حديث أم سلمه رضي الله عنه عن أبي داود انه يبايع مكرها على الخلافة وهو متفق مع ما ورد عند السيوطي كما أورد الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه على كتاب التصريح بما تواتر في نزول المسيــح أثر نسبة إلى كتاب الحاوي للسيوطي والى نعيم بن حماد في كتاب الفتن وهو يؤكد حقيقة أن المهدي سيكون آخر الخلفاء عند عودة الخلافة وهذا الأثر المسند إلى نعيم بن حماد قد رواه عن ارطاه فقال ( بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاما ثم يموت على فراشه ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الأذنين على سيرة المهدي بقــاؤه عشرون سنة ثم يموت قتيلا بالسلاح ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مهدى حسن السيرة وهو أخر أمير من امة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يخرج في زمانه الدجال وينزل في زمانه عيسى بن مريم ) فهذا الأثر مع الأحاديث الأخرى التي أشرت إليها تؤكد حقيقة أن هناك عودة للخلافة يتسلسل فيها الخلفاء ويكون أخرهم المهدي الذي بشر به الرسول عليه الصلاة والسلام ويؤيد صحة وجود فترة زمنية تقوم للإسلام فيها دولة قوية تسير على منهاج النبوة فيتم تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة المؤشرات التالية:-
1 - إن الفترة الزمنية التي أشار إليها الأثر الوارد لدى نعيم بن حماد قد تكون صحيحة وقد لا تكون كذلك ولكن الأثر يؤكد أمر مهما وهو يتفق مع الآثار الأخرى وهو أن هناك عدة خلفاء يطلق عليهم المهدي ولفظ المهدي لا يعني انه المهدي الذي وردت النصوص الصحيحة بوصفه والذي هو من عترة النبوة فإن هذا المهدي هو الذي سيكون أخر الخلفاء وسينال شرف أن يصلى عيسى عليه السلام خلفه والتجربة التاريخية للأمة الإسلامية والتطلع إلى المهدي دفع بعض الطامعين لنيل الخلافة بأن يسموا أنفسهم بالمهديين ولم يصلوا في صلاحهم إلى ما أشارت إليه الأحاديث من صلاحه بل خرج دجالون أدعو المهدية من أمثال مهدى العبيدين ( الإسماعيلية )، ومهدى السودان، وان الحاكم الذي سوف يعيد للأمة الإسلامية دورها من الحكم والذي سيأتي بعد انهيار وزوال مرحلة الحكم الجبري ستكون الدولة الإسلامية في عهده قوية وسيخلفه شخص آخر في آخر عهده يحدث الاضطراب ويخرج على أثره المهدي الذي هو من عتره النبوة وسيتم في عهده فتح روما والقسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام.
2 - أشارت أحاديث أخرى إلى الأحوال التي يخرج فيها المهدي الذي يعقب القحطاني والذي أشار إليه اثر نعيم بن حماد حيث يقتل ويحدث بعد مقتله اختلاف وانقلابا يشبه ما حدث بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ويعزز صحة ما ذهبنا إليه ما رواه الحاكم في مستدركه عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتلوا قوم ثم ذكر شيئا فقال إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدي ) قال حديث صحيح على شرطا الشيخين فهذا الحديث يشـير إلى انه سيحدث في مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة نزاع واختلاف يشبه ما حدث في فترة الخلافة التي أعقبت موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ومنازعة على بن أبي طالب رضي الله عنه الحكم من قبل الفئات التي خرجت تطالب بدم عثمان رضي الله عنه مع علمها بأحقية على رضي الله عنه بالخلافة، فبعد مقتل القحطاني سيحدث اختلاف ونزاع على السلطة وان هناك ثلاثة أشخاص وكلهم أبناء خليفة يتنازعون في امتلاك الكنز. والكنز غير معروف ولكن قد يكون المال الذي يتركه الخليفة في الخزينة العامة حيث أشار حديث ثوبان إلى أن الكنز هو إلى مجموع الأمة.
ويشير الحديث إلى أن الأمة لا ترغب في واحد منهم ولكنها تبحث عن شخص أخر ذي صلاح وتقوى كما أشارت إليه الأحاديث والآثار المتقدمة فيبايعه المسلمون وتتأكد البيعة له ويعرف الناس ان هذا الشخص مؤيد من الله بعد أن يخسف بالجيش الذي يرسل للقضاء عليه فتتم له البيعة.
كما أن الكنز قد يكون جبل الذهب الذي يحسر عنه نهر الفرات. والذي هو من علامات قرب الساعة حيث يقتتل عليه الناس فقد يكون هو الكنز المقصود في حديث ثوبان.
أن قيام الخلافة على منهاج النبوة بعد مرحلة الحكم الجبري أمر ثابت لاشك فيه كما اخبر عن ذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وان قاعدة الدولة الإسلامية ستكون القدس وقد أشير إلى ذلك في الحديث الذي أخرجه أبو داود عن عبد الله بن حوالة الازدى رضي الله عنه قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو قال على هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك فهذا الحديث يدل على أن عاصمة الخلافة ستكون القدس وقاعدتها ارض فلسطين لان الأرض المقدسة هي فلسطين كما اخبر عن ذلك القران الكريم في قوله تعالى ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) وهذه الخلافة لم توجد بعد وقد اخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال أو كما أنك قاعد هاهنـا أو انك قاعد (يعني معاذ بن جبل رضي الله عنه ) فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمران بيت المقدس خراب يثرب لعدم كونها مقرا للخلافة حيث سيتم توســع البنــاء وتجمع الناس في عاصمة الخلافة الإسلامية ويرشد إلى صحة هذا الفهم ما رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن محمد بن على بن أبي طالب ( المعروف بابن الحنفية) انه قال ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناء لم يبنى مثله يملك أربعين سنة ثم تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين يبقين من خلافته ثم يغدرون به ثم يجمعون له بالعمق فيموت منها غما ثم يلي من بعده رجل من بني هاشم ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ثم يسير إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها وينزلها ويخرج الدجال في زمانه وينزل عيسى بن مريم فيصلي خلفه ).
إن حصار الشام الوارد في حديث مسلم والذي اشرنا إليه يؤكد انه سيعقب حصار العراق الحالي وان ذلك لن يتم إلا بعد قيام قوة مسلمة تحكم الشام بما في ذلك فلسطين ولا تستطيع الروم ( أوربا النصرانية) في محاربتها للدولة الإسلامية إلا بحصار الشام وحصول ذلك لن يتم إلا بقيام حروب متعدد تؤدى إلى زوال دولة إسرائيل وحليفتها أمريكا وسقوط الأنظمة الجبرية في العالم الإسلامي نتيجة لهذه الحرب المعلنة من أمريكا ضد الإسلام تحت مسمى الإرهاب والتي بدأت حاليا في أفغانستان بجانب حدوث عذاب رباني ينزل بأمريكا فيهلكها ويدمر قوتها المادية مما يسمح لأنصار الصحوة الإسلامية بإقامة الحكم الإسلامي الذي على منهاج النبوة.
الحرب الصليبية الجديدة التي تقودها أمريكا بتوجيه وتحريض من القوى اليهودية المسيطرة على مقدرات العالم والقوى الإنجيلية المسيحية في أمريكا وغيرها تسعى لعزل الإسلام من أن يحكم بإحلال القيم والتعاليم اليهودية لتكون هي السمة السائدة في المجتمعات الإسلامية.
العلو اليهودي والإفساد الذي يمارسه اليهود في فلسطين والذي لا يحرك ساكنا لدى حكام المرحلة الجبرية بل يجد التأييد المطلق من جميع قوى الكفر في العالم إنما هو وعد الله الذي ورد في سورة الإسراء بالتمكين لليهود للسيطرة والإفساد لحكمه لا يعلمها إلا الله فقد جاء في سورة الإسراء حول واقع اليهود المعاصر والتأييد الذي حصلوا عليه والذي سيكون الوبال عليهم وعلى من ناصرهم يقول تعالى عن هذا الأمر القدري ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبير. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنيـن وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبير عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ).
لقد اختلف المفسرون والعلماء حول حدوث الإفساد الثانية هل تمت أم لا ولكن هناك حقائق تؤكد أن الإفساد المعاصر هو الإفساد الثاني ويتمثل ذلك في الأمور التالية:-
1 - إن الله اخبر بني إسرائيل في الكتاب أي في التوراة وفي غيرها من الكتب التي نزلت على بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام انه سيكون منهم افسادتان في الأرض وان لهم علوا كبير في كل الأرض.
2 - كما أن الله اخبر أن لكل إفسادة منهما وعدا ( أي وعيدا ) من الله تعالى بالانتقام منهم وان الإفسادة الأولى تحققت قبل نزول القران الكريم وتحقق فيهم وعد الله بتدمير ملكهم ودولتهم وهيكلهم على يد عباد الله تعالى أولى البأس الشديد وقد تم ذلك حيث أشار الله إلى ذلك في قوله تعالى ( وكان وعد مفعولا) وقد حدث ذلك على يد الملك نبوخذ نصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.
3 - نص القران على أن الإفسادة الثانية هي الأخيرة فقال تعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة.... ) وهذا فيه إشارة إلى انه ليس لبنى إسرائيل إفساد يؤدى إلى حكمهم الأرض كلها أو جلها وتحكمهم في مقدرات الدول غيره المرة الثانية فليس لهم عودة للإفساد والعلو.
4 - علامة تحقق وعد المرة الأخيرة هي أن الله تعالى يجيء بهم من أطراف الأرض كما هو مشاهد الآن إلى فلسطين كما في قوله تعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) أي جماعات تلفهم الطائرات.
5 - لقد أشار القران الكريم إلى الظاهرة التي تصاحب الإفساد الثاني وهو ظاهرة العلو وان الله يمد اليهود بالأموال والبنين والمناصرين وهذا مشاهد في هذا العصر فجميع أمم الأرض تؤيدهم في أعمالهم الإجرامية وما يشاهد من فعلهم وعدم الإنكار عليهم بل قيام الأمم جميعها في نصرتهم في حالة تعرضهم لأقل أذى مما يؤكد أن هذا الإفساد المعاصر هو الإفساد الثاني الذي أشار إليه القران الكريم.
إن نهاية الإفساد الثاني والعلو الأخير يتبعه قيام الخلافة الإسلامية ولكن اليهود لن يقضى عليهم ولكن قوة الإفساد العالمية سوف لن تكون كما هي الحال في الوقت الحالي ولكنهم سيعودون لمحاربة المسلمـين مــع الدجال حيث أنهم ينتظرون خروجه فقد روى احمد في مسنده عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال من يهودية أصفهان معه سبعون ألفاً من اليهود عليهم الطيالسة ).
6 - يثبت التاريخ البشرى حقيقة لا يختلف عليها المؤرخين أن بني إسرائيل لم يكن لهم حول القدس دولة مستقلة ذات سيادة بعد تحقق وعد أولاهما في منتصف القرن السادس قبل الميلاد الا عام 1948 م وهذا الوعد الأخير حدث كثمرة لعلوهم الإفسادي الثاني المعاصر وحكمهم الأرض ثابت من خلال حكمهم لأمريكا وإحكام القبضة عليها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وأخلاقياً وعسكرياً وثقافياً حتى أصبح الشعب الأمريكي النصراني مستعبداً ومستذلاً لليهود وان الشعب الأمريكي اشد شعوب الأرض عبودية للشيطان اليهودي فهو يكد ويكدح ليملأ خزائن اليهود بالذهب، وأمريكا في الوقت الحاضر هي أقوى دولة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وان حربها الصليبية المعاصرة لشعوب العالم الإسلامي يؤكد هذه الحقيقة فالجميع ذيل لهم بما فيهم حكام المرحلة الجبرية للعالم الإسلامي فالمشاهد الآن أن اليهود يعبثون في فلسطين وتقف أمريكا سندا لهم فإسرائيل تحكم العالم من خلال هيمنة اليهود على المقدرات السياسية والاقتصادية والفكرية لأمريكا وبقية الدول الأوربية.