غياب شهر
صاد القلوب بكاؤها، ونما عليها رداؤها
فتفطرت وتشققت، واليوم أين دواؤها
أين الأحبة والهنا، أين المنى أصداؤها
أين البلوغ لغاية، مدادة أجواؤها
من بعد غيبتها طغى، فوق القلوب حداؤها
لما رجعت من المطار تصاعدت أضواؤها
فتمددت مني الرقاب وجاورتني سماؤها
وتفكك البؤبو عن العين التي..
قد جف عنها ماؤها
والحلق غص فروحه، تجري كذا أشلاؤها
فجزعت من بين الزمان وفي النهى أنواؤها
يارب صبرا أعطني..
دعها يفيض من الشفاء إناؤها
إني متيمها الذي يبكي ليهنو في هواي إباؤها
إني أراها بلسمي.. وهي النجوم ثواؤها
لو كان قلبي ميتا، لما دهاني غواؤها،
لحبست إحساسي على أوتاره..
ورددت لوعته التي هرئ الشغاف بجورها،
ماللأنام شقاؤها
لكن قلبي واسع ومحمل يدنو إليه صفاؤها
والجسم يعنو والعيون منابع هدارة للدمع فاض بلاؤها
حبي.. عزيزي.. خافقي، هم كلهم أسماؤها
النور يعرفه الحجى، وجمالها وضياؤها
وعبيرها وزفيرها في الأذن ثم بهاؤها
شهرا أراه مطولا..
كالعمر قيد الدهر يسبح في الفضا..
متمددا يرنو إليه فضاؤها
وغيوم سطح الأرض تغدو في الزمان بطيئة..
دون اتجاه، يرتجى إجلاؤها
ياملهم الإنسان صبرا إنني..
عندي الرجاء مساحة موارة..
أن تمنح الأيام حقلا مزهرا..
يزهو لنا حتى يحين رجوعها وبقاؤها
ومن الرجاء بأنها..
تبقى فقلبي مهدها وثواؤها
|