السلام عليكم
أختي بريق ... تحليلك واقعي جدا بل قد يكون أكثر لطفا مما نراه على شاشات الكمبيوتر ..
ليس من العقل في شيئ أن ننكر هذه الحالات النفسية أو الالعاب ... بل إن من يمارسونها يتنافسون فيما بينهم للحصول على لقب الفائز ... بل الخاسر ! ... سبحان الله
الكذب هو الأسهل ... ويمكن أن نطلق عليه المستوى الاول من اللعبة ... وهو يذكرني باللعبة التي تتطلب إطلاق النار على الكتل المتساقطة من الأعلى قبل أن تصل للأرض ... فهي تبدأ بكتلة واحدة .. ولكن ما أن تلبث ان تتوالى ... ويصبح لزما الإتيان بكذبة أخرى لتدعم الاولى .. (ولكنها في الحقيقة تهدمها وتحطمها ومن يلعبها ايضا).. وكلما ارتفع المستوى ازدادت السرعة وازدادت بذلك الحاجة للتركيز .. حتى لاينكشف الامر .. فالكذبة تتلوها الكذبة التي تمر بالمراحل التي ذكرتيها.. ووصولها لارض الواقع والحقيقة ... يكون بمثابة "GAME OVER" !
ومن ينجح في المستوى الأول "يتأهل " للمستوى الثاني ... فتكون لديه خبرة من التجربة الأولى .. فبدلا من إضاعة الوقت في اختراع قصص واكاذيب ... يلجأ اللاعب لما عنده ويطيل مدة اللعبة بالاستعانة بما يملك .... وهو الصدق الكاذب كما سميته ...
أما التقمص فهو المستوى الثالث... فكما يقولون الكذاب يظل يكذب حتى يصدق الكذبة ... فاللعبة التي بدأوها لابد وان يستمروا بها وإلا كانت الخسارة فادحة .. وفي المقابل تكون النقاط أضعافا مضاعفا .. تغري بالاستمرار .. حتى وإن كانت النتيجة هدّامة لجميع الأطراف ..
بالنسبة للعبة التمرير كنت اعتقد انك ستتحدثين فيما تحدثتِ عن بعض اعضاء المنتدى الذين يشاركون بأكثر من اسم حتى يمرروا الكرة فيما بينهم وتظل في ملعبهم ولاتخرج عن سيطرتهم(فهم أول ماخطر على بالي) .. أو لكي يدافعوا عن فكرة معينة يعلمون مسبقا انها خاطئة ولكنه نوع من محاولة فرض الآراء وإثبات الذات.. فقد رايت الكثير من الآراء السلبية أو الأفكار الهدامة التي لايقبلها المجنون فمابالك بالعاقل .. ولكنها تلقى قبولا من بعض الأقلام .. وعندما فكرت قليلا وجدت أنها بالفعل فصل من فصول لعبة التمرير التي قد تتسع لتشمل أعضاء آخرين مشاركين في اللعبة .. والهدف بالطبع هو الإمساك بالكرة أكبر وقت ممكن ... مصالح مشتركة ... وحب الظهور أو التطرف في الرأي .. فهو أسهل طريق للتميز ..
هناك أيضا من يلعبون كل تلك الألاعيب في نفس الوقت .. فتراه يكذب مع هذا ... ويتقمص مع تلك ... ويمرر الكرة للاعب آخر ولكن الضحية واحدة ...أو الهدف واحد بالأحرى ..
وبالفعل أختي بريق ... النفس الامارة بالسوء تقابلها النفس اللوامة .. فكل هؤلاء مهما كذبوا وتقمصوا ... لابد لهم من وقفة مع انفسهم بعيدا عن أعين الناس ليحاسبوا أنفسهم ... ولكنهم يجدون المبررات للاستمرار في فعلتهم ... فيعيشون صراع داخلي ... فالخير هو الأصل والشر يحاول بكل الوسائل أن يحل محل الخير .. فنراهم يعانون من امراض نفسية عديدة ..
موضوعك رائع أختي بريق ... ومهما أنكر البعض تلك الألاعيب فهي موجودة وتمارس في هذه اللحظة وفي كل لحظة .. ومستوياتها لاحصر لها ولاسقف ... كالكذب تماما ... يبدأ بأصغر الأمور .. وينتهي بأكبرها ..
تحياتي واحترامي لعقلك وفكرك
آخر تعديل بواسطة *اليشمـــك* ، 10-03-2003 الساعة 04:55 PM.
|