مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-05-2002, 10:52 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

وأما الحديث الثاني : فهو لا يدل أيضاً على ما قاله ، بل إن أقصى ما يدل عليه الحديث أن أبا عبد الله عليه السلام كان يدعو بدعاء النبي إلياس عليه السلام.
أما أن هذا الدعاء كان مذكوراً في أحد الكتب السماوية ، أو مما رواه الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين عن النبي صلى الله عليه وآله أو غير ذلك ، فهذا لم يتضح من الحديث.
وعلى كل الاحتمالات فلا دلالة في ذلك على الاستغناء عن كتاب الله العزيز ، فإن مجرد الدعاء بمثل ما دعا به أحد الأنبياء عليهم السلام لا يدل على


--------------------------------------------------------------------------------

( 42 )

الرغبة عما جاء به النبي صلى الله عليه وآله كما هو واضح.
ولو سلمنا أن ما دعا به أبو عبد الله عليه السلام كان قد أخذه من أحد الكتب السماوية ، فإن التحديث عن تلك الكتب التي لم تصل إليها يد التحريف ولا سيما في الدعاء وما شابهه جائز ، وهو أولى من التحديث عن اليهود والنصارى الذي جوّزه علماء أهل السنَّة .
فقد أخـرج البخاري والترمذي وأحمد بن حنبل ـ واللفظ لهم ـ وأبو داود وغيرهم عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وآله قال : بلّغوا عني ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار (1).
قال ابن حجر العسقلاني في شرح الحديث : أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم ، لأنه كان قد تقدم منه صلى الله عليه وآله الزجر عن الأخذ عنهم والنظر في كتبهم ، ثم حصل التوسع في ذلك. وكأن النهي قد وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية خشية الفتنة ، ثم لما زال المحذور وقع الإذن في ذلك ، لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار.
وقال الشافعي : من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وآله لا يجيز التحدث بالكذب ، فالمعنى حدِّثوا عن بني اسرائيل بما لا تعلمون كذبه ، وأما ما تجوِّزونه فلا حرج عليكم في التحدث به عنهم (2).
وقال المناوي : « حدِّثوا عن بني إسرائيل » أي بلِّغوا عنهم قصصهم
____________
(1) صحيح البخاري 4|207 كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل. سنن أبي داود 3|322. مسند أحمد بن حنبل 2|159 ، 202 ، 474 ، 502 ، 3|46. سنن الدارمي 1|136. سنن الترمذي 5|40. صحيح سنن أبي داود 2|697. صحيح الجامع الصغير 2|600. الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|50 ـ 51. الجامع الصغير 1|570.
(2) فتح الباري 6|388.
--------------------------------------------------------------------------------

( 43 )

ومواعظهم ونحو ذلك مما اتَّضح معناه ، فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار ، « ولا حرج » عليكم في التحديث عنهم ولو بغير سند ، لتعذِّره بطول الأمد ، فيكفي غلبة الظن بأنه عنهم ، إنما الحرج فيما لم يتَّضح معناه (1).
وقول الجزائري :
وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرَّفة والرسول صلى الله عليه وآله يرى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي يده ورقة من التوراة فينتهره قائلاً : ألم آتيكم بها بيضاء نقية ؟!
جوابه : أن ما عند أئمة أهل البيت عليهم السلام من كتب الأنبياء السابقين لم تصل إليها يد التحريف كما مر ، وحينئذ يجوز التحديث عنها وإن كانت منسوخة ، ولا سيما فيما يتعلق بالدعاء والمواعظ ونحوهما.
وأما نهر النبي صلى الله عليه وآله لعمر فلعله كان في بداية الدعوة ، ثم رُفع المنع منه لما استقرت الأحكام كما تقدم في كلام ابن حجر.
أو لعل النبي صلى الله عليه وآله علم أن عمر أراد أن يأخذ بما حوَتْه تلـك الورقـة من عقـائد فاسدة وأحكام باطلة أو منسوخة لا يجوز العمل بها ، لا مثل الدعاء والمواعظ التي لا بأس بالنظر فيها.
أو أن النبي صلى الله عليه وآله خشي أن يُعنى المسلمون بما يجدونه بأيدي أهل الكتاب من التوراة والإنجيل ، فيأخـذون ما لا يصح ، ويعملون بما لا يجوز ، فنهى عمرَ عن ذلك سدًّا لهذا الباب الذي يأتي منه الفساد.
وقوله : إن اعتقاد امرئ الاستغناء عن القرآن أو عن بعضه بأي حال من الأحوال هو ردة عن الإسلام ومروق منه.
جوابه : أنه لا نزاع بيننا في أنه لا يجوز لمسلم أن يهجر كتاب الله العزيز أو يعتقد الاستغناء عنه بغيره ، وإنما الكلام في أن الشيعة الإمامية هل يعتقدون جواز الاستغناء عن القرآن بالتوراة والإنجيل كما زعم الجزائري أم لا ؟
____________
(1) فيض القدير 3|377.
--------------------------------------------------------------------------------

( 44 )

والذي أقوله : إن عقيدة الشيعة الإمامية في كتاب الله العزيز أشهر من أن نتكلف بيانها ، أو نتجشَّم إيضاحها ، إلا أنا نذكر شيئاً مما قاله بعض علمائنا الأعلام في بيان عقيدة الإمامية في القرآن ، قطعاً لشغب المشاغبين ، وتشويش المشوِّشين ، فنقول :
1ـ قال أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه المعروف بالصدوق ( ت 381هـ ) : اعتقادنا في القرآن أنه كلام الله ووحيه وتنزيله وقوله وكتابه ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم عليم ، وأنه القصص الحق ، وأنه لقول فصل وما هو بالهزل ، وأن الله تبارك وتعالى محدِثه ومنزله وربّه وحافظه والمتكلم به (1).
2ـ وقال الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره : يعتقد الشيعة الإمامية... أن الكتاب الموجود في أيدي المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله إليه ـ يعني النبي صلى الله عليه وآله ـ للإعجاز والتحدّي ولتعليم الأحكام وتمييز الحلال من الحرام ، وأنه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة ، وعلى هذا إجماعهم (2).
3ـ وقال الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره : نعتقد أن القرآن هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيه الأكرم ، فيه تبيان لكل شيء ، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما حوى من حقائق ومعارف عالية ، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه ، وكلهم على غير هدى ، فإنه كلام الله الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
____________
(1) عقائد الصدوق ، ص30.
(2) أصل الشيعة وأصولها ، ص132.
--------------------------------------------------------------------------------

( 45 )

خلفه ) (1).
ومن الغريب أن الجزائري قد اختار هذين الحديثين ، وزعم أنهما يدلان على أن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم قد استغنوا عن القرآن الكريم بالتوراة والإنجيل المحرَّفين ، ليصل إلى النتيجة التي يريدها ، وهي أن كل من اعتقد الاستغناء عن كتاب الله فهو كافر ، والشيعة يعتقدون ذلك ، فهم كفار مارقون من الدين ، مرتدون عن الإسلام.
فأقدم على تكفير الشيعة بهذين الحديثين الضعيفين ، اللذين حمَّلهما من المعاني ما لا يحتملانه ، وأعرض عن الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي أخرجها الكليني في « الكافي » في فضل القرآن ، وفضل قراءته والعمل به.
ومن راجع كتاب الكافي يجد أن الكليني رحمه الله جعل للقرآن كتاباً كاملاً ، أسماه « كتاب فضل القرآن » ، وذكر فيه 124 حديثاً ، رتَّبها في أبواب مختلفة ، منها :
ـ باب فضل حامل القرآن.
ـ باب من يتعلم القرآن بمشقة.
ـ باب من حفظ القرآن ثم نسيه.
ـ باب في قراءته.
ـ باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن.
ـ باب ثواب قراءة القرآن.
ـ باب قراءة القرآن في المصحف.
ـ باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن.
ـ باب فيمن يظهر الغشية عند قراءة القرآن.
____________
(1) عقائد الإمامية ، ص95.
--------------------------------------------------------------------------------

( 46 )

ـ باب في كم يُقرأ القرآن ويُختم.
ـ باب في أن القرآن يُرفع كما أُنزل.
ـ باب فضل القرآن (1).
فمما ورد في فضل العامل بالقرآن الحافظ له ما رواه الفضيل بن يسار في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : الحافظ للقرآن العامل به مع السفَرة الكرام البررة (2).
ومما ورد في الحث على قراءته ما رواه حريز في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : القرآن عهد الله إلى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية (3).
ومما ورد في ثواب قراءته ما رواه الفضيل بن يسار في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن ، فتُكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات ، ويمحى عنه عشر سيئات (4).
هذا مع أن الكليني رحمه الله قد روى في « الكافي » في باب الرد إلى الكتاب والسنة ما يدل على أنه ليس شيء من الحلال والحرام وما يحتاج إليه الناس إلا وقد جاء في كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وآله.
ومن ذلك صحيحة حمَّاد عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة (5).
____________
(1) راجع الجزء الثاني من أصول الكافي من ص596 إلى ص634.
(2) أصول الكافي 2|603.
(3) المصدر السابق 2|609.
(4) المصدر السابق 2|611.
(5) المصدر السابق 1|59.
--------------------------------------------------------------------------------

( 47 )

وفي موثَّقة سماعة ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، قال : أّكُلُّ شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ؟ أو تقولون فيه ؟ قـال : بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله (1).
وروى رحمه الله أيضاً في باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب ما يدل على لزوم الأخذ بما وافق الكتاب من الأحاديث المروية ، وطرح ما خالفه.
ومن ذلك صحيحة أيوب بن الحر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كـل شيء مـردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف (2).
وخبر هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى ، فقال : أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافـق كتـاب الله فـأنا قلـته ، وما جـاءكم يخـالف كتاب الله فلم أقله (3).
وهذا كله يدل على أن مَن يعتقد ذلك في كتاب الله العزيز لا يتّجه منه اعتقاد الاستغناء عن القرآن الكريم بغيره من كتب الأنبياء السابقين عليهم السلام وإن كانت غير محرفة.
والحاصل أن تمسُّك العترة النبوية الطاهرة وشيعتهم بكتاب الله المجيد واحتجاجهم به وتعويلهم عليه مما لا يخفى على أحد ، وإنكار ذلك مكابرة ظاهرة وسفسطة واضحة.
____________
(1) المصدر السابق 1|62.
(2) المصدر السابق 1|69.
(3) المصدر السابق 1|69.

(يتبع )
  #2  
قديم 06-05-2002, 10:53 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

كشف
الحقيقة الثانية


--------------------------------------------------------------------------------

( 50 )



--------------------------------------------------------------------------------

( 51 )
قال الجزائري :


الحقيقة الثانية
اعتقاد أن القرآن الكريم لم يجمعه ولم يحفظه أحد من أصحاب
النبي صلى الله عليه وآله إلا علي والأئمة من آل البيت

هذا الاعتقاد أثبتَه صاحب كتاب « الكافي » جازماً به مستدلاً عليه بقوله : عن جابر قال : سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادّعى أحد من الناس أنه جَمَع القرآن كله إلا كذاب ، وما جمعه وحفظه كما نُزِّل إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده.

وأقول :
أخرج الكليني رحمه الله طائفة من الأحاديث في باب « أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام ، وأنهم يعلمون علمه كله » (1) ، ومنها الحديث الذي ذكره الجزائري في حقيقته هذه ، وفي سنده عمرو بن أبي المقدام ، وهو مختلف في وثاقته.
قال المولى المجلسي قدس سره : الحديث الأول [ في سنده ] مختلف فيه (2).
____________
(1) أصول الكافي 1|228.
(2) مرآة العقول 3|30.
--------------------------------------------------------------------------------

( 52 )

والذي يظهر من كلمات الأعلام أن الأكثر ذهب إلى تضعيفه (1).
وكيف كان فالرجل لم تثبت وثاقته بدليل معتمد ، ولا سيما مع اضطراب كلام العلماء فيه ، فإن ابن الغضائري وثَّقه في أحد قوليه ، وضعَّفه في قوله الآخر ، وذكره العلاّمة قدس سـره مرة في القسم الأول من خلاصته في الثقات ، وذكره مرة ثانية في القسم الثاني منها في الضعفاء (2) ، وكذلك صنع ابن داود في رجاله (3). وعليه فالرجل لا يُعتمد حديثه لجهالته.
وأما الحديث الثاني فقد رواه الكليني عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بـن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن المنخَّل ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ما يستطيع أحد أن يدّعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأصياء.
وهذا الحديث ضعيف السند أيضاً ، وحسبك أن من جملة رواته محمد بن سنان والمنخَّل.
أما محمد بن سنان فقد مرَّ بيان حاله ، وأما المنخَّل فهو المنخل بن جميل الأسدي ، وهو ضعيف جداً.
قال فيه النجاشي : ضعيف فاسد الرواية (4).
وقال ابن الغضائري : ضعيف ، في مذهبه غلو (5).
وقال العلاّمة : كان كوفياً ضعيفاً ، وفي مذهبه غلو وارتفاع. قال محمد بن مسعود : سألت علي بن الحسين عن المنخل بن جميل ، فقال : هو
____________
(1) راجع تنقيح المقال 2|324 ، رجال العلامة ، ص241.
(2) رجال العلامة ، ص120 ، 241.
(3) راجع تنقيح المقال 2|324.
(4) رجال النجاشي 2|372.
(5) راجع تنقيح المقال 3|247.
--------------------------------------------------------------------------------

( 53 )

لا شيء ، متَّهم (1).
وقال المامقاني : كأن الكل متفقون على ضعفه (2).
وأما باقي أحاديث الباب فكلها تدل على أن الأئمة عليهم السلام عندهم علم الكتاب كله.
ومنها : رواية سلمة بن محرز ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن مِن علْم ما أُوتينا تفسير القرآن وأحكامه ، وعلم تغيير الزمان وحدثانه... ثم قال : ولو وجدنا أوعية أو مستراحاً لقلنا (3) ، والله المستعان.
ومنها : رواية عبد الأعلى مولى آل سام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفّي ، فيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، قال الله عز وجل ( فيه تبيان كل شيء ).
ومنها : رواية عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : وعندنا والله علم الكتاب كله.
ومنها : حسنة أو صحيحة بريد بن معاوية ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) قال : إيانا عنى ، وعليٌّ أوَّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
ومعرفة الأئمة عليهم السلام بعلم الكتاب لا كلام لنا فيه الآن ، فإن الجزائري لم يذكره ، فلنكتفِ بمناقشته فيما عَنْوَن به حقيقته ، ومناقشته في دلالة
____________
(1) رجال العلامة ، ص261.
(2) تنقيح المقال 3|247.
(3) قال المجلسي في مرآة العقول 3|32 ـ 33 : « الأوعية » جمع وعاء ... أي قلوبا كاتمة للأسرار حافظة لها ، « أو مستراحاً » أي من لم يكن قابلاً لفهم الأسرار وحفظها كما ينبغي ، لكن لا يفشيها ولا يذيعها ، ولا يترتب ضرر على اطلاعه عليها فتستريح النفس بذلك.
--------------------------------------------------------------------------------

( 54 )

الحديثين الأولين اللذين استخلص منهما حقيقته هذه ، فنقول :

مناقشة الجزائري في دلالة الحديثين
قال : إن اعتقاداً كهذا ـ وهو عدم وجود مَن جمع القرآن وحفظه من المسلمين إلا الأئمة من آل البيت ـ اعتقاد فاسد وباطل ، القصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم ، وكفى بذلك فساداً وباطلاً [ كذا ] وشراً.

أقول :
ليس المراد بجمع القرآن وحفظه من الحديثين هو جمع سوره وآياته في مصحف كما ظن الجزائري ، بل المراد بجمعه أحد معنيين :
المعنى الاول : هو العلم بتفسيره ومعرفة ما فيه من أحكام ومعارف.
ويدل على ذلك قوله عليه السلام في الحديث الثاني : « ما يستطيع أحد أن يدّعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء ».
فإنه ظاهر فيما قلناه ، وإلا لو كان المراد بجمع القرآن في الحديث جمع ألفاظه في مصحف لكان أكثر هذه الأمّة يدّعون أن عندهم جميع القرآن كلّه . أما ادّعاء العلم بالقرآن وفهم آياته ومعانيه الظاهرة والباطنة كما أنزلها الله سبحانه فهذا لم يقع من أحد من هذه الأمة إلا من أهل بيت النبوة عليهم السلام.
وقوله : « ظاهره وباطنه » يرشد إلى ذلك ، فإن ظاهر القرآن وباطنه مرتبطان بمعانيه لا بألفاظه (1) ، وجمع الظاهر والباطن يعني الإحاطة بمعاني آيات الكتاب العزيز كلها ، أو أن الظاهر هو لفظه ، والباطن معناه ، فيكون المعنى أنه لا يستطيع أحد أن يدَّعي أن عنده علماً بألفاظ القرآن
____________
(1) الظاهر : ما ظهر معناه ، والباطن : ما خفي تأويله.
--------------------------------------------------------------------------------

( 55 )

ومعانيه كاملة إلا الأوصياء عليهم السلام.
ولو كان المراد بجمع القرآن جمع ألفاظه كاملة في مصحف لما صحَّ لنا أن نقول : « إن غير علي عليه السلام من أئمة أهل البيت عليهم السلام قد جَمَعه » ، لأنه إذا كان علي علي السلام قد جمعه قبلهم ، فكيف يتأتى لهم أن يجمعوا ما كان مجموعاً ؟!
هذا مضافاً إلى أن الظاهر من أحاديث الباب أنها جاءت تؤكد حقيقة واحدة ، هي أن أئمة أهل البيت عليهم السلام علموا تفسير القرآن وفهموا معانيه كلها ، وعرفوا أحكامه كما أرادها الله سبحانه ، وأن أحداً من هذه الأمة لا يستطيع أن يدّعي أنه يعلم ذلك إلا هُم. وأما مسألة جمع القرآن بالمعنى الذي ذكره الجزائري فلم يكن مراداً بالحديثين الأولين ، ولم تحـمْ حوله باقي الأحـاديث الأُخـر المذكورة في هذا الباب.

( يتبع )
  #3  
قديم 06-05-2002, 10:55 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

المعنى الثاني : أن المراد بجمع القرآن كما أُنزل هو جمعه في مصحف رُتِّب فيه المنسوخ قبل الناسخ ، والمكّي قبل المدني ، والسابق نزولاً قبل اللاحق ، وهكذا.
وجمع القرآن بهذا النحو لم يتأتَّ لأحد من هذه الأمّة إلا لعليٍّ بن أبي طالب علي السلام.
فقد أخرج ابن سعد وابن أبي داود وغيرهما عن محمد بن سيرين ، قال : لمَّا توفي النبي صلى الله عليه وآله أبطأ عـلي عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكن آليت أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن. فزعموا أنه كتبه على تنزيله. فقال محمد : لو أصيب ذلك الكتاب كان فيه العلم (1).
____________
(1) الطبقات الكبرى 2|238 ، المصاحف ص16 ، وراجع تاريخ الخلفاء ، ص173 ، الإتقان في علوم القرآن 1|127 ، كنز العمال 2|558 ، حلية الأولياء 1|67 ، الفهرست لابن النديم ، ص41.
--------------------------------------------------------------------------------

( 56 )

و قال السيوطي : وأخرجه ابن أشته في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين ، وفيه أنه ـ يعني عليًّا عليه السلام ـ كتَب في مصحفه الناسخ والمنسوخ ، وأن ابن سيرين قال : تطلَّبتُ ذلك الكتاب ، وكتبتُ فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه (1).


* * * * *

وقول الجزائري : « والقصد منه عند واضعه هو تكفير المسلمين من غير آل البيت وشيعتهم ».
يردّه أن القول بأن أهل البيت عليهم السلام جمعوا القرآن كله ظاهره وباطنه ـ أي علموا تفسيره وفهموا معانيه وأحكامه كما أرادها الله سبحانه ، وأن غيرهم ليس كذلك ـ لا يلزم منه تكفير أحد من أهل القبلة ، بل إن ذلك من تمام نعم الله على هذه الأمة أن جعل فيهم أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون.
بل حتى لو قلنا : إن المراد بجمع القرآن هنا هو جمع ألفاظه كما ظن الجزائري ، فإن ذلك لا يستلزم تكفير أحد من المسلمين الذين تلقَّوا القرآن من غيرهم ناقصاً قد سقطت بعض آياته أو كلماته ، لأنه يحتمل أن يكون الناقص مما لا يجب الاعتقاد به ، ولا يضر جهله بجاهله ، إذ ليس كل ما في القرآن يجب على كافة المسلمين أن يعرفوه ويعتقدوا به ، وإلا كان واجباً على كل مسلم أن يكون جامعاً لعلوم القرآن وأحكامه ، وعارفاً بمعانيه ، ومعتقداً بمضامينه ، وهذا لا يقول به أحد.


* * * * *

ثم إن الجزائري قد ذكر ما يستلزمه اعتقاد أن أهل البيت عليهم السلام هم
____________
(1) الإتقان في علوم القرآن 1|127.
--------------------------------------------------------------------------------

( 57 )

الذين جمعوا ألفاظ القرآن كله دون غيرهم ، وحيث إنَّا قد أوضحنا أن ما فهمه من معنى جمع القرآن غير صحيح ، فإن اللوازم التي ذكرها لا نحتاج إلى تكلّف ردّها ، إلا أنا سنذكرها مع ذلك لبيان فسادها في نفسها ، فنقول :
قال : [ يلزم من ذلك ] تكذيب كل من ادّعى حفظ كتاب الله وجمعه في صدره أو في مصحفه كعثمان وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن مسعود وغيرهم من مئات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.

والجواب :
لقد نص الحديث على كذب كل من ادَّعى العلم بأحكام القرآن وفهم معانيه الظاهرة والباطنة كما أرادها الله تعالى من غير أئمة أهل البيت عليهم السلام.
أما تكذيب من ادّعى حفظه عن ظهر قلب أو في مصحف فغير مراد بالحديث كما أوضحنا ، بل إن حفظه بهذا المعنى لا يتَّجه إنكاره البتة ، بسبب وقوعه من كثير من الناس حتى الصِّبْية الذين لم يبلغوا الحلم.
اللهم إلا إذا قلنا : إن مَن جمعه في مصحف أو حفظه لم يجمعه كما أُنـزل ، أي مـرتباً على حسب النزول ، بأنْ جَمَع المنسوخ منه قبل الناسخ ، والمكي قبل المدني ، والسابق نزولاً قبل اللاحق ، فحينئذ يصح لنا أن نكذّب كل مَن ادّعى جمعه أو حفظه بهذا النحو.
ومن الواضح أن معرفة تفسير القرآن وفهم معانيه كما أرادها الله سبحانه لم تُدّعَ لأحد من علماء الصحابة وغيرهم إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقد أخرج أبو نعيم الأصفهاني وابن عساكر وغيرهما عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا له


--------------------------------------------------------------------------------

( 58 )

ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده علم الظاهر والباطن (1).
وكان أمير المؤمنين عليه السلام يخبر بذلك مراراً ، كما أخرج ابن سعد وأبو نعيم وغيرهما عن علي عليه السلام أنه قال : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً صادقاً ناطقاً (2).
وأخرج ابن سعد وغيره عن علي عليه السلام ، قال : سلوني عن كتاب الله ، فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل (3).


* * * * *

قال الجزائري : [ ويلزم ] ضلال عامة المسلمين ما عدا شيعة آل البيت ، وذلك أن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله ، إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.

وأقول :
لقد أوضحنا المراد بالحديث ، ومعنى الحديث لا يستلزم ما ذكره من ضلال أو كفر عامة المسلمين ، بل حتى لو كان معنى الحديث ما زعمه هو فلا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة تلقّى القرآن ناقصاً كما مرَّ آنفاً.
وقوله : « إن من عمل ببعض القرآن دون البعض لا شك في كفره وضلاله » غير صحيح ، لأن مَن تلقى القرآن ناقصاً وعمل بما عنده من كتاب الله لا يجوز تكفيره ما لم ينكر شيئاً عُلِم بالضرورة أنه من الدين .
وقوله : « لأنه لم يعبد الله تعالى بكل ما شرع » غير صحيح ، لأن ما
____________
(1) حلية الأولياء 1|65 ، ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق 3|32.
(2) حلية الأولياء 1|68 ، الطبقات الكبرى 2|338.
(3) الطبقات الكبرى 2|338.
--------------------------------------------------------------------------------

( 59 )

يُفترض أنه سقط من القرآن يُحتمل أن لا يكون من الواجبات العبادية ، وعلى فرض كونه منها فقد يكون موضَّحاً في السنّة النبوية الشريفة ، ثم إن مَن لم يأتِ ببعض التكاليف لعذر كالجهل ونحوه لا يوصف بالكفر أو الضلال.
وقال : إذ من المحتمل أن يكون بعض القرآن الذي لم يحصل عليه المسلمون مشتملاً على العقائد والعبادات والآداب والأحكام.
وجوابه : أن احتمال ذلك لا يرفع احتمال عدمه ، فلعل ما يُفترض أنه ساقط من القرآن هو من الآداب والسُنن ، لا من الأصول التي يجب اعتقادها.
ولو سلّمنا بأن ما يفترض سقوطه من كتاب الله هو من العقائد التي يجب اعتقادها ، فلا يلزم من ذلك الحكم بكفر أحد ، إذ يُحتمَل أن تلك المعتقدات كانت موضّحة أيضاً في سنة النبي صلى الله عليه وآله المتواترة التي أخذ بها المسلمون وحفظوها.


* * * * *

قال : هذا الاعتقاد لازمه تكذيب الله في قوله ( إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) وتكذيب الله تعالى كفر ، وأي كفر.

وأقول :
إن الاعتقاد بأن الله سبحانه قد اختص أهل البيت عليهم السلام بفهم معاني القرآن الظاهرة والباطنة ، ومعرفة أحكامه كلها ، لا يستلزم تكذيباً لله تعالى ولا لنبيه صلى الله عليه وآله كما هو واضح.
بل حتى لو قلنا : إن القرآن الكريم لم يجمعه أحد من هذه الأمة كما أُنزل إلا أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فإن هذا القول لا ينافي الآية المباركة ، لأن المحصَّل حينئذ أن الله سبحانه حفظ الذِّكْر بأئمة الحق عليهم السلام.


--------------------------------------------------------------------------------

( 60 )

وإذا كان هذا الحديث الضعيف المروي في كتاب « الكافي » الدال على أن أهل البيت عليهم السلام جمعوا القرآن بالمعنى الذي بيَّنَّاه ، يستلزم تكذيب قول الله تعالى ( إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنَّا له لحافظون ) ، فما بالك بالأحاديث الكثيرة التي رواها أهل السنة وصحَّحوها ، التي تدل على سقوط كلمات بل آيات بل سوَر من القرآن الكريم ؟!
ألا يدل ذلك على تكذيب الله عز وجل في حفظ كتابه العزيز ، ولا سيّما أن أهل السنة لا يرون أن أحداً من هذه الأمة عنده قرآن غير هذا القرآن الذي هو في أيدي الناس.
وإذا أردت قارئي العزيز أن تطّلع على بعض تلك الأحاديث فإنّا نسوق لك شيئاً منها ، ونقسِّم ما نورده لك إلى طوائف :


( يتبع )
  #4  
قديم 06-05-2002, 10:57 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

الطائفة الأولى : تدل على ذهاب سُوَر من كتاب الله.
ومن ذلك ما أخرجه مسلم وغيره عن أبي الأسود ، قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قرَّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرَّاؤهم ، فاتلوه ولا يطولَنَّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنا نقرأ سورة ، كنا نشبِّهها في الطول والشدة ببراءة ، فأُنسيتها غير أني حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة كنا نشبّهها بإحدى المسبِّحات (1) فأُنسيتها ، غير أني حفظت منها : يا أيها الذين آمنوا لمَ تقـولون مـا لا تفعلون ، فتُكتب شهادةً في أعناقكم فتُسألون عنها يوم القيامة (2).
____________
(1) هي السور التي افتتحت بسبحان وسبَّح ويسبَِح وسبِّح.
(2) صحيح مسلم 2|726 كتاب الزكوة ، باب (39) لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً.
--------------------------------------------------------------------------------

الطائفة الثانية : تدل على نقصان سورة براءة والأحزاب.
ومن ذلك ما أخرجه الحاكم والهيثمي وغيرهما عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : ما تقرأون ربعها ، وإنكم تسمُّونها سورة التوبة ، وهي سورة العذاب (1).
وأخرج الحاكم وصحَّحه وأحمد ـ واللفظ له ـ والسيوطي والبيهقي والطيالسي وغيرهم ، عن زر بن حبيش قال : قال لي أُبَي بن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب ؟ أو كائن تعدُّها ؟ قال : قلت : ثلاثاً وسبعين آية. فقال : قط ؟ لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عليم حكيم (2).
وفي لفظ آخر له : قال : كم تقرأون سورة الأحزاب ؟ قال : بضعاً وسبعين آية. قال : لقد قرأتُها مع رسول الله صلى الله عليه وآله مثل البقرة أو أكثر ، وإن فيها آية الرجم (3).
الطائفة الثالثة : تدل على ذهاب آيات من القرآن ، منها :
1 ـ آية الرجْم : أخرج البخاري ومسلم ـ واللفظ له ـ والترمذي وأبو
____________
(1) المستدرك 2|331. وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 7|28. وقال : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. الدر المنثور 4|120.
(2) المستدرك 4|359 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مسند أحمد 5|132. السنن الكبرى 8|211. كنز العمال 2|480. مسند أبي داود الطيالسي، ص73. الدر المنثور 6|558 عن عبدالرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والدار قطني في الأفراد والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة.
(3) مسند أحمد 5|132.
--------------------------------------------------------------------------------

( 62 )

داود وابن ماجة ومالك وأحمد والحاكم والبيهقي والهيثمي وغيرهم ، عن عبد الله بن عباس ، قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجْم ، قرأناها ووعيناها وعقلناها ، فرجَم رسول الله ورجَمْنا بعـده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : « ما نجد الرجم في كتاب الله » فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ... (1)
وفي رواية أبي داود ، قال : وأيم الله لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله عز وجل لكتبتُها (2).
وفي رواية الموطأ ، قال : إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم ، يقول قـائل : « لا نجد حدَّين في كتاب الله » ، فقد رجم رسول الله صلى الله عليه وآله ورجمنا ، والذي نفسي بيده لولا يقول الناس : « زاد عمر في كتاب الله » لكتبتها : « الشيخ والشيخة فارجموهما البتة » فإنا قد قرأناها (3).
وأخرج الحاكم عن أبي أمامة أن خالته أخبرته ، قالت : لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وآله آية الرجم : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما
____________
(1) صحيح البخاري 8|208 ـ 209 كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. صحيح مسلم 3|1317 كتاب الحدود ، باب رجم الثيب في الزنا. سنن الترمذي 4|38 ـ 39. سنن أبي داود 4|144 ـ 145 . سنن ابن ماجة 2|359. الموطأ ، ص458 حديث 1501 ، المستدرك 4|359 وصححه ووافقه الذهبي. السنن الكبرى 8|212 ـ 213. مجمع الزوائد 6|5 ـ 6.
(2) سنن أبي داود 4|144 ـ 145 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3|835 وإرواء الغليل 8|3. قال الزركشي في « البرهان في علوم القرآن » 2|36 : ظاهر قوله : « لولا أن يقول الناس ... الخ » أن كتابتها جائزة لزم أن تكون ثابتة ، لأن هذا شأن المكتوب.
(3) الموطأ ، ص458.
--------------------------------------------------------------------------------

( 63 )

قضيا من اللذة (1).
2 ـ آية ثانية : ورد ذكرها في حديث طويل أخرجه البخاري عن ابن عباس ، أن عمر قال : ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : « أن لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ، أو إن كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم » (2).
3 ـ آية ثالثة : تقدم ذكرها في الطائفة الأولى ، وهي قوله : « لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ».
وأخرج أحمد وغيره عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى عمر رحمه الله يسأله ، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرة وإلى رجليه أخرى ، هل يرى عليه من البؤس ، ثم قال له عمر : كم مالك ؟ قال : أربعون من الإبل. قال ابن عباس : قلت : صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تـاب . فقال عمر : مـا هذا ؟ قلت : هكذا أقرأنيها أُبيّ. قال : فمُرْ بنا إليه. قال : فجاء إلى أُبي ، فقال : ما يقول هذا ؟ قال أُبي : هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله. قال : أفأثبتُها في المصحف ؟ قال : نعم (3).
وأخرج الترمذي ـ واللفظ له ـ وأحمد والطيالسي والحاكم والسيوطي والهيثمي وغيرهم عن أُبي بن كعب ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له : إن الله أمرني أن أقرأ عليك. فقرأ عليه : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب )
____________
(1) المستدرك 4|359 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه بهذه السياقة. ووافقه الذهبي.
(2) صحيح البخاري 8|210 كتاب المحاربين أهل من الكفر والردة ، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت.
(3) عن مجمع الزوائد 7|141 وقال الهيثمي : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
--------------------------------------------------------------------------------

( 64 )

فقرأ فيها : إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة ، لا اليهودية ولا النصرانية ، مَن يعمل خيراً فلن يكفره. وقرأ عليه : ولو أن لابن آدم وادياً من مال لابتغى إليه ثـانياً ، ولو كـان له ثانياً لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب (1).
الطائفة الرابعة : تدل على سقوط كلمات من بعض آيات القرآن أو زيادتها.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري أن أبا الدرداء سأل علقمة ( راوي الحديث ) ، قال : كيف كان عبد الله (2) يقرأ ( والليل إذا يغشى * والنـهار إذا تجلى ). قلت : ( والذكر والأنثى ). قال : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلوني عن شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
وفي رواية أخرى : فقرأت ( والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * والذكر والأنثى ). قال : أقرأنيها النبي صلى الله عليه وآله فاه إلى فيَّ ، فما زال هؤلاء حتى كادوا يَردُّوني (4).
ومنه ما أخرجه الحاكم وغيره عن علي رضي الله عنه ، أنه قرأ :
____________
(1) سنن الترمذي 5|665 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. مسند أحمد 5|132. مسند أبي داود الطيالسي ، ص73. المستدرك 2|224 ، 531 ، وقال الحاكم في الموضعين : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 7|140. الدر المنثور 8|586 ـ 588. تفسير القرآن العظيم 4|536.
(2) يعني ابن مسعود.
(3) صحيح البخاري 5|31 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما.
(4) المصدر السابق 5|35 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، باب مناقب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
--------------------------------------------------------------------------------

( 65 )

والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر (1).
وأخرج مسلم وغيره عن أبي يونس مولى عائشة ، أنه قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً ، وقالت : إذا بلغتَ هذه الآية فآذنِّي : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ). فلما بلغتُها آذنتُها ، فأملَتْ عليَّ : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين. قالت عائشة : سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
الطائفة الخامسة : تدل على أن المعوذتين ليستا من القرآن.
ومن ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قـال : كان عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ يَحُكّ المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنهما ليستا من كتاب الله (3).
قال السيوطي : أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طُرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود أنه كان يَحُك المعوذتين من المصحف ويقول : لا تخلطوا القرآن بما ليس منه ، إنهما ليستا من كتاب الله ، إنما أُمر النبي صلى الله عليه وآله أن يتعوذ بهما ، وكان ابن مسعود لا يقرأ بهما (4).
هذا مع أنهم رووا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : مَن أحبّ أن يقرأ القرآن
____________
(1) المستدرك 2|534 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. الدر المنثور 8|621. تفسير الطبري 30|187 وزاد : وإنه فيه : إلى آخر الدهر.
(2) صحيح مسلم 1|437 كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب رقم 36. سنن الترمذي 5|217. سنن النسائي 1|236. سنن أبي داود 1|112.
(3) مسند أحمد بن حنبل 5| 129 ـ 130. وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7|149 وقال : رواه عبدالله بن أحمد والطبراني ، ورجال عبدالله رجال صحيح ، ورجال الطبراني ثقات.
(4) الدر المنثور 8|683. وراجع مجمع الزوائد 7|149. قال الهيثمي : رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات.
--------------------------------------------------------------------------------

( 66 )

غضاً كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد (1) ـ يعني ابن مسعود.
ورووا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام كل عام مرة ، فلما العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين ، وكان آخر القراءة قراءة عبد الله (2).
ورووا عن مسروق أنه قال : ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو فقال : ذلك رجل لا أزال أُحبه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ـ فبدأ به ـ وسالم مولى أبي حذيفة ومعاد بن جبل وأُبي بن كعب (3).
قال الفخر الرازي : إن قلنا إن كونهما من القرآن كان متواتراً في عصر ابن مسعود لزم تكفير من أنكرهما ، وإن قلنا إن كونهما من القـرآن كان لم يتواتر في عصر ابن مسعود لزم أن بعض القرآن لم يتواتر .
قال : وهذا عقدة عصبة (4).


* * * * *

( يتبع )
  #5  
قديم 06-05-2002, 10:59 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

هذا غيض من فيض ، ولو شئنا أن نذكر كل ما وقفنا عليه من هذه
____________
(1) سنن ابن ماجة 1|49. مسند أحمد 1|7 ، 26 ، 38 ، 445 ، 454. المستدرك 3|227 ، 318 وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي. مجمع الزوائد 9|287 أخرجه بطرق رجاله بعضها ثقات. وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1|29 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 5|379.
(2) مجمع الزوائد 9|288 قال الهيثمي : رواه أحمد والبزار ، ورجال أحمد رجال الصحيح.
(3) صحيح البخاري 5|45 باب مناقب أبي بن كعب ، ص34 باب مناقب بن مسعود. صحيح مسلم 4|1913 كتاب فضائل الصحابة ، باب 22. سنن الترمذي 5|674. المستدرك 3|225 ، 527.
(4) فتح الباري 8|604.
--------------------------------------------------------------------------------

( 67 )

الأحاديث لطال بنا المقام ، وخرجنا عن موضوع الكتاب.
وهنا نسأل الجزائري : ألا تدل هذه الأحاديث الصحيحة على تكذيب قول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ؟
فإن أجاب : بأن هذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن من آيات القرآن الكريم ما نُسخت تلاوته ، بمعنى أن آية الرجم وغيرها كانت مما أُنزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وآله ، إلا أنها نُسخت ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله بإزالتها من المصاحف ونهى عن التعبد بتلاوتها.
قلنا له : إن ظاهر كثير من الأحاديث يدفع هذا التخريج ، فإن قول عمر : « لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتُها » دال ـ كما تقدّم عن الزركشي ـ على أن هذه الآية كانت ثابتة في كتاب الله ، إلا أن خوف عمر من الناس منعه عن كتابتها في المصحف .
كما أن جواب أُبيّ بن كعب بـ « نعم » ، لما سأله عمر عن إثبات « لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب » في المصحف ، دال بوضوح على أنها من القرآن ، ولم تُنسخ تلاوتها ، وإلا لما جاز إثباتها في المصحف.
وقول أبي الدرداء : « ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلّوني عن شيء سمعته من رسول الله » ظاهر في أن ( وما خلق الذكر والأنثى ) ليست من القرآن المنزل على النبي ، وإنما هو شيء أثبته القوم من عند أنفسهم.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على ما قلناه.
هذا مضافاً إلى أن هناك أحاديث أُخر تصرِّح بأن التحريف وقع بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله :
منها : ما أخرجه مسلم ومالك والترمذي وأبوداود والنسائي وغيرهم عن عائشة ، أنها قالت : كان فيما أُنزل من القرآن « عَشر رضعات معلومات


--------------------------------------------------------------------------------

( 68 )

يُحرِّمن » ثم نُسخن بـ « خمس معلومات » ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وهن فيما يُقرأ من القرآن (1).
ومنها : ما أخرجه ابن ماجة وأحمد والدارقطني وغيرهم عن عائشة ، قالت : لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً. ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وتشاغلنا بموته دخَل داجن (2) فأكلها (3).
ومنها : ما أخرجه السيوطي عن عائشة ، قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائتي آية ، فلما كتب عثمان المصاحف لم يُقْدَر منها إلا على ما هو الآن (4).
وأخرج عن حميدة بنت أبي يونس ، قالت : قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة « إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلُّوا عليه وسلموا تسليماً وعلى الذين يصَلّون في الصفوف الأُوَل ». قالت : قبل أن يغير عثمان المصاحف (5).
وعن ابن عمر ، قال : لَيقولنَّ أحدكم : « قد أخذتُ القرآن
____________
(1) صحيح مسلم 2|1075 كتاب الرضاع ، باب 6. الموطأ ، ص324 كتاب الرضاعة ، باب 3. سنن الترمذي 3|456. سنن أبي داود 2|223 ـ 224. سنن النسائي 6|100. صحيح سنن أبي داود 2|389. صحيح سنن النسائي 2|696. إرواء الغليل 7|218. سنن الدارمي 2|157. السنن الكبرى 7|454. كتاب الأم 5|26.
(2) الداجن : هي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم ، وقد يطلق على غير الشاة مما يألف البيوت كالطير وغيرها.
(3) سنن ابن ماجة 1|625 ـ 626. مسند أحمد 6|269. سنن الدارقطني 4|179. الدر المنثور 2|471 في تفسيره الآية 23 من سورة النساء. صحيح سنن ابن ماجة 1|328.
(4) الدر المنثور 6|560. الإتقان في علوم القرآن 2|52 ـ 53.
(5) الإتقان في علوك القرآن 2|53.
--------------------------------------------------------------------------------

( 69 )

كلّه » ، وما يدريه ما كلّه ، قد ذهب منه قرآن كثير ، ولكن ليقُل : قد أخذتُ منه ما ظهر (1).
وثانياً : أن ما ذكروه من آية الرجم وغيرها لا يشبه أُسلوبها الأُسلوب القرآني ولا يدانيه ، بل هو كلام ألفاظه ركيكة ، ومعانيه ضعيفة ، لا يصح نسبة مثله إلى الله جل شأنه.
والحاصل أن دلالة هذه الأحاديث على التحريف ثابتة ، لا تندفع بما قالوه من نسخ التلاوة وغيره من الوجوه التي لا يخفى ضعفها.


* * * * *

قال الجزائري : هل يجوز لأهل البيت أن يستأثروا بكتاب الله تعالى وحدهم دون المسلمين إلا من شاؤوا من شيعتهم ؟!

أقول :
أما كتاب الله العزيز فهو بين أيدي المسلمين ، لم يرفعه الله تعالى منذ أن أنزله على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله. وأما فهم معانيه الظاهرة والباطنه ومعرفة أحكامه فهو مما اختص الله به أئمة أهل البيت عليهم السلام.
وأهل البيت عليهم السلام لم يألوا جهداً في هداية الناس وإرشادهم والنصح لهم ، إلا أن كثيراً من الناس أعرضوا عنهم ورغبوا عما عندهم ، وقدموا غيرهم عليهم.
وقوله : « أليس هذا احتكاراً لرحمة الله واغتصاباً لها ، يُنَزَّه أهل البيت عنه » كلام ركيك المعنى ، إذ كيف يتحقق احتكار الرحمة واغتصابها حتى يُنزَّه أهل البيت عليهم السلام عنها ؟!
إن رحمة الله سبحانه واسعة كما قال الله في كتابه العزيز
____________
(1) المصدر السابق 2|52.
--------------------------------------------------------------------------------

( 70 )

( ورحمتي وسعت كل شيء ) (1) ، إلا أنه تعالى قد يختص بعض عباده برحمة منه كما قال ( والله يختص برحمته من يشـاء والله ذو الفضل العظيم ) (2) ، وقال ( نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) (3).
وفهْم أهل البيت عليهم السلام معاني القرآن ومعرفة أحكامه رحمة اختصهم الله سبحانه وتعالى بها فيما اختصّهم به ، وهذا لا محذور فيه.


* * * * *

قال : اللهم إنا لنعلم أن آل بيت رسولك بُرَآء من هذا الكذب ، فالعن اللهم من كذب عليهم وافترى.

أقول :
لقد أوضحنا فيما تقدم أنا لم نقُل إن كل إمام من أئمة العترة النبوية الطاهرة جمع ألفاظ القرآن الكريم في مصحف ، فإنا قد بيَّنا فساده.
بل الذي ذهب إليه مَن وقفنا على قوله من علماء الشيعة الأبرار أن القرآن كان مجموعاً في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله غير متفرق.
فقد ذكر أمين الإسلام الطبرسي رضوان الله عليه ( ت 548هـ ) ما أفاده السيد المرتضى رحمه الله في هذه المسألة إذ قال :
وذكر [ في أجوبة المسائل الطرابلسيات ] أيضاً أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجموعاً مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يُدرَس ويُحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وأنه كان يُعرَض على النبي صلى الله عليه وآله ويُتلَى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأُبَي بن كعب
____________
(1) سورة الاعراف ، الآية 156.
(2) سورة البقرة ، الآية 105.
(3) سورة يوسف ، الآية 56.
--------------------------------------------------------------------------------

( 71 )

وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وآله عدة ختمات ، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتَّباً غير مبتور ولا مبثوث. وذكَر أن مَن خالف في ذلك من الإمامية والحشوية لا يُعتَد بخلافهم ، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنّوا صحَّتها ، لا يُرجَع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته (1).
وقال السيد شرف الدين قدس سره : إن القرآن عندنا كان مجموعاً على عهد الوحي والنبوة ، مؤلَّفاً على ما هو عليه الآن ، وقد عرَضه الصحابة على النبي صلى الله عليه وآله وتَلَوه عليه من أوله إلى آخره ، وكان جبرئيل عليه السلام يعارضه صلى الله عليه وآله بالقرآن في كل عام مرة ، وقد عارضه به عام وفاته مرتين ، وهذا كله من الأمور الضرورية لدى المحقّقين من علماء الإمامية ، ولا عبرة ببعض الجامدين منهم ، كما لا عبرة بالحشوية من أهل السنة القائلين بتحريف القرآن والعياذ بالله ، فإنهم لا يفقهون (2).
وهذا ما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة عند أهل السنة ، فقد أخرج البخاري ومسلم والترمذي وأحمد والطيالسي وغيرهم ، عن أنس رضي الله عنه أنه قال : جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله أربعة كلهم من الأنصار : أُبَيّ ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد بن ثابت (3).

* * * * *

( يتبع )
  #6  
قديم 06-05-2002, 11:01 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

قال الجزائري : لازم هذا الاعتقاد أن طائفة الشيعة هم وحدهم
____________
(1) مجمع البيان 1|15.
(2) أجوبة مسائل جار الله ، ص30.
(3) صحيح البخاري 5|45 كتاب مناقب الأنصار ، باب مناقب زيد بن ثابت. صحيح مسلم 4|1914 ، 1915 كتاب فضائل الصحابة ، باب رقم 23. سنن الترمذي 5|666. مسند أحمد 3|233 ، 277. مسند أبي داود الطيالسي ، ص270.
--------------------------------------------------------------------------------

( 72 )

أهل الحق والقائمون عليه ، لأنهم هم الذين بأيديهم كتاب الله كاملاً غير منقوص ، فهم يعبدون الله بكل ما شرع. وأما من عداهم من المسلمين فهم ضالون لحرمانهم من كثير من كتاب الله تعالى وهدايته فيه .

أقول :
كل طائفة من طوائف هذه الأمة تعتقد أو تدَّعي بأنها هي الطائفة المحقِّة والفرقة الناجية ، أهل السنة والشيعة في ذلك سواء.
والشيعة الإمامية يعتقدون بأنهم هم أهل الحق ، لأنهم تأمَّلوا المذاهب ، ونظروا في قول النبي صلى الله عليه وآله : « ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة » (1) ، ورأوا أن النبي قد عيَّن هذه الفرقة في أحاديث
____________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5|25 ، 26 ، وأبو داود في سننه 4|197 ، 198 ، وابن ماجة كذلك 2|1321 ، 1322 ، والدارمي كذلك 2|241 ، واحمد في المسند 2|32 ، 3|120 ، 145 ، والحاكم في المستدرك 1|6 ، 128 ، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|258 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 1|7 ، 25 ، 32 ، 33 ، والسيوطي في الجامع الصغير 1|184 ، والدر المنثور 2|289 ، والبيهقي في السنن الكبرى 10|208 ، والبغوي في شرح السنة 1|213 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 1|61 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 3|86 ، 87 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7|258 ، 260. وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والبغوي والسيوطي فيما تقدم من كتبهم ، والبوصيري في مصباح الزجاجة 3|239 ، والسخاوي في المقاصد الحسنة ، ص158 ، والشاطبي في الاعتصام 2|189 ، والسفاريني في لوامع الأنوار البهية 1|93 ، والزين العراقي في المغني عن حمل الأسفار في الأسفار 3|230 ، وابن تيمية في كتاب المسائل كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1|359 ، والألباني في سلسلته الصحيحة 1|356 ، 358 ، وصحيح الجامع الصغير 1|245 ، 516 ، وصحيح سنن أبي داود 3|869. وصحيح سنن ابن ماجة 2|364 ، بل ادعى السيوطي تواتره كما في فيض القدير 2|21 ، وكذلك الكتاني في نظم المتناثر ، ص57.
--------------------------------------------------------------------------------

( 73 )

صحيحة ، منها قوله صلى الله عليه وآله : « إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما فلن تضلُّوا بعدي أبداً » (1) ، وكَشَف المراد بأهل بيته في أحاديث أخر ، حيث قال : « اللهم هؤلاء أهلي » أو «... أهل بيتي » (2) ، يعني علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
وعيَّن صلى الله عليه وآله عدد أئمة الحق بقوله : « لا يزال الاسلام عزيزاً إلى اثني
____________
(1) أخرجه الترمذي في سننه 5|662 ، 663 ، وأحمد في المسند 3|14 ، 17 ، 26 ، 59 ، 5|181 ، 189 ، والحاكم في المستدرك 3|109 ـ 110 ، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2|194 ، وابن ابي عاصم في كتاب السنة ، ص629 ـ 630 ، والسيوطي في الجامع الصغير 1|402 والدر المنثور 7|349 في تفسير الآية 23 من سورة الشورى ، وفي إحياء الميت ، ص 28 ، 29 ، 39 ، 40 ، 48 ، 55 ، 56 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 4|65 ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 3|1735 ، أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء 1|335 ، والبغوي في شرح السنة 14|119 ، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ص96 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 1|170 ، 9|162 وما بعدها ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 4|113 ، وفي البداية والنهاية 5|184. وصححه الترمذي والحاكم والذهبي والسيوطي وابن حجر العسقلاني والهيثمي وابن كثير فيما تقدم من كتبهم . وصححه كذلك ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ، ص45 ، 228 ، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4|355 وصحيح الجامع الصغير 1|482.
(2) قال صلى الله عليه وآله ذلك في أحاديث كثيرة ، مها حديث المباهلة وحديث الكساء. راجع صحيح مسلم 4|1871 ، 1883 ، وسنن الترمذي 5|225 ، 352 ، والمستدرك 3|108 ـ 109 ، 133 ، 146 ، 147 ، 150 ، 158 ، ومجمع الزوائد 9|166 ، وما بعدها ، ومسند أحمد 1|185 ، 330 ـ 331 ، 4|107 ، 6|292 ، 323 ، والاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9|61 ، والسنن الكبرى 2|149 ، ومسند أبي داود الطيالسي ، ص274 ، وكتاب السنة ، ص588 ـ 589 ، ومشكاة المصابيح 3|1731 ، والدر المنثور 6|603 وما بعدها في تفسير آية التطهير ، وتاريخ بغداد 10|278 ، وخصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ص 30 ـ 7 ، 47 ـ 49 ، 73.
--------------------------------------------------------------------------------

( 74 )

عشر خليفة... كلهم من قريش » (1). ورأوا أن أئمة أهل البيت الاثني عشر قد اتفقت الأمة على نجاتهم ونجاة أتباعهم.
فلما رأوا كل ذلك اتبَّعوهم ، فصاروا بذلك هم الناجين دون غيرهم (2).
أما أن الشيعة رأوا أنهم هم أهل الحق لما قاله الجزائري فهذا غير صحيح ، وقد أوضحنا ذلك فيما تقَّدم ، فلا نعيده.


* * * * *

قال الجزائري : أرأيت لو قيل لهذا القائل : أرِنا هذا القرآن الذي خَصَّ به آل البيت شيعتهم ، أرنا منه سورة أو سوراً ـ يتحداه في ذلك ، فماذا يكون موقفه ؟
____________
(1) أخرج حديث الخلفاء الاثني عشر باختلاف ألفاظه : البخاري في صحيحه 9|101 كتاب الأحكام ، باب 51 ، ومسلم في صحيحه 3|1452 ـ 1454 كتاب الإمارة ، باب 1 بتسعة طرق ، والترمذي في سننه 4|501 بطريقين صححهما ، وأبو داود في مسنده 4|106. بثلاثة طرق صحّحها الألباني في صحيح سنن أبي داود 3|807 . وأخرجه أحمد في مسنده 1|398 ، 5|86 ـ 90 ، 92 ـ 101 ، 106 ـ 108 ، والحاكم في المستدرك 3|617 ، 618 ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ، ص180 ، وأبو نعيم الأصفهاني في حلية الاولياء 4|333 ، وأبو عوانة في مسنده 4|396 ـ 399 ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة 2|518 ، 534 ، 544 ، 549 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6|519 ـ 523 والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2|126 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5|190 ، 191 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية 2|197 ، وابن حبان في صحيحه كما في الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8|226 ، 229 ، 230 ، والبغوي في شرح السنة 15|30 ، 31 والألباني في صحيح ابن الجامع الصغير 2|1274 ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1|651 رقم 376 ، 2|690 رقم 964.
(2) راجع كتابنا دليل المتحيرين ، فإنا ذكرنا فيه مزيداً من الأدلة الدالة على ان الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية دون غيرهم.
--------------------------------------------------------------------------------

( 75 )

أقول :
إن أئمة أهل البيت عليهم السلام لم يخصُّوا شيعتهم بقرآن غير هذا القرآن الذي يتداوله الناس ، ولو كان عندهم قرآن آخر لأظهروه ولما خافوا في الله لومة لائم ، وكل مَن نسب إليهم غير هذا فهو كاذب مفترٍ عليهم ، وقد أوضح ذلك أعلام المذهب في مصنفاتهم المعروفة ، وأثبتوا أن ما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، لم يُزَد فيه ولم يُنقَص منه.
قال الشيخ الصدوق : إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سُوَره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة... ومَـن نسب إلينا أنا نقول : « إنه أكثر من ذلك » فهو كاذب (1).
وقال أمين الاسلام الطبرسي ( ت 548 هـ ) : الكلام في زيادة القرآن ونقصانه... لا يليق بالتفسير ، فأما الزيادة فيه فمُجمَع على بطلانها ، وأما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييراً ونقصاناً ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء (2).
وقال شيخ الطائفة الشيخ الطوسي ( ت 460 هـ ) : الكلام في زيادته ونقصانه... الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهـو الأليق بالصحيح من مذهبنا ، وهو الذي نصره المرتضى رحمه الله ، وهو الظاهر في الروايات (3).
وقال الشيخ المفيد أعلى الله مقامه : أما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع منه... وقد قال جماعة من أهل الإمامة : إنه لم ينقص من
____________
(1) الاعتقادات ، ص74 ـ 75.
(2) مجمع البيان 1|15.
(3) التبيان في تفسير القرآن 1|3.
--------------------------------------------------------------------------------

( 76 )

كلِمِه ولا من آيِهِ ولا من سورِه ، ولكن حُذف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله...
وقد يسمَّى تأويل القرآن قرآناً... وعندي أن هذا القول أشبه مِن مقال مَن ادَّعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل.
وقال : وأما الزيادة فمقطوع على فسادها (1).
وقال السيد رضي الدين ابن طاووس ( ت 664 هـ ) : كان القرآن مصوناً من الزيادة والنقصان كما يقتضيه العقل والشرع (2).
وقال الميرزا محمد حسن الإشتياني قدس سره : المشهور بين المجتهدين والأصوليين ، بل أكثر المحدثين عدم وقوع التغيير مطلقاً ، بل ادّعى غير واحد الإجماع على ذلك (3).
والحاصل أن القول بسلامة القرآن من التحريف بالزيادة أو النقصان هو الذي عليه عامة علماء الشيعة الإمامية قديماً وحديثاً ، ومن ذهب إلى غير هذا القول فهو شاذ لا يعتد به ولا يعول عليه.
____________
(1) أوائل المقالات ، ص91 ـ 92.
(2) سعد السعود ، ص193 ـ 194.
(3) بحر الفوائد ، ص99.
  #7  
قديم 06-05-2002, 11:11 AM
shaltiail shaltiail غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 342
إفتراضي

إوخوتي الكرام

الرد على النصيحة طويل ... ومن يريد إكمال الرد فهو على الرابط التالي



http://masder.domainvalet.com/book10/book10001.zip

نشكر الأخ khatm على تبليغه كما نشكر الشيخ الجزائري على نصيحته

والسلام عليكم ورحمة الله

  #8  
قديم 06-05-2002, 02:57 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

الاخ العزيز / shaltiail بعد التحية


كلي شكر وتقدير على الجهد الجبار الذي بذلته في هذه النصيحه

اسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناتك يوم تلقاه

المهم ((((( اين الشيعه الذين يطلعون ويفهمون النصيحه )))))) هداهم الله
اخوك

khatm
__________________
khatm
  #9  
قديم 06-05-2002, 03:44 PM
نور العين نور العين غير متصل
علي و على أعدائي
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2002
المشاركات: 797
إفتراضي

اخي
khatm


الاخ شالتيايل الذي قام بتكملة موضوعك شيعي على مذهب اهل البيت الكرام
__________________
دنيا مليــــــانة عجايب...

آخر تعديل بواسطة نور العين ، 06-05-2002 الساعة 03:45 PM.
  #10  
قديم 06-05-2002, 05:10 PM
khatm khatm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2002
المشاركات: 148
إفتراضي

الاحت
"" نور العين""

انا لست بهذا الغباء لتخبريني دين صاحبنا .

ثانيا على الاقل اخ : shaltiail
قام واطلع وجاء ببيان مالدية في طرح موضوعي ولم يهذوا باقوال من هنا او من هناك

ان طرح المواضيع للنقاش ولفائده سوى كان الكاتب سني او شيعي المهم نصل الى جنه عرضها السماوات والارض .

وسيكون لي تعقيب انشاء الله .


khatm
__________________
khatm
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م