إقتباس:
لك منطق في الحياة يشبه الغرابة عندي في الوصف .... فانت كأنك تحكر الروح في جانب واحد من جوانبها .... وكانك ترفض ما أقرته البشرية وما أوحى به القرآن من خلال تعدد آياته وسوره .......
|
لا لست كذلك ولكن أومن بأن لكل إنسان مذهباً في الحياة ، أو اتجاهاً خاصاً يتجه إليه ، بحسب ما يجد في نفسه من ميل طبيعي ، أو ملاءمة لخصائص ذاته .
لا للتشبه فهو انتحار ، ولا للحسد فهو جهل ، ينبغي للمرء أن يأخذ نفسه على علاتها ، ويرضى بهما كما قسمها الله له .. والقوة التي أودعها الله فيه إنها فريدة من نوعها ، فلا احد غيره يعلم كنهها ، ولا هو نفسه يحيط بمداها مالم يضعها موضع يناسبها .
إقتباس:
كانك تظن ان العالم كي يكون فعلا بقدر علمهه الذي يمسكه بين يديه عليه أن يكون بصورة ذلك العابس غير الآبه بامور الحياة ولهوها ... وما خلق الله من متع فيها .....
|
كما هنا اقول لك لا ثم لا .. فأنا مؤمن ان الله يعلم السر وأخفى ، ولست ممن يظهر الفقر في لباسه ، ويستوفي شهوات النفس ، ولست ممن يؤيد التخاشع والبكاء في الجلوات دون الخلوات .. ولكنني لست ممن يساق فيتحرك ، ويُسخَّر فيلتزم بما يملى عليه أو يُرسم له ، .. لي مزاجي المعنوي الذي يجمع اتجاهات الطبع والغرائز والعاطفة والفكر ، فلا جرم أن يكون لي خط لا يشاركني فيه احد ووجهة أتميز بها عن غيري من الناس ، ولكل امرىء مثل ذلك .. للطبع أحكامه ، وللعاطفة أشواقها وميولها ، وللفكر منطقة ونقده ، وتميزة ،.. ينبعث هذا كله ببواعث كامنة ، وإملاء عوامل باطنة .
إقتباس:
(ولكن تبقى وجهات النظر أساس الاختلاف بين العديد من البشر )
|
هنا اقول : نعم .. فالحق أننا مخلوقون بدقة متناهية تثير الإعجاب ، يقول أحد العلماء : حتى بعد التقاء أبويك أحدهما بالآخر وتزاوجهما فإن احتمال خروجك أنت بالذات إلى حيز الوجود كنسبة واحد إلى 300،000 بليون ، أو بمعنى آخر لو أن لك 300،000 بليون أخ وأخت لكانوا جميعاً مختلفين عنك مناقضين لك . . ثم يقول اعمل على الاستزادة مما ركبته فيك الطبيعة من مواهب وصفات .
الناس ليسوا نسخة واحدة مكررة متماثلة في خصائص وملامح النفس ومشابة البدن .. فهم من حيث القالب الحسي مختلفون طولاً وقصراً ، ونحافة وغلظاً ، وقوة وضعفاً ، وصحة ومرضاً .. وفي كل صفة من صفات الوجه والبدن ، وليست مصبوبة في قوالب متماثلة ، ولا مطبوعة على مثال واحد .. بل أن الاختلاف ليذهب في تلك الناحية الحسية حتى يشمل الأمور الدقيقة التي لا يكاد يُلتفت إليها ، كتغاير آثار البنان في البصمات المختلفة لملايين البشر .
من هنا يقابل ذلك اختلاف آخر في ملامح النفس ، وتسوية الطبع ، وتقدير الغرائز ، وخصائص الفكر والعاطفة ، فكما يختلف الناس في التقاسيم الحسية الظاهرة يختلفون في الملامح النفسية الباطنة .
أعلم انه لا يستطيع الإنسان تحقيق أمنياته وقناعاته بسهولة ، ففي كل جرعة غصص ، وفي كل لقمة شجا.
دائماً اقف عند هذه النقطة ولا استطيع تجاوزها ، فدائماً نصادف من يؤثرون من يذيب نفسه فيهم – على ضعف ما يكتب وانعدام الفائدة منه – ويؤخرون أصحاب الطبائع الحرة ، وأن وثبت بهم أعمالهم إلى الأمام .
وهذه طامة كبرى !
(ستالين) الزعيم الروسي فصل احد كبار مساعديه من منصبه ، لأن (ستالين ) ما أستشار هذا الشخص في أمر إلا أشار عليه بما يعتقده يقرب إلى مرضاته .
ومثل هذا المستشار لا يرجى منه نفع ، ولا يؤمن على مصلحة .
ومثل هذا المستشار بيننا كثير وهو موضع الرعاية والاهتمام .
أخي بدر :
الا ترى ان النفاق خيط غليض من نسيج طاقية الإخفاء .؟
سلام