سينما ما الثمن الذي يدفعه مخرجونا مقابل الحصول على التمويل الاجنبي لافلامهم؟
ثالوث الدين والسياسة والجنس في ثلاثة افلام عربية (1/3)
http://www.alarweqa.net/eb/stories.p.../07/25/9268318
مقدمة من العبد الفقير-محمد ب
إنه لشعور رائع أن يعثر المرء على رفيق فكر حيث لا يتوقع وجوده أبداً!
في عالم السينما والنقد السينمائي بالذات يندر أن تجد إلا كل متملص من ثقافته وهويته،ومتوجه نحو التخلص من تقاليده وأفكار أهله بقضها وقضيضها،صالحها وطالحها،بحيث أنني شخصياً صرت أستريب وينقيض قلبي سلفاً عندما أرى "نقداً سينمائياً" أو أسمع واحداً ممن يتشدقون بالفهم في قضايا السينما العربية.(والمسرح مثله أيضاً )
بالذات في هذا المجال،النقد السينمائي ها أنا ذا –ويا للغرابة-أعثر على نص رائع نقدي يحترم نفسه ويقول ما يجب قوله عن هذه الظاهرة المشينة التي تزايدت في السنين الأخيرة:ظاهرة إنتاج أفلام عربية هدفها الوحيد التشهير بثقافتنا وهويتنا الخاصة لإرضاء الآخر العنصري.
وهذه الظاهرة موجودة أيضاً في الأدب فقد ظهر عندنا ما تدعوه الأستاذة القديرة جنين عبوشي دلال(وهي مدرسة في بعض الجامعات الأمريكية) ظاهرة "الكتابة للترجمة" فثمة من يكتب روايات عربية وهدفه سلفاً أن تترجم رواياته للغات الأوروبية لذلك يضع فيها كل ما يحب الرأي العنصري سماعه وقراءته عن المجتمع العربي والتقاليد الإسلامية.(من هؤلاء نوال السعداوي في معظم رواياتها الأخيرة وحنان الشيخ وغيرهما كثير جداً من الكتاب والكاتبات العرب).
هذا النص النقدي لكاتب مغربي لم أسمع به سابقاً هو الأستاذ "أوشين طارق" نص رائع وتحليل دقيق لهذه الظاهرة في السينما -ظاهرة الأفلام الممولة خارجياً عبر قراءة لأفلام محددة اشتهرت ونحن المغتربين خصوصاً لا يندر لنا أن ندعى لمشاهدتها!
هؤلاء الانتهازيون بدلاً من أن يعززوا حوار ثقافات حقيقياً يحتفظ فيه ممثلو ثقافتنا بكل احترامهم لثقافتهم ويقدمون ما لديها من حلول للمسائل الإنسانية العامة من منظور مستقل منتوازن يساهمون في تحطيم كل حوار عبر شهادة زور موقعة باسم عربي تثبت صحة المزاعم العنصرية المعادية للثقافة الإسلامية والعربية.
وإلى النص الذي أوصي بإلحاح بقراءته وأعدكم بنص شيق:
في ظل غياب صناعة سينمائية حقيقية من جهة، وانعدام استراتيجية واضحة وفعالة متعلقة بهذا القطاع لدى الدوائر الرسمية العربية من جهة اخرى، واحجام المستثمرين واصحاب رؤوس الاموال العرب عن خوض مغامرة الانتاج السينمائي، يصبح تمويل مشاريع الافلام عائقا حقيقيا امام المخرج السينمائي العربي. ولأن العين السينمائية العربية بصيرة واليد قصيرة، كان الانتاج المشترك مع الدول الاوربية احد السبل واحيانا السبيل الوحيد امام بعض المخرجين العرب كي يخوضوا تجربة الاخراج ويحولوا افكارهم ورؤيتهم الى افلام سينمائية، وخاصة مع غياب التعاون العربي العربي في مجال الانتاج السينمائي...
لكن منطق الاشياء يفرض علينا طرح مجموعة من التساؤلات حول هذا الاستعداد الغريب لدى (الاخر) لتمويل افلامنا، وهو الذي عهدناه يشترط ويفرض المعايير والقيود امام كل مساعدة يقدمها للمشاريع الاقتصادية المنجزة بما يسمى ببلدان الجنوب عموما. فهل الانتاج السينمائي المشترك يسعى حقا لتشجيع الابداع السينمائي العربي، ام ان هناك اهدافا معينة وراء هذا الكرم الحاتمي الغربي؟ الا يحق لنا ان نتسائل عن الثمن السياسي والفكري والابداعي الذي يدفعه مخرجونا مقابل ما يحصلون عليه من تمويل او مساعدات لانتاج افلامهم ومن ثم تأهيلها للمشاركة في مهرجانات سينمائية اوربية؟ لكن الا يحق لهؤلاء، بالمقابل، التعامل مع الاخر ما دامت بلدانهم لا توفر لهم ادنى مستلزمات وشروط العمل السينمائي ماديا على الاقل؟ ان السؤال الثاني يحيلنا بدوره الى تساؤل ثالث وهو لماذا يبدو المخرج العربي مطواعا بين يدي المنتج الاجنبي وقابلا لان يكيف افكاره وفق ما ينتظره الاخر منه تبعا لصورة نمطية سائدة لدى الاخرعن مجتمعنا الشرقي؟ والا يمكن ان يتحقق الانتاج المشترك مع بقاء المخرج العربي صادقا مع نفسه ومع ضميره ومع مشاهده المحلي؟ ما سبب ضعف المناعة الثقافية كما ظهرت لدى بعض المخرجين العرب الذين زيفوا وزورا صورتنا وواقعنا ارضاء للممول الغربي؟