أحمد علي باكثير
أنا على يقين أن كتبي وأعمالي ستظهر في يوم من الأيام وتأخذ مكانها اللائق بين الناس .. ولهذا فأنا لن أتوقف عن الكتابة ولا يهمني أن ينشر ما أكتب في حياتي ..إنني أرى جيلاً مسلماً قادماً يستلم أعمالي ويرحب بها
تعريف في سطور
باكثير في سطور
ولد علي أحمد باكثير في سوروبايا باندونيسيا عام 1910م لأبوين عربيين من حضرموت وحين بلغ الثامنة من عمره ارسله أبوه إلى حضرموت حيث نشأ وتلقى ثقافة إسلامية عربية
غادر باكثير حضرموت عام 1932 إثر وفاة زوجته وهي في نضارة الشباب وغضارة الصبا، وتجول باكثير في عدن وبلاد الصومال والحبشة، ثم رحل إلى الحجاز حيث قضى أكثر من عام متنقلاً بين مكة والمدينة والطائف
بدأ باكثير حياته الأدبية بنظم الشعر، فنظمه وهو دون الثالثة عشرة من عمره، وفي الحجاز نظم قصيدته (نظام البردة) معارضاً بها قصيدة (البردة) الشهيرة للبوصيري، وهو دون الخامسة والعشرين، كما كتب في الحجاز أولى مسرحياته الشعرية :همام أو في بلاد الأحقاف
قدم باكثير إلى مصر سنة 1934 والتحق بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً) حيث حصل على ليسانس الآداب في قسم اللغة الانجليزية سنة 1939، ثم حصل على دبلوم التربية للمعلمين سنة 1940
اشتغل باكثير بالتدريس في المدارس الثانوية من سنة 1940 حتى سنة 1955، ثم نقل بعدها إلى (مصلحة الفنون) وقت إنشائها، وظل يعمل بوزارة الثقافة والإرشاد القومي حتى وفاته
تزوج باكثير في مصر عام 1943 من سيدة مصرية لها ابنة من زوج سابق
حصل باكثير على الجنسية المصرية بموجب مرسوم ملكي في 22/8/1951م
حصل باكثير على منحة تفرغ لمدة عامين (1961-1963) حيث أنجز الملحمة الإسلامية الكبرى عن عمر بن الخطاب، وكان أول أديب عربي يمنح هذا التفرغ
كان باكثير يجيد من اللغات الانجليزية والفرنسية والملاوية بالإضافة إلى لغته الأم العربية
ترك باكثير 6 روايات و6 مسرحيات شعرية وحوالي 45 مسرحية نثرية بالإضافة إلى العديد من القصائد الشعرية التي لم يصدرها في حياته في ديوان. من أشهر رواياته (وا إسلاماه) و(الثائر الأحمر) ومن أشهر أعماله المسرحية الشعرية مسرحية (إخناتون ونفرتيتي) التي تعد أول ما كتب بالشعر الحر في اللغة العربية ومن أشهر مسرحياته النثرية (ملحمة عمر) التي تروي سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قالب مسرحي وتتكون من 19 جزءاً
توفي باكثير في مصر في غرة رمضان سنة 1389هـ الموافق 10 نوفمبر عام 1969م ودفن بمدافن الإمام الشافعي بمصر في مقبرة عائلة زوجته المصرية
رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام خير الجزاء
حديث الأديب نجيب الكيلاني عنه رحمها الله تعالى :
" الدكتور/ نجيب الكيلاني
يعتبر الأديب الرائد (علي أحمد باكثير) من طلائع الأدب الإسلامي بحق سواء في مجال الشعر أو القصة أو المسرحية وكان لنشأته وبنائه الفكري واتساع أفقه وتنوع مصادره الثقافية أكبر الأثر في تكوين شخصيته وقلمه، وكان من الأوائل الذين كتبوا المسرحية الحديثة عن دراسة وفهم ووعي
..................
ما اريد أن أقوله ، هو أن باكثير هو الآخر من أصحاب مسرح الفكرة الفكرة لديه - كما هي عند برنارد شو وبريخت وغيرهما - تحرك الأحداث ، وتصنع الصراع ، وتمضي إلىالنهاية، نعم مسرح باكثير مسرح الفكرة والهدف ، في إطار المنهج الإسلامي للنظر إلىالحياة وأحداثها والعوامل المؤثرة في حركتها ، ولا يمكن أن يكون المسرح الإسلامي إلا مسرح الفكرة والهدف
وارى أن باكثير مدرسة متميزة في معظم إنتاجه المسرحي تحمل الطابع الإسلامي ، وهي مدرسة لم تأخذ حقها بعد من التحليل والدراسة
وإذا ما نظرنا إلى مسرح باكثير وجدنا منه التاريخي والأسطوري والسياسي والاجتماعي ، وهذا التنوع لا يخل بوجهة النظر القائلة بأنه رائد المسرح الإسلامي ، فالمسرحيات الأسطورية مثل (مأساة أوديب) نراه يغير فيها من الأحداث، وينفي الصراع مع الآلهة ، ويضع الصراع بين أوديب والكاهن، وينظر إلى القدر والجبر والاختيار نظرة خاصة يستوحيها من المنهج الإسلامي وهو أمر أكده النقاد الذين كتبوا عن مسرح باكثير وأخضعوه للتحليل والتفسير ، ومن هنا فإن باكثير ظل ممثلاً لعقيدته، يعيش لها وبها، وينثرها في مسرحياته القصيرة والطويلة، ويبثها في قصصه وشعره، وقد حدا هذا بأحد النقاد أن يعلن أن باكثير هو الكاتب الوحيد الذي التزم بخط معين طوال حياته الأدبية، لا يحيد عنه ولا يفرط فيه
باكثير إذن ظاهرة تاريخية هامة في الأدب الإسلامي عامة، والمسرح الإسلامي خاصة، ويجب الاحتفاء بهذه الظاهرة درساً وتمحيصاً وتحليلاً
من كتاب: حول المسرح الإسلامي - مؤسسة الرسالة- الطبعة الثانية -1407 هـ - 1987م
"
[page]http://www.bakatheer.com[/page]
اضغط هنا لزيارة موقع الأديب