السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي رسالتي الأولى في هذا المنتدى القيم والجميل،وأبدأ بماقادني إليه،وهي مساهمة جميلة ومفيدة من الأخ يتيم الشعر جزاه الله خيرا عن الأديب الإسلامي الكبير علي أحمد باكثير -رحمه الله تعالى - بعنوان
رائد الأدب الإسلامي
موجودة على الرابط التالي
http://hewar.khayma.com/showthread.php?s=&threadid=29036&highlight=%C8%C7%DF%CB%ED%D1
وقد كفى ووفى الأخ الكريم ونقل معلومات مفيدة عن الكاتب الكبير وعزاها إلى مصدرها وهو موقع الأديب باكثير علىالإنترنت
http://www.bakatheer.com
وقد علق عليها الأخ الكريم ساعدة ابن الصحراء (على نفس الرابط السابق) بكلمات جميلة أثنى فيها خيرا على أدب باكثير وقال من ضمن ما قال (إنه أديب رائع .. و له أسلوب مميز لطيف معبر .. ) إلا أنه علق على مسرحية باكثير الطويلة والرائعة المسماة (ملحمة عمر) التي تتكون من 19 جزءا وتحكي خلافة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بما شهدته من إقامة العدل الإسلامي ونشر الإسلام عن طريق الفتوحات، واستوقفتني عبارة للأخ الكريم ابن الصحراء جاء فيها:
كما اقتنيت كتابه ملحمة عمر ( الملحمة الإسلامية الكبرى )
و لكن نقطة في الكتاب لم ترحني
ذلك أنه أورد أن سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه اغتسل بالخمر !
مما أثار غيظي بكل صراحة
كما ذكر سيدنا ضرار بن الأزور رضي الله عنه بأنه شرب الخمر _ بعد إسلامه _ !
و هذا أثار غضبي كثيرا
لم أقرأ من مسرحياته الكثير
إنه أديب رائع ..
و له أسلوب مميز لطيف معبر ..
لكن في أغلب الأعمال التي قرأتها له هناك نقطة تغيظني
ولي -إن سمح لي الأخ ابن الصحراء والأخوة رواد المنتدى- مداخلة بسيطة أرجو أن تجلو الأمر وتضع الأمور في نصابها،ولا أقصد منها الدفاع عن باكثير -رحمه الله- فأدبه وتراثه الشعري والروائي والمسرحي خير من يدافع عنه، ولكنها خواطر عنت لي وأنا أقرأ تعليق الأخ ابن الصحراء وأرى من الواجب علي تبيين ذلك فرارا من وعيد المصطفى -صلى الله عليه وسلم - لمن كتم علما.
بعد هذ ه المقدمة اللازمة، أرى أن أبدأ بمقدمة أخرى بين يدي التوضيح وهي أن باكثير بشر وكل ابن آدم خطاء، ولا أحد يزعم له العصمة، وكل يؤخذ من كلامه ويرد-كما قال إمام دار الهجرة- إلا صاحب هذا القبر (يعني المصطفى صلى الله عليه وسلم)و أدب باكثير كأدب غيره من البشر عرضة للخطأوالصواب وعلينا ان نأخذ منه وأن ندع، هذه حقائق متفق عليها لا يجحدها إلا جاهل،
أما مؤاخذة أخي ابن الصحراء فإن الأمر فيهايسير وهين، لعدة أسباب: أولها ان باكثير في (ملحمة عمر) كما في سائر أعماله الروائية والمسرحية ملتزم بأحداث التاريخ،والحديث في هذا الأمر لا تستوعبه هذه العجالة، وثانيها، أن ما ورد عن خالد رضي الله عنه وغسول الخمر، نقله عن أمهات كتب التاريخ،ولكن الأمر أيسر مما ظنه الأخ ابن الصحراء، إذ أن خالد رضي الله عنه لم يغتسل بالخمر -حاشاه عن ذلك- ولم يذكر باكثير عنه ذلك -حاشاه أيضا- ولكنه تدلك (
بنحيز عصفر معجون بخمر)ولكن عمر رضي الله عنه في ورعه حين علم ذلك كتب إليه يقول: (
بلغني أنك تدلكت بخمر، وإن الله تعالى قد حرم ظاهر الخمر وباطنها، وحرم ظاهر الإثم وباطنه، وقد حرم مس الخمر إلا أن تغسل، كما حرم شربها فلا تمسوها أجسادكم فإنها نجس، وإن فعلتم فلا تعودوا.) فكتب إليه خالد: (
إنا قتلناها فعادت غسولاً غير خمر.)(المصدر:مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر)
فالمسألة إنما هي خلاف فقهي بين صحابيين جليلين، خالد يرى أنها لم تعد خمرا بعد أن قتلت غسلا، وعمر بورعه ينهاه عن ذلك نهيا لينا(بقوله: وإن فعلتم فلا تعودوا)
ثالثها، أن باكثير لم يورد هذه القصة إلا في إشارة عابرة ضمن حديث بين أبي عبيدة وخالد رضي الله عنهما، ونصه(ملحمة عمر -الجزء الحادي عشر-عمر وخالد- المشهد الأول ص 19-20- طبعة الكويت)
خالد: إني لأعلم يا أباعبيدة إنك تخشى علي من ابن الخطاب
أبوعبيدة: أجل والله .. يا أبا سليمان، وقد رأيت كيف عاتبك في غسول الخمر وأنت في آمد ، فقد بلغه من ذلك ما لم يبلغني وأنا قريب منك وهو بعيد .. فأجمل يا أبا سليمان فإني والله أحبك ولا أحب أن ينالك سوء، والمسلمون بعد في حاجة إليك فأمتعهم بنفسك
فأبو عبيدة يعاتب خالدا(في حوار قبل هذا) عن إجازته للشعراء الذين يمدحونه، لأنه يخشى إن بلغ ذلك عمر أن يغضب ويعزله من الإمارة، ويدلل له أبو عبيدة رضي الله عنه على أن عمر يتابع أدق التفاصيل عن ولاته، ويستشهد بحادثة غسول الخمر وكيف علم بها عمر وهو في المدينة ولم يعلم بها أبوعبيدة وهو في الشام مع خالد
أما ضرار بن الأزور فشربه للخمر بعد إسلامه، هو وغيره من أبطال المسلمين كعمرو بن معديكرب وابي محجن الثقفي ثابت في كتب التاريخ، ولئن ذكر شرب ضرار للخمر فقد ذكر جهاده في سبيل الله وكيف مات شهيدا-رضي الله عنه،
والحقيقة أن باكثير يركز في أعماله على بشرية الصحابة رضوان الله عليهم، فهم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون، ولكنهم استطاعوا أن يسموا بأنفسهم إلى درجات عليا بفضل جهادهم ومصابرتهم وقهرهم لشهواتهم، وفي ذلك درس لنا حتى لا نقول: أولئك الصحابة ولسنا مثلهم، وفي رواية (وا إسلاماه) اختار باكثير فترة من فترات الضعف الإسلامي شبيهة بوضعنا المعاصر: الفرقة والدويلات المتناحرة، والبعد عن منهج الله،وموالاة الصليبيين والاستعانة بهم ضد المسلمين،ولكن في هذا الجوء الملئ بالسلبيات يظهر سيف الدين قطز ويستطيع أن ينتشل الأمة من هذا الضياع ليقاتل بها التتار فيهزمهم شر هزيمة وكان الناس يظنون أنهم قوم لا يهزمون،وليس هنا مجال الحديث عن وا إسلاماه
أرجو المعذرة للإطالة ولكن الحديث ذو شجون كما يقال، شكرا للأخ ابن الصحراء الذي اثار هذه النقطة وأرجو أن تكون الصورة قد اتضحت له، وأرجو إن كانت هناك نقاط أخرى "تغيظه" في أعمال باكثير أن يطرحها على بساط المنتدى لعلنا نستطيع أن نذهب غيظه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته