الجذور امرأة ..!!
هذه ليست صورة من نسج خيالي
ولا هو منظر من تركيب مخرج محترف
ولا هو فلم سينمائي هندي..
ولا هي أطروحة عربية من فم أديب يتلاعب بالإبهار..
ولا هو تسويق لسلعة
ولا دعاية لمنتج..
إنها الحقيقة بعينها..
الحقيقة التي تدمي القلوب
وتقّطع الأفئدة..
وتقتل الأرواح..
وتذبح الضمائر..
انه كبرياء امرأة ..وأي امرأة تلك!!
بنت رجال
أم رجال
أخت رجال
بل هي كل الرجال..
شاهدت الملحمة بأم عيني..
صورت بكل حذافيرها..
لم يقطع منها شي
ولم يأخذ منها شي
ولم تمزج بأي شي
ولا بأي لون..
جرافة إسرائيلية خصصت لهدم البيوت بحجم السماء
وقوة البروق والرعود..
وبيت بل سقف فقط، إسمنتي يقف على أعمدة إسمنتية..
بعد أن هدم البيت.. من أعلاه ومن أسفله..
ترتج الأرض ويرتعد المبني..والجرافة توجه مسبار فولاذي كبير
يكسر الأعمدة ويهدم الجدران..
فتأتي امرأة،، شابة في عمر الزهور
تلبس لباسا إسلاميا محتشما .. اسودا..
فتجلس جلسة القرفصا اسفل المبنى.. تفترش الأرض
وتتحدى الجميع
الجندي الإسرائيلي الوقح
وأبو الجندي
وجد الجندي
وجرافة الجندي
فتقف الجرافات..وتتراجع..
لحظة.. فيأتي من يسحبها..للخارج
وهي تصرخ دعوني أموت.. تحت بيتي .. وعلى أرضي..
لكن قوتهم كبيرة..
فيسحبها ذويها خوفا على حياتها..
أي امرأة تلك..
وأي رجال نحن..
كانت كالجذور مزروعة في عمق التراب..عمق الأرض
عمق التضحيات..
طوبا لك سيدتي..
أنت من يستحق الحياة فقط..
__________________
|