بسم الله الرحمن الرحيم
لعل الاشكال بعد اعادة الضمائر الى مكانها
انتم تقولون(أي السنة) ان ربهم هو الذي كان نبيه محمداً وابو بكر خليفته.
ونحنُ (الشيعة) نقولون ان الرب الذي نبيه محمد وعين ابا بكر خليفته ليس ربنا.
وهذه المقابلة شبيهة بما ورد على لسان نبي الله ابراهيم (ع):
قال تعالى: (( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ@ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)).
والمانع في كونه"رباً" انه يصدق عليه الاقول (أي الحدوث والزوال) فلذا يمتنع عند العقل قبول رباً بهذه الصفات.
((ان ربكم قد يكون اعور وقد يكون لا + ربكم مختلفون انتم فيه هل له اذن ام لا + وتقولون ان الله يلبس قباء وجبة ويركب على جمل + وقلتم إنه فتى أمرد جعد الشعر + قلتم إنه يضحك في الدنيا والآخرة + قلتم يضحك لمن يستلقي على دابته + قلتم ان العرش مطوق بحية تحميه وو.....الخ )) ( أذا أردت المصادر آتيك بها) تعالى الله عما يصفون..
وما اشار اليه السيد نعمة الله قد يكون من هذا الباب.
بمعنى اخر ان نبياً يكون خليفته ابا بكر ليس هو النبي الذي بعثه الله
بمعنى آخر امتناع كون الخليفة ابا بكر.
كما قال الخليل قال تعالى: ((لا أُحِبُّ الآفِلِينَ)) أي ان صفات الربوبية غير متوفرة في هذه السلسلة وهو نفي ربا بهذه الصفات .
ومن باب المقابلة ايضاهو نفي عمر موت رسول الله ( ص ) و قال أنه ذهب يناجي ربه كما ذهب موسى يناجي ربه ... حتى قام أبو بكر في ناحية أخرى من المسجد فقال أيها الناس من كان يعبد محمدا ً فإن محمدا ً قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي باق لا يموت ......
هل يمكن قبول نفي عمر لموت رسول الله و اعتباره في مقام الألوهية و خاصة بالمقابلة في قول أبي بكر فمن كان يعبد محمدا ً فإن محمدا ً قد مات .
و ما وجه قول أبي بكر ( من كان يعبد محمدا ً ) فهل كان المسلمون يعبدون محمدا ً ؟
فلو قيل ان النبي كان يعبده المسلمون فهل تعتقد بهذا النبي ؟؟
**ان ابا بكر لا يمكن ان يكون خليفة رسول الله (ص) بمعنى ان الرسول (ص) لا يمكن ان يعينه خليفة للمسلمين لوجود من هو افضل منه وتقديم المفضول على الفاضل ظلم والله لا يظلم، فاذا قيل بتعيين الرب له فليس الرب هو ربنا لأنه ظالم وتعالى سبحانه عن الظلم .
بالإضافة الى ما نقله مسلم في صحيحه في باب الإستخلاف في ج2ص122 عن ابن عمر قال حين أصيب فأثنوا عليه وقالوا جزاك الله خيرا ً فقال راغب وراهب .
قالوا استخلف فقال أتحملها حيا ً و ميتا ً لوددت أن حظي منها الكفاف لا علي و لا لي ، فإن استخلف فقد استخلف من هو خير مني و إن أترككم فقد ترككم من هو خير مني رسول الله ( ص ) فعرفت أنه حين ذكر رسول الله غير مستخلف .
وهذا الحديث يؤيد عدم كون الرسول قد استخلف ابا بكر فيخرج عن كونه خليفة رسول الله واذا قال بعض بكونه خليفة رسول الله فليس كذلك اذ هو قد نفى ذلك عن نفسه فعن ابن الاعرابي في كنز العمال قال روي ان اعرابيا جاء الى ابي بكر فقال انت خليفة رسول الله (ص) قال : لا
قال فما انت ؟ قال انا الخالفة بعده ، أي القاعدة بعده .
وكذلك مشهور قوله ( وليت عليكم ولست بخيركم ) كما رواه الطبري في تاريخه وابن الاثير في كامله وكنز العمال وقال ابن كثير ان اسناده صحيح .
فقد قال وليت عليكم ولم يقل انا خليفة الرسول !!
**إن النبي المذكور مختلف فيه ، فالنبي عند السيد الجزائري هو المعصوم عن الخطأ و ليس ذاك الذي يهجر كما ذكر في رزية الخميس ، فينبغي أن يقال أن النبي الذي تبناه الجزائري هو المعصوم و ليس هذا الخطٌاء .
قد يكون للإختلاف الفلسفي المعروف بين الشيعة و المعتزلة من جهة و بين الأشاعرة من جهة و هي هل الله يفعل القبيح فذهب الشيعة و المعتزلة الى امتناع ذلك و ذهب الأشاعرة إلى إمكان ذلك .
و الخلاف هو في مسألة خلق الأعمال جميعها حسنها و قبيحها كما تقول الأشاعرة يلزم بكون الفعل القبيح منسوب إليه تعالى .
و قد يكون من هذه المؤخذات ما روي في الترمذي حديث رقم (2361) عن رسول الله ( ص ) قال : وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا ً لاحساب عليهم و لاعذاب مع كل ألف ٍ سبعون الفا ً و ثلاث حثيات من حثياته . ( صفة القيامة و الرقائق و الورع ) مما يعني أن بعض الخلق لا يحاسبون وهذا ظلم .
هذه بعض الإحتمالات و قد يكون هناك بعض أخر و لكن هل هناك بأس في أن يقول القائل أن شخصا ً مثلا ً بهذه الصفات ليس هو فلان إذا كنت متيقنا ً من صفاته .
كما يقول القائل أن الفاعل لكل تلك المنكرات ليس إبني بمعنى أنني أعرف إبني و انه لا يقوم بتلك الأخطاء ، فهو في حقيقته نفي هذه الصفات المنسوبة إلى إبنه و إذا كان هناك فاعل فليس هو إبنه لا أنه نفي لبنوة إبنه .
هذه شبيهة بتلك أي أن ربا ً يظلم أو نبيا ً يعصي أو خليفة مفضول فليس العنوان منطبقا ً على المعنون و ليس هو نفي وجود المعنون .
و لعل جوهر الخلاف هو هل أن أبا بكر خليفة لرسول الله ( ص )على نحو التعيين أم لا ؟
و هل هو حقيقة خليفة لرسول الله ( ص ) أم خليفة بإختيار المسلمين ؟
أم انه خليفة مفروض على المسلمين؟
و لنذكر ماقاله أبو بكرنفسه وما قاله عمر عن نفي الاستخلاف لنناقشها فيما بعد :
1- قول ابي بكر وليت عليكم ولست بخيركم .
2- حديث عمر السابق المروي في صحيح مسلم يفيد أن النبي ( ص ) لم يستخلف مما يعني إن أبا بكر ليس خليفة معين من قبل الرسول ( ص ) .
واذا صحت خلافته فليس لرسول الله بخليفة بل هو مولى من قبل السقيفة واصحابها .
والخلاصة ان قول السيد الجزائري لا غبار عليه..
وللمعلومية إن السيد الجزائري ليس مصدر تشريع عند الشيعه !!
تحياتي لك يا مهند