صور من سجون العراق
ان الإرهاب كان الوسيلة الأسهل والأرعب لسيطرة النظام البعثي على العراق حيث لم تبق هناك وسيلة ارهابية وقمعية لم يستخدمها النظام من السجن والتنكيل وهتك الدماء والأعراض وابادة مدن ومناطق بكاملها كما جرى في حلبجة.
ولقد جاءت الإنتفاضة الشعبية في العراق اليوم لتكشف بعض هذا الإرهاب وبعض ماكان يجرى في الزنزانات التي طالت كل المدن والقرى والأرياف العراقية.
وتكشف كيف يعيش العراق كابوسا رهيبا يأن من وطأته الجميع.
هناك مشاهد كثيرة لإجرام صدام في العراق والسجون هي النقطة الأكثر تعبيرا عن فقدان الحرية وعن مستوى الإرهاب في العراق، ان وجود السجون كما وكيفا يكشف عن اللامشروعية التي يعيشها النظام البعثي، الحاكم فيحاول ان يخنق ارادة الأكثرية بزجها في السجون والسراديب المظلمة تحت الأرض ويدل على ذلك كثرة السجون التي اكتشفها الثوار في انتفاضة الشعب الأخيرة وما رأوا فيها من مشاهد مروعة يعجز اللسان عن وصفها ومن المشاهد الغريبة الموحشة تلك التي كشفت عند مااقتحم الثوار سجنا في مدينة العمارة تابع لمديرية الأمن والمخابرات حيث اكتشفت (44) فتاة عارية مصلوبة بواسطة مسامير على الحائط وقد وضعتا هكذا لأجل التعذيب. وفي سجن اخر في نفس مدينة العمارة اقتحمه الثوار في اسفل احدى البنايات واكتشفوا فيه المئات من النساء والفتيات العاريات تماما ومشهد اخر ينقله بعض القادمين من مدينة السليمانية عندما حررها الناس من ايدي البعثيين كشفوا عن سجن فيه ستة الاف معتقل وكان في السجن ايضا الف امرأة كلهن عاريات تماما وقد وجدوا في السجن ايضا صناديق كثيرة فيها حبوب لمنع الحمل.
ومن مشاهد السجون عندما اقتحم الثوار سجنا تحت الأرض في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف وكانت باب السجن مقبرة عادية واخرج من السجن (12000) الف معتقل وكذلك اكتشف تحت صحن الإمام امير المؤمنين(ع) نفق فيه (300) سجن وذلك عندما سقطت قذيفة واحدثت فجوة كبيرة في داخل الصحن عند ذلك سمع انين من تحت الأرض فحفروا الصحن فوجدوا المعتقلين وقد بدت لحاهم وشعورهم طويلة جدا. ان نظام صدام الفاسد يستعمل الأماكن المقدسة لإعتقال الأبرياء وممارسة لهوه في تعذيب وسجن الشعب العراقي.
ويذكر مشاهد قادم من البصرة ان الثوار اقتحموا فيها سجنا وقام رجل من الإستخبارات من الذين كانوا مسؤولين عن السجن وتم اسره بإرشادهم نحو الدهاليز والممرات الرهيبة حيث اكتشفوا فيه اربعة طوابق تحت الأرض والطابق الرابع بابه سري لم يعرف مكانه ووجدوا كذلك (55) شابا في السجن كانوا قد سجنوا في فترة حكم احمد حسن البكر وكانوا في ذلك الوقت اطفالا صغار السن وقد أينع شبابهم في الزنزانات الرهيبة المظلمة، نعم الإنسان في العراق يكبر في السجن والسجن الأكبر هو نفس العراق الذي حوّله النظام البعثي الى زنزانة مظلمة لايرى فيها نور الحرية.
هذه مقاطع فازعة عن ارهاب السجون في العراق الذي اصبح قيدا يلف اعناق كل عراقي حيث يجثم ككابوس يقتلع حياته وحريته (كابوس صدام) وهناك مشاهد اجرامية مثّلت ادوارها عناصر البعث حيث اخذت تعبث بالأبرياء وكلهم من الأطفال والنساء لإشباع ذلك الشذوذ الذي تعيشه والحقد الدفين على الإنسانية ولأبدأ بالكلام عن الحاقد الكبير الذي كان يمثل اشرس الأدوار وارهبها.
ان صدام لم يجد غير الارهاب والقمع للسيطرة على الشعب العراقي وهو يعد نفسه عبر التطبيل بطل القادسية ورمز الشجاعة وفي هذا السياق يذكر احدالأشخاص مشهدا في اثناء الحرب العراقية الإيرانية يكشف عن زيف صدام وجبنه حيث امر احد الضباط الكبار كتيبته بالإنسحاب عن المواقع الأمامية الى الخلف وكان صدام يزور الجبهة في تلك الأيام فاستنكر انسحاب هذا الضابط ووصفه بالجبن فأجابه الضابط وبجرأة: الجبان من يجعل له لواءين لحراسته فعندئذ غضب صدام واخرج مسدسه وقتل ذلك الضابط، نعم الطاغية جبان ويخاف من الشعب العراقي لأنه يعلم بأن الشعب لايريده ويرفضه لذلك يضع الالاف من القوات الخاصة لحراسته ويستخدم اساليب كثيرة ومموهة لحماية نفسه.
فمن الأساليب هو مااشارت اليه تقارير المخابرات البريطانية ان الطاغية صدام يستخدم اربعة نظراء يشبهونه شكلا وصوتا للهروب من محاولة اغتياله، وهذا يفسر ماتؤكده المخابرات ان صدام قد تواجد في وقت واحد في عدة اماكن في العراق حيث شوهد في اكثر من مكان في الفترة الأخيرة وفي نفس الوقت. وتضيف التقارير ان صدام قد تعرض اخيرا الى اكثر من محاولة اغتيال قتل نظيران له وكان يعتقد انه هو، فيما صدام حسين الأصل يقيم في ملجأ محكم ضد الصواريخ والقنابل ولم يخرج طوال فترة حرب الخليج. وقد قام جوزيف ستالين بنفس هذا الاسلوب حيث تعرض احد اعوانه للإغتيال فاستوحى هذا الإسلوب فقام الخبراء لمدة سنتين بعمليات تجميل وتدريب على الحركات والصوت.
صدام استأسد على شعبه واخذ يكيل له صنوف التعذيب والارهاب ولكن عندما واجه الحلفاء في حربه التي سماها ام المعارك فرّ وتحولت الى ام الهزائم واستخدم تلك الأسلحة التي كان يدعى انه سوف يستخدمها جند اسرائيل ضد شعبه وقتل الأطفال والنساء والأبرياء، وهناك مشاهد نرى فيه كيف يستأسد صدام ضد الأبرياء الضعفاء فيذكر احد الأشخاص في سجن ابي غريب المرعب ان صدام زار السجن لكي يروى حقده وشذوذه في اولئك الأبرياء الذين اتهموا بمعارضته، فجمعوا المعتقلين في مجاميع كل حسب تهمته تبدأ من تهمة سب صدام وعائلته الى تهمة المعارضة السياسية، فدنى صدام من رجل في مجموعة المتهمين بالسب وخاطبه: عندما نطقت بهذه الكلمات -صدام عدو الله- هل غيرت نظام الحكم او حصلت على شيء من وراء ذلك غير هذه الحالة السيئة التي أراك عليها. فقال الرجل: لم اجني والله شيئا. فقال صدام: اقطعوا السنتهم جميعا واطلقوهم ليكونوا عبرة لغيرهم واما المعتقلون السياسيون فاقتلوهم، واما الباقون فاريدهم بين الحياة والموت وخرج صدام من السجن وهو يضحك ضحكته الشهيرة المملوة بالكبر والغرور والخيلاء..
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.
2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.
3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.
4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.
و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.
6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
|