أخي الأندلسي الكريم
الشعر النبطي شعر بلهجة بني هلال كما يقال وهي قريبة من الفصحى ولكنه يلتزم بحور الخليل بشكل عام.
" يرى المؤلف أن الشعر الشعبي يختلف من لهجة عربية إلى لهجة عربية أخرى ، ولكن الشعر النبطي أو البدوي واحد في جميع العالم العربي، ويُرجع تسميته بالنبطي أو البدوي لأنه مستنبط من الشعر الفصيح وينطق باللهجة البدوية، وهو يرجع إلى بني هلال أول من نظم فيه وهم نشروه في رحلتهم من نجد إلى المغرب العربي وما زال ينطق بذات اللهجة في بوادي الخليج والجزيرة وامتدادها من اليمن حتى العراق وبادية الشام وسيناء وهو ذاته في بادية السودان والمغرب العربي " من الرابط:
http://www.geocities.com/khashan_kh/20-nabtee.html
أما شعر التفعيلة فهو باللغة الفصحى أساسا وشكله في الأغلب ترديد تفعيلة واحدة مع اختلاف في عدد تفعيلات (الشطر- البيت) فكل شطر قائم بذاته ولا تدوير في التفعيلة على رأي نازك الملائكة.
والذي ظلَم شعر التفعيلة هو نفر من مبتكريه الذين انطلقوا من الزراية بالشعر العربي وأكدوا أن شعرهم هو الأرقى. وأكثروا فيه من الأساطير الغربية والغموض المتعمد للمعاني. وأسموه في بداياته بالشعر الحر. وما لبث شعر التفعيلة أن أخذ حجمه العادي متفيئا ظلال الشعر العربي. ولا أقول الشعر العمودي لأن إلحاق لفظ العمودي وإن كان يوضح للقارئ المقصود إلا أن له دلالة سلبية توحي بتساوي هذا الصنف الأصل مع سائر الأصناف. وتخلى شعر التفعيلة عن التعالي والتمايز عن الشعر العربي ببروز شعراء فيه انتموا فكريا إلى أمتهم. وقالوا على شعر التفعيلة مع احترامهم للشعر.
نشب صراع بين أنصار كل من شعر التفعيلة والشعر لا بسبب شعر التفعيلة ولكن بسبب تهجم أنصاره على الشعر وقدحهم بشكل الشطرين والتزام القافية الواحدة والروي الواحد وزعموا أنهم يضربون مرجعية الخليل. وتقول نازك أنها اتخذت من ذوقها مرجعية جديدة. ولو أن بعض أنصار شعر التفعيلة لم يفتعلوا هذه المعركة ولم يشتطوا في التهجم على مرجعية الخليل لما اتخذ دعاة (شعر النثر ) ذلك ذريعة لهم ليقولوا إنهم يكملون مشوار الخروج على المرجعيات بالخروج على مرجعية شعر التفعيلة. وما ينبغي لمن خرج عن مرجعية الخليل أن يمنع سواه من الخروج على مرجعيته.
صار مدلول الشعر الحر بعد موجة (شعر النثر) خاصا بهذا النثر الذي تجاوز أصحابه القول بضرب المرجعية في الشعر إلى التصريح بأنهم يضربون شتى المرجعات المقدسة لدى الأمة. والتي لا يعد المرجع في الشعر أن يكون مظهرا لها.وصارت (قصيدة النثر) هي الذراع الأدبي للحداثة. وأنا أرى الخطر في مضمون قصيدة النثر الذي ينقض ثوابت الأمة وليس الشكل في نقضه للشعر العربي سوىتعبير عن ذلك. ولمزيد من الاطلاع على تفاوت الآراء أنظر الروابط:
http://www.khayma.com/ishraf/Postmodern.htm
http://writers.alriyadh.com.sa/kpage...rt=6340&ka=169
http://www.arabia.com/life/article/a...,57628,00.html
http://www.nizwa.com/volume2/p36_41.html
http://www.alsaha.com/sahat/Forum5/HTML/001695.html
إن أمر اختراع مرجعيات داء أصيبت به الأمة ولا يعدو الأمر في الشعر أن يكون إشارة إلي ذلك في ما هو أخطر. تأمل ترَ.
هذا ما أرى وقد لا يرى غيري ما أرى.
وليوفقك الله.