** ( الفصل الثالث : البدايه ) **
هاهي المضيفة تعلن عن إقلاع الطائرة ,, مذكرة الركاب بضرورة ربط الاحزمه و اقفال الجوالات ,,
ابتسام ( متذمرة ) : يووووووووه ,, الله يعينّا على الجلسة 8 ساعات بالكرسي!!
اماني : انتي دوم زهقانه؟!!
ابتسام : لا مهو كذا ,, بس الجلسه تملل ,, اجل 8 ساعات!! ,, والله كثير!
اماني : بسيطه ,, شوفي لك أي مجله او كتاب سلي نفسك فيه لين يروح نص الوقت وبالنص الثاني نامي.
ابتسام ( رافعة حاجبيها ) : لا ياشيخه؟!! ,, انتي عارفتني ,, ما احب القرايه ,, الحين يالله اطيق المقررات!!,, خلينا القرايه لك يا أم العرّيف!!
اماني ( بابتسامه صفراء ) : الشرهه علي يقترح عليك ,, يا الملسونه!
ثم التفت اماني ناحية النافذة ,, لمتابعة الطائرة وهي تستعد لترك اجمل مدن الساحل الشرقي ,,
هاهي الطائرة تسير ,, هاهي تسرع ,, اكثر واكثر ,, لتميل بزاوية منفرجة ,, وتعلو ,, مودعه المكان ,, في لحظة ظنت اماني فيها أن الزمن قد توقف!!
بعد لحظات ,, وعلى عجل ,, أخرجت اماني نظارة سوداء كانت في حقيبة يدها ,, و ارتدتها على الفور ,,, كي لا يلحظ أحد حولها تلك الدمعة الحارقة المتسللة من عينها!!
فشريط الذكريات ,, لا يبارحها لحظة ,,, وهاهو يعاد من جديد وبكل تفاصيله!!
مازالت تذكر كل أحداث الصيف الفائت ,,, مازالت تذكر لندن العام الماضي ,, مازالت تذكر الشهرين اللذان ظنت فيهما انهما اجمل أيام عمرها ,, مازالت تذكر عندما كانت وردة يانعة لم يعتري الألم جوانحها ولم تكن شاحبة!!
مازالت تذكر ,, عندما وصلت مع أختها و والديها مطار هيثرو ,,و استقبلهم حينها العم سمير (لبناني الأصل إنجليزي الجنسية ) .
سمير ( باللهجة اللبنانية المحببة ) : اهلين فيكون
سمير ( باللهجة اللبنانية المحببة ) : اهلين فيكون ,, منورين
أبو اماني ( بصوته الرخيم ) : هلا فيك والله ,, وش أخبارك؟ ,, عسى ما تعبناك ,, الظاهر حنا كرهناك بأغسطس ,, كل سنه امشورينك فيه ,, (( ويختتم كلامه بضحكه مكتومة ))
سمير (بابتسامه عريضة ) : لا ,, ولو!! ,, تعبك راحه ,, كيفكون؟ كيفك خيتي أم اماني ؟ ,, وكيفون الصبايا؟؟ ما شاء الله كل وحده فيهن احلى من التانيه.
أم اماني : بخير الله يسلمك .
اماني و ابتسام ( بنفس الوقت ) : الحمد لله بخير
ابو اماني : والله الحمد لله بألف صحه وسلامه ,,,
اماني تهمس لامها ,, وتذهب مع أختها.
ابو اماني : اقول ,, يلا نروح نجيب الشنط قبل الزحمه ,,
ابو اماني ( باستدراك ) : بس لحظه!!! ,, وين البنات؟؟
ام اماني : راحو التواليت ,, و قالوا بيلحقونا للبوابه .
مع انتهاء الاجراءت ,, ( وهي سريعة بطبيعة الحال ,, وليست كالتي في بلادنا! ) ذهب سمير لاحضار السياره من الباركينق ,,, و أول ما خرجوا من بوابة المطار ,, قفزت ابتسام ,, بحبور شديد
ابتسام : ياااااي ,, الجو رووووعه ,, من زمان والله عن لندن
اماني ( ساخره ) : إيه من زمان ,, من 10 شهور بس!!
ابتسام : لا يا ذكيه مهو كذا ,, أنا اقصد من زمان عن جو لندن الحلو ,, لانه الصيف الي راح كان حار و مالغ ,, بس هالحين رهيب.
الأب ( مبتسما ) : طيب يا بسومه ,, دامك فرحانه كذا بالجو ,, فيا ويلك ان قلتي زهقت و لاعت كبدي زي الاجازه الي راحت ,, ترى اذبحك!!
ضحكت الاسره ,,, و لحظتها قدم سمير بالفان الكحلي ,, وعلى عجل فتح الابواب ليركبوا جميعا .
** ( الفصل الرابع : النصف الأول ) **
بينما كانت السيارة تقتطع الشوارع الانجليزيه الطويلة ,,, كان العم سمير و ابو اماني يتبادلان الحوار ,, عن الأوضاع الاقتصادية و السياحة والعرب وأحوال الأصدقاء ,,,,, الخ
ابو اماني : أنا والأهل يعجبنا بلندن أنها دايمن تتغير ,, مهيب زي باقي الدول ,, تزهق منها من اول زيارة ,, ولا تفكر ترجع لها مره ثانيه
سمير (بتذمر ) : يا خيي ,, هيك عم بيؤل السياح بس ,, تعا عيش هون سنه وحده وتحس راسك يكبر من المشاكل
ابو اماني ( مقطبا حاجبيه ): أعوذ بالله ,, الله يخلي لنا ديرتنا ,, بس مثلك عارف بالصيف ومع الحر الي عندنا ,, ماله الواحد إلا يسيّر عليكم هالشهرين ,, و يوسع صدره مع الاهل .
ام اماني ( مفتتحه حوار اخر ) : سمير ,, كيف حال ( ميري ) ؟
(( ميري هذه زوجه سمير ,, وهي انجيلزيه الأصل و المنشئ ))
سمير : منيحه ,, كان بدا تيجي معي ,, بس صار عندا شغله ضروريه
ام اماني : بنشوفها انشالله دامنا بنجلس شهرين ,,, سلم لي عليها
بعد حوالي النصف ساعة ,, وصلت السيارة الى محطتها ,, شارع ( الادجوردرود ) ,, أو شارع العرب كما يسميه الغالبية ,,
حيث يحس الزائر هناك ,, وسط رائحة الشواء و دخان المعسل ,, مع صوت الأنغام الشرقية ومع كثرة العرب ( الخليجين خاصة ) ,, يحس وكأنه في بقعه عربيه!
كانت الأسرة معتادة على قضاء نصف الرحلة قريبا من الأسواق والمحلات التجارية ,, وبالنصف الأخر تذهب الى (( برايتون )) ,, فهناك بيتهم الريفي الخاص بهم..
أبو اماني : ماشاء الله ,, اشوف الشوارع مزحومه ,, يقولون هالسنه الكل نوى على لندن
سمير ( محركا سبابته ) : ايه مزحومه كتير ,, انت اصبر لليل و تشوف الناس الي لسه ما صحو ,, هدول دوامهم ليلي و مابيخلو حدا ينام من اصوات السيارات و الاغاني!!
ما أن اختتم سمير حديثه ,, حتى توقفت السيارة معلنه وصولهم الى عماره (( واتر قاردن )) ,, حيث شقتهم رقم 8 في الدور الرابع,,
سمير ( مشيرا للشقه ): اتفضلوا انتو اصعدوا للشقه ,, وانا بشوف لي اتنين يحملوا الشناتي.
نزلت الاسرة من السيارة ,, متوجهين صوب اللفت ,, وحين توقف ,, دخلوا اللفت ,, وكبست ابتسام رقم 8 ,, ليصلوا سالمين الى شقتهم
اتمنى انها تعجبكم
وللحديث كمااان بقيه
ملوكه