مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-07-2003, 01:35 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي لمن لا يعرف امام أهل السنة رحمه الله

عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن باز مولده: ولد في ذي الحجة سنة 1330هـ بمدينة الرياض وكان بصيرا ثم أصابه مرض في عينيه عام 1346هـ وضعف بصره ثم فقده عام 1350هـ. طلبه للعلم: حفظ القرآن الكريم قبل سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على العلماء في الرياض ولما برز في العلوم الشرعية واللغة عين في القضاء عام 1350هـ ولم ينقطع عن طلب العلم حتى اليوم حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخا في كثير من العلوم، وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل. مشائخه: تلقى العلم على أيدي كثير من العلماء ومن أبرزهم:

(1) الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي الرياض.

(2) الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

(3) الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض.

(4) الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال في الرياض.

(5) سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية، وقد لازم حلقاته نحوا من عشر سنوات وتلقى عنه جميع العلوم الشرعية ابتداء من سنة 1347هـ إلى سنة 1357هـ.

(6) الشيخ سعد وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة أخذ عنه علم التجويد في عام 1355هـ.

--------------------------------------------------------
آثاره: منذ تولى القضاء في مدينة الخرج عام 1357هـ وهو ملازم للتدريس في حلقات منتظمة إلى يومنا هذا ففي الخرج كانت حلقاته مستمرة أيام الأسبوع عدا يومي الثلاثاء والجمعة ولديه طلاب متفرغون لطلب العلم من أبرزهم:

(1) الشيخ عبد الله الكنهل.

(2) الشيخ راشد بن صالح الخنين.

(3) الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.

(4) الشيخ عبد اللطيف بن شديد.

(5) الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود.

(6) الشيخ عبد الرحمن بن جلال.

(7) الشيخ صالح بن هليل وغيرهم. في عام 1372هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي, ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد، إلى أن نقل نائبا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ. وقد أسس حلقة للتدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها ولا زالت هذه الحلقة مستمرة إلى يومنا هذا وإن كانت في السنوات الأخيرة اقتصرت على بعض أيام الأسبوع بسبب كثرة الأعمال ولازمها كثير من طلبة العلم، وأثناء وجوده بالمدينة المنورة من عام 1381هـ نائبا لرئيس الجامعة ورئيسا لها من عام 1390هـ إلى 1395هـ عقد حلقة للتدريس في المسجد النبوي ومن الملاحظ أنه إذا انتقل إلى غير مقر إقامته استمرت إقامة الحلقة في المكان الذي ينتقل إليه مثل الطائف أيام الصيف, وقد نفع الله بهذه الحلقات.


--------------------------------------

مؤلفاته:

(1) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة صدر منه الآن ثلاثة أجزاء وقت تحرير هذه النبذة

(2) الفوائد الجلية في المباحث الفرضية.

(3) التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة (توضيح المناسك)

(4) التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة (حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان وتكذيب الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد)

(5) رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام.

(6) العقيدة الصحيحة وما يضادها.

(7) وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها.

(8) الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة.

(9) وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه.

(10) حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار.

(11) نقد القومية العربية.

(12) الجواب المفيد في حكم التصوير.

(13) الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته.

(14) ثلاث رسائل في الصلاة:

(أ) كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

(ب) وجوب أداء الصلاة في جماعة.

(جـ) أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع.

(15) حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم .

(16) حاشية مفيدة على فتح الباري وصل فيها إلى كتاب الحج.

(17) رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب.

(18) إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين.

(19) الجهاد في سبيل الله.

(20) الدروس المهمة لعامة الأمة.

(21) فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة.

(22) وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة. هذا ما تم طبعه ويوجد له تعليقات على بعض الكتب مثل: بلوغ المرام، تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر (لم تطبع)، تحفة الأخيار ببيان جملة نافعة مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة من الأدعية والأذكار (طبع)، التحفة الكريمة في بيان كثير من الأحاديث الموضوعة والسقيمة، تحفة أهل العلم والإيمان بمختارات من الأحاديث الصحيحة والحسان، إلى غير ذلك.

-----------------------------------

الأعمال التي يزاولها غير ما ذكر:

(1) صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيسا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إلى جانب ذلك:

(2) عضوا لهيئة كبار العلماء.

(3) رئيسا للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء التي أصدرت هذه الفتاوى.

(4) رئيسا وعضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.

(5) رئيسا للمجلس الأعلى العالمي للمساجد.

(6) رئيسا للمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي.

(7) عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

(8) عضوا في الهيئة العليا للدعوة الإسلامية, ولم يقتصر نشاطه على ما ذكر فقد كان يلقي المحاضرات ويحضر الندوات العلمية ويعلق عليها ويعمر المجالس الخاصة والعامة التي يحضرها بالقراءة والتعليق بالإضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أصبح صفة ملازمة له. نفعنا الله بعلمه ووفقه لمزيد العلم النافع والعمل الصالح.

------------------------------------
  #2  
قديم 07-07-2003, 01:38 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

سئل رحمه الله قبل وفاته بأربع سنوات ( متى كانت اخر اجازه اخذتها من العمل؟ )

فأجاب / من ستون عاما لم اذكر اني اخذت اجازه !!

------------------------------------

نقل عن الشيخ القطان ان الشيخ ابن باز لم يتغد مع اهله منذ خمسين عاما , فكان يتغدى كل يوم مع المساكين وطلاب الحاجه والفتوى .
  #3  
قديم 07-07-2003, 01:51 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

لقد كان سماحته على قدر كبير من فهم مقاصد الشريعة وأهدافها والفهم الحقيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم وتقدير وفهم مسئولية الدولة وكان في هذا كله مرجعا للجميع من الكبار والصغار والعلماء وعامة المسلمين وكان لكل هؤلاء الرجل الذي يبذل جل وقته لقضاء حوائج الناس وإرشادهم حتى أصبح مثلا أعلى وقدوة حسنة للجميع العالم والعامي الكبير والصغير الرئيس والمرءوس مجمعا عليه إجماع لا يقبل الشك ولا الاختلاف فكان بذلك نادرة زمانه وعالم عصره وإمام وقته.

د. عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

----------------------------------

زرته في بيته في الطائف عقب صدور أمر تعييني وزيرا للحج وسألته أن يوصيني فكان الكلام ينطلق من قلبه بصدق ويجري على لسانه بعفوية فوقعت في قلبي وصاياه بردا وسلاما وحفظت ذاكرتي نصائحه بارتياح وامتنان.

أما أنا فكنت أحب الشيخ - رحمه الله- بكل صفاته ولكن الذي حببني فيه أكثر صفتان متلازمتان رزقهما الله له هما: تواضعه تواضع العلماء، وزهده في مباهج الدنيا وزخرفها، فكان بهاتين الصفتين أنموذجا للعالم المسلم القدوة.


د. محمود بن محمد سفر

--------------------------------

إلى جانب أنه نقي السريرة طاهر القلب. قوله صورة لعمله يحسن الظن بالناس لأنه يراهم بمرآة نفسه ويصدر في ذلك عن نبعه الصافي وطبعه الصدوق وخلقه الرائع ، وما تربى عليه من تنشئة ربانية تحفها المعرفة من كل جانب وتحيطها أنوار العلم من جميع الجوانب ، وهو إضافة إلى تلك السجايا الكريمة فإنه كريم النفس سخي اليد ، فلقد كان بيته مفتوحا - في أي بلد يحل فيه -يقصده طلاب العلم والسائلون عن الأحكام الشرعية والممثلون للجمعيات الدعوية في الخارج فهو مقصد كل ذي حاجة يستقبل القاصدين بكل خلق كريم ويستضيف الغرباء في بيته ، وكل ما يصل إلى يده من دخل مادي ينفقه ابتغاء مرضاة الله تعالى فقد طبعه الله على الكرم المتميز فكان منزله موئل القادمين وإكرام الضيوف ، فهو لا يأكل زاده وحده بل يشاركه الكثيرون من قاصديه ، وحتى عندما أصيب بمرض دخل على أثره المستشفى نصحه الأطباء بأن يخصص لنفسه طعاما تتوافر فيه عناصر تغذية معينة فلم يوافق على أن يخص نفسه بغذاء خاص أو ينفرد للأكل وحده ، وإنما يأكل مع الجموع الكثيرة التي تفد إليه وتتحلق حول مائدته وكان هذا دأبه طيلة حياته.

أ. عبد العزيز بن عبد الله السالم

--------------------------------------

إن "ابن باز" هذا اسم عال في سماء العصر وعنوان بارز في رجال الجيل يسمو على التلقيب بالألقاب (ابن باز) يترفع عن التحلية بالنعوت والعرب بفطرتها الصاخبة تنكر حاجة الأعلام للألقاب حتى قالوا: (وهل يخفى القمر!!).

والنيران: الشمس والقمر يذكران من غير حلية أو لقب ، وأنت خبير بأن من الأسماء نكرات موغلة في التنكير لا يزيدها التعظيم بالألقاب والتفخيم بالنعوت إلا نكرة وخفاء وضمورا ، يموت أصحابها وما عرفوا وما ذكروا.

وقد يموت أناس لا تحسهم

كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا


والأصالة العربية تنزع إلى التجريد فتتعلق بالجواهر والمعاني فتنادي عظماءها بأسمائهم المجردة ثقة بنفسها وثقة بعظيمها.

وإنه ليكفي علمنا وشيخنا أن يدعى (ابن باز) فله تكوينه السوي وفقهه الواثق وروحه المتوثبة في قيم خلقية صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرف عمل صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرفه عقل دارك وقلب يقظ ، مرفود بالركانة والزكانة والنظرة الشاملة والتصور الكلي غير محبوس في أفق خاص أو دائرة ضيقة إنه للأمة كلها وللدين كله.

يجمع بين الهمة العالية والخشوع والخضوع ، سر الإعجاب أنه متواضع في بساطة مع كم من القيم والمثل العليا. رجل فذ يحمل المسئولية بقوة ويرسم المنهج بكفاءة.

معهد عام ينهل منه الوارد فقها في الدين وفصلا في المعضلات بضاعته في ذلك الآية والحديث والسند والرواية والفقه والدراية ، فهو صاحب حجة وقائم بدليل ومستمسك بالوحيين .

عمله وإدارته جهاد يبذل الشفاعة ويقضي الحاجة ويعين على ثوابت الحق . في منزله بيت كرم رفيع العماد تسطر أفعاله في الجود مع حاتم طيئ وهرم بن سنان.

هو في هذا أو ذاك يحمل هموم الأمة على كاهله ويتزاحم الناس على بابه ويسير الناس في ركابه والمطالب تحيط به من كل جانب .

تمر به العواصف العاتية وهو ثابت كالطود الأشم وتنزل النوازل فإذا الشيخ يتلقفها باليمين.

لشدة الحق في سماحة سماحته معلم وللدعاة في وسطية مسلكه منهج.


د / صالح بن حميد ( رئيس مجلس الشورى السعودي )

------------------------------------
  #4  
قديم 07-07-2003, 01:58 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أبو رائد

جزاك الله خيرا على ما كتبت في حق شيخنا ووالدنا الكبير / عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
ووالله إن الكلمات لا توفيه حقه ومنزلته
نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة جزاء ما قدمه للإسلام والمسلمين
وأن يحشرنا معه في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء
إنه ولي ذلك والقادر عليه

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #5  
قديم 07-07-2003, 01:59 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

منذ أن وعت أعيننا على الدنيا شعرنا أنك لست كأي أب عادي أينما نتوجه وحيثما نسير يشار إلينا بالبنان ونحاط بالأبصار ، أدركنا أن ما نحمله من اسم هو سبب التفاف الناس حولنا ، ولكن ما ماهية هذا الاسم وما حقيقته؟

هو ما يعجز القلم عن كتابته واللسان عن وصفه!! إنه المثال الحي النموذجي للرجل المتكامل في جميع جوانبه: جانب العبادة ، والعلم ، والزهد ، والورع ، والحلم ، والصبر بكل ما تعنيه تلك الجوانب من معنى. وفوق كل ذلك هو الأب الحنون العطوف الرحيم ، فعلى الرغم من كثرة مشاغله والأعباء الملقاة على كاهله وما تحمله من هموم الأمة الإسلامية منحنا الكثير من عطفه وحبه وحنانه دون أن يفرق بين أي ابن من أبنائه ، بل كان العدل من أهم سماته في تعامله معنا كأبناء ، وفي تعامله مع زوجته عدلا يقل نظيره في هذا الزمن.

رحمك الله يا أبي ، وأسكنك فسيح جناته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.


هند بنت عبد العزيز بن باز

------------------------------------

وقد قمت بزيارته في حياته عدة مرات فرأيت من أمره عجبا. إنه يذكرني بالسلف الصالح من الصحابة والتابعين ، رأيته يعمل 18 ساعة في اليوم في سبيل الله دون كلل أو ملل ، فمنذ صلاة الفجر يجلس للناس ويحدثهم إلى الشروق وبعد صلاة الشروق يأكل معهم طعام الإفطار وعامتهم من طلبة العلم . ويظل سائر يومه يستقبل الناس من كل الأجناس ومن كل البلاد ، وعامة جلسائه ساعة غدائه من الفقراء والمساكين .

وأخبرت أنه لم يتغد مع أهله منذ 50 عاما ، فقد آثر أن يعيش مسكينا مع المساكين قريبا من شكواهم متحسسا لحاجاتهم شافعا في قضائها. ولا تستغرب أن تشاهد معه على بساط التواضع الأمير بجوار الفقير ، فالناس عنده سواء . وآخر ما يفكر بمصلحة نفسه. زرته يوما وهو مريض في رجله والطبيب واقف على رأسه ساعة يستأذنه كل حين في علاجه ، لكن حاجات الناس وأسئلتهم جعلت الطبيب ينتظر طويلا إلى أن ودعناه والطبيب لم يعالجه.


الشيخ / أحمد القطان

--------------------------------------------

أرسل إليّ الشيخ -رحمه الله- منذ أكثر من ربع قرن كتابا يخبرني فيه أن وزارة الإعلام عرضت عليه كتابي "الحلال والحرام في الإسلام" هل يفسح له لدخول السعودية أو لا يفسح ، وأنه يود ألا يحرم القراء في السعودية من كتبي التي "لها ثقلها في العالم الإسلامي" على حد تعبير الشيخ ، وأن المشايخ لهم ملاحظات على الكتاب تتحدد في ثماني نقاط ذكرها ، وأنه يرجوني أن أعيد النظر فيها ، فإن اجتهاد الإنسان قد يتغير من وقت لآخر.

ورددت يومها على الشيخ برسالة رقيقة قلت له فيها: إن أحب علماء الأمة عليّ ألا أخالفه في رأي هو الشيخ ابن باز ، ولكن قضت سنة الله ألا يتفق العلماء على رأي واحد في كل المسائل ، وقد اختلف الصحابة بعضهم مع بعض ، واختلف الأئمة بعضهم مع بعض ، فما ضرهم ذلك شيئا ، اختلفت آراؤهم ولم تختلف قلوبهم وبعض هذه المسائل الثماني اختلف الناس فيها من قديم ، مثل قضية وجه المرأة أهو عورة أم ليس بعورة؟ وقضية الغناء بآلة وبغير آلة ، ما حكمه؟ وسيظل الناس يختلفون فيها إلى ما شاء الله ، ويرد بعضهم على بعض ، ولا حرج في ذلك ولا إنكار في مسائل الخلاف ، وهذا من سعة هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان.

وهناك قضايا فهمت عني خطأ ، فقد قيل: إني أبحت التدخين ، أو ترددت في الحكم عليه ، مع أني معروف بالتشدد في هذا الأمر ، ومن قرأ كتابي أو غيره تبين له ذلك بجلاء ، ومثل ذلك قضية جواز المودة مع الكافر ، وأنا لم أجز المودة مع كافر لو كان محادا محاربا لله ولرسوله وللمؤمنين ، إنما المودة مع المسالم الذي له حق على المسلمين ، ولهذا أجاز الشرع للمسلم أن يتزوج كتابية مع ما افترض أن يكون بين المرء وزوجه من مودة ورحمة.

استجابة تاريخية

وقلت في نهاية رسالتي للشيخ: أرجو ألا يكون خلافي في بعض المسائل سببا في منع كتابي من دخول السعودية ، وقد استجاب الشيخ -رحمه الله- فيما ظهر لي- إلى رغبتي ، وسمح لكتابي وغيره بدخول سوق السعودية.

واتصل حبل الود بيني وبين العلامة ابن باز في مناسبات كثيرة ، في مؤتمرات رابطة العالم الإسلامي ، وفي المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وكنت عضوا فيه ، وكان الشيخ نائبا لرئيسه ، إذ كان رئيسه هو ولي عهد السعودية الأمير فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- في ذلك الوقت ، وفي مجلس المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي التي أتشرف بعضويته ويرأسه الشيخ ، وفي المؤتمرات العلمية والدعوية العالمية التي أقيمت في السعودية ، مثل المؤتمر العالمي للاقتصاد الإسلامي في مكة المكرمة ، والمؤتمر العالمي للدعوة والدعاة في المدينة المنورة ، ومؤتمر مكافحة المسكرات والمخدرات والتدخين في المدينة المنورة أيضا.

نهج الاعتذار

أبى الشيخ على نفسه ألا يغادر السعودية ، وكم دُعي من أقطار وجهات شتى ، ولكنه اعتذر ، وعندما أقيم المؤتمر العالمي للسنة والسيرة في دولة قطر في افتتاح القرن الخامس عشر الهجري ، وجهنا إليه الدعوة وألححنا عليه ، ولكنه قال: إنه كان يود الاستجابة للدعوة ، ولكن هذا يفتح عليه أبوابا لا يستطيع سدها ، وأصر على موقفه ونهجه في الاعتذار.

لم أر مثل الشيخ ابن باز في وده وحفاوته بإخوانه من أهل العلم ، ولا في بره وإكرامه لأبنائه من طلبة العلم ، ولا في لطفه ورفقه بطالبي الحاجات من أبناء وطنه ، أو أبناء المسلمين عموما ، فقد كان من أحسن الناس أخلاقا ، الموطئين أكنافا الذين يألفون ويؤلفون.

ولقد رأيته في المجمع الفقهي يستمع وينصت إلى الآراء كلها ، ما يوافقه منها وما يخالفه ، ويتلقاها جميعا باهتمام ، ويعلق عليها بأدب جم ، ويعارض ما يعارض منها برفق وسماحة دون استعلاء ولا تطاول على أحد ، شاديا في العلم أو متناهيا ، متأدبا بأدب النبوة ، متخلقا بأخلاق القرآن.

لا أعرف أحدا يكرهه

لا أعرف أحدا يكره الشيخ ابن باز من أبناء الإسلام إلا أن يكون مدخولا في دينه أو مطعونا في عقيدته ، أو ملبوسا عليه ، فقد كان الرجل من الصادقين الذين يعلمون فيعملون ، ويعملون فيخلصون ، ويخلصون فيصدقون ، أحسبه كذلك والله حسيبه ، ولا أزكيه على الله تعالى.


الشيخ / يوسف القرضاوي

---------------------------------------

يجيب كل سائل ويحل معضلات المسائل ، ما رأيت أسرع منه إجابة ، ولا أوقع على المقصود ، جواب بلا إطالة ، مقنع لا يُدفع. قد أحاط بالأدلة ، وجمع الأقوال ، فانقطعت بجوابه الحجج. قنع الناس بكلامه فلا تردد بعد قوله ، ولا جهل بعد فتواه. أجمع على قبول قوله العلماء والعامة. فكان المرضي عند الجميع. علم واسع ، ورأي سديد ، وعقل راجح ، وفراسة صادقة. إن علم أجاب ، وإن أشكل عليه الأمر لجأ إلى الله داعيا ذاكرا مسبحا مستغفرا متضرعا أن يلهمه الصواب ، فنعم العالم الورع التقي الزاهد.

د/ عبد الله بن حافظ الحكمي
  #6  
قديم 07-07-2003, 02:00 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وبالمناسبة

سأنشر هنا بإذن الله تعالى في هذه الخيمة كتاب

( الإنجاز في ترجمة الإمام عبد العزيز بن باز )

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #7  
قديم 07-07-2003, 02:04 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

نذكر المساجد التي سعى في بنائها بالتعاون مع ولاة الأمر وأهل الخير التي تعد بالمئات في داخل المملكة وخارجها. كان آخرها في يوم وفاته على مكتبي ثلاثة مساجد قد بدأ -يرحمه الله- في إجراءات تعميرها. حرص على ذلك ، وفرّغ لهذا العمل موظفا يتابع معاملاتها في مكتبه الخاص.
نذكر حثه على أداء الصلاة فيها جماعة. وعدم التهاون ، ولن ننسى كلما ردد المؤذن: الله أكبر ، الله أكبر ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح. دعوته الدائمة إلى إجابته: البدار البدار ، الإسراع الإسراع. أذكر وصيته يوم جئت أقرأ ورقة فور انتهاء المؤذن من الأذان. فسأل: لم أسمع الأذان ، هل أذن؟ فقلت: نعم الآن أذن. فقال: أتعمل وقد أذن ، الصلاة الصلاة.

نذكر مواعظه في المساجد تتردد فيها ، الحث على الخير ، والترغيب فيه ، والدعوة إلى كل عمل صالح ، والتحذير من كل شر ومنكر ، وعظ مؤثر ، ونصيحة مشفق تلامس شغاف القلوب لا لبلاغتها ولكنه الصدق في النصيحة. ومن لم يسمع منك الوصية الخالدة ، جماع كل وصية (يا عبد الله: عليك بتقوى الله) هي بدء كل موعظة وختامها (يا عبد الله عليك بتقوى الله). جعلنا الله ممن انتفع بعلمه وكان لدعوته سامعا مطيعا.

نذكر المدارس التي شارك في تأسيسها في مختلف بقاع الأرض ، والمدارس التي ساهم في استمرارها ، والمدارس التي سعى في إعانتها ، والمدارس التي جعل لها مقررات سنوية ، أو تحمل فيها رواتب بعض المدرسين.. أذكر واحدا من أهم أعماله التي حرص عليها واهتم بها تلك هي رعاية دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة أشرف على عملها ، وكفل طلابها ، وأقام لها المباني الحديثة ، وعين فيها المدرسين الأكفاء ، ووفر ميزانيتها ، وحرص على تميزها واستقلالها حتى غدت شهادتها العالية تعادل الشهادة الجامعية ، وطلابها من مختلف بلاد الدنيا. الشرط المهم في قبولهم الرغبة في طلب العلم والدعوة إلى الله.


د/ عبد الله بن حافظ الحكمي

------------------------------------------------
  #8  
قديم 07-07-2003, 02:10 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

شكر ااخي وجزاك الله خيرا

فالشيخ قضى كل وقته في سبيل الدفاع عن العقيده الاسلامية والدعوه الى الله على بصيره

ونتألم ان نجد بعد كل هذا من ابناء المسلمين يطعنون فيه وفي عقيدته !!

فجزاه الله عنا كل خير واننا والله والله لنحبه في الله ولله ... والله والله لم يسمع بنبأ وفاته أحد حتى الأطفال ومن هم بعيدون عن الدين الا تألموا برحيل هذا العلم ,,, والله والله لم اجد أحدا يكرهه فالكل يكن له التقدير والاحترام والمحبه ,,, كيف لا وهو أمامنا وامام أهل السنه والجماعه,,,

ولا تعقد انه يوجد احد يزايد على الشيخ في حبه لدينه واخلاصه له واعماله خير شاهد وحب المسلمين له خير دليل

فرق بين من يحارب البدعه ,,,,, ومن يدعوا للبدع والمنكرات ( لااااااا يستوون )




والله الهادي الى سبيله
  #9  
قديم 07-07-2003, 02:15 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

إذا قيل "الشيخ" عرف الناس الرجل المقصود...
جاءه اللقب من الجموع...
لم يحصل عليه من جامعة...
ولم تنعم به هيئة...
ولم يصدر بتحديده مرسوم...
كان -الشيخ- كبيرا.. "
وكان كبيرا جدا...
كان كبيرا بعلمه...
وكان كبيرا جدا بتواضعه...
وكان الشيخ كريما...
وكان كريما جدا...
كان كريما بماله...
وكان كريما جدا بنفسه...
وكان الشيخ طيبا...
وكان طيبا جدا...

كان طيبا...
لا يخدع أحدا...
وكان طيبا جدا...
لا يغضب من أحد خدعه...
كان بعض اجتهاداته موضع خلاف أما نزاهته الفكرية فكانت محل إجماع...
قولا واحدا...
ذات يوم...
قرع الباب بمنزلي في حي "الروضة" بالرياض...
وفتحت زوجتي الباب وجاءت ، مذهولة ، تخبرني أن -الشيخ- عند الباب يستأذن في الدخول...
وذهلت بدوري...
كان البعض -غفر الله لنا ولهم- قد دقوا بين الشيخ وبيني "عطر منشم"...
ونقلوا إليه ما نقلوا مشوها...
ومحرّفا...
وخارج سياقه...
وكان بيني وبين الشيخ عتاب لم يخل من حدّة...
وتحمل الشيخ الحدّة...
كما يتحمل الأب الصبور نزوات الابن المشاغب...
وهُرعت...
استقبل الشيخ...
رغم الحمّى التي كانت -وقتها- زائرة ثقيلة...
بلا حياء...
قال الشيخ أنه سمع بمرضي وجاء يعودني...
وتحدثنا طويلا...
وقال عن عملي في وزارة الصحة ما يخجلني حتى بعد هذه السنين أن أردده...
ودعا لي...
وخرج...
وذهبت ، ذات مساء ، أزوره...
وكان يجيب على أسئلة الرجال والنساء...
كعادته بعد صلاة المغرب...
عبر هواتف أربعة لا تنقطع عن الرنين... ...
ثم خلا لي وجهه...
وتحدثنا ما شاء الله أن نتحدث...
وقبل أن أخرج قلت مترددا: - يا سماحة الشيخ! هل تسمح لي بإبداء نصيحة شخصية؟ وابتسم وقال:
"... تفضل! تفضل!".
قلت: - هذه الفتاوى الفورية على الهاتف...
ثم أحجمت عن الكلام...
تقديرا...
واحتراما...
واتسعت ابتسامة الشيخ...
وقال: "تكلم! تكلم!". قلت: - هذه الفتاوى الفورية على الهاتف...
ألا يُحسن أن تؤجل حتى تُكتب وتُدرس؟ وقال الشيخ: "جزاك الله خيرا"!.
أنا لا أفتي إلا في المعلوم من الدين بالضرورة...
أو في الأمور البسيطة التي يحتاجها عامة الناس في حياتهم اليومية...
أما ما يحتاج إلى بحث وتمحيص...
فليس مكانه الهاتف".
وشكرت له سعة صدره....
وخرجت...
ومرت الأيام...
والأعوام...
نلتقي بين الحين الطويل...
والحين...
وكان...
كل مرة...
يحييني تحية الوالد الشفوق...
رغم العطر المسموم...
الذي لم يكف تجار الوقيعة عن تسويقه...
وجاء احتلال الكويت...
وخاف من خاف...
وسعى للغنيمة من سعى...
وطمع في الزعامة من طمع...
وانتهز الفرص من انتهز...
وانتظر الناس "كلمة الشيخ"...
ووقف الشيخ...
وقال ما يعتقد أنه الحق...
ولم يبال بردود الفعل العنيفة...
وبدأ الشيخ الضئيل عملاقا في عباءته الصغيرة...
والزوابع تدور حوله...
مزمجرة...
هادرة...
شرسة...
كل زوبعة تحاول أن تجرف الشيخ معها...
وكان الشيخ الضئيل صامدا كالجبل الأشم...
جاءت الزوابع...
وذهبت...
وثارت العواصف...
وهدأت...
وبرنامج الشيخ لا يتغير...
الصلاة...
والدروس في المسجد...
وتلاميذ بلا عدد...
الدوام في المكتب...
ومراجعون بلا حساب...
وضيوف الغداء...
وضيوف العشاء...
والباب المفتوح أمام الجميع...
واللسان العفّ حتى مع المخالفين الذين لا يعرفون عفة اللسان...
والهاتف لا ينقطع عن الرنين...
و"الشيخ"...
يجيب...
ويجيب...
ويقضي كل لحظة من لحظات الصحو معلما...
أو متعلما...
أو عابدا...
يحمل هموم المسلمين في كل مكان...
حتى ليكاد ينوء بها جسمه الضئيل...
لا يقول إلا ما يعتقد أنه الحق...
ولا يرجو رضا أحد سوى الله... ...
ومات "الشيخ"...
ذهب بهدوء...
كما عاش ببساطة...
وترك الجموع الواجمة...
تصلي على جنازة الرجل الذي لم يتأخر يوما عن الصلاة على جنازة مسلم...
معروفا كان أو مغمورا...
رحم الله "الشيخ" الضئيل...
العملاق...
عبد العزيز بن عبد الله بن باز...
وأسكنه بعد سجن الدنيا الضيق...
جنة عرضها السماوات والأرض...
أحسبه -ولا أزكي على الله أحدا...
أحبَّ لقاء الله...
وأرجو -وأستغفر الله أن أقول ما ليس لي به علم- إن الله أحبَّ لقاءه...


د / غازي القصيبي
  #10  
قديم 07-07-2003, 02:19 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

ستظل ترن في أذني ، كلماته الأخيرة ، قبل وفاته بيومين عندما قال: سأستخير الله في الأمر ، وقد استخار الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ربه ، فاختار له ، جواره الكريم محفوفا بالدعاء الصادق ، والحزن العميق ، والشعور بالفقدان العظيم .

كان -رحمه الله- عفيفا ، نظيف اليد واللسان . ولم يكن لعانا ، أو سبابا معينا للشيطان على من خالفه. كان ، منتهى غضبه ، وقليلا ما كان يغضب ، أن يدعو ، لمن أغضبه ، أو خالفه ، بالهداية ، والصلاح.

* وكان ، حريصا ، على أن يُظهر جانب الرحمة ، والتيسير ، والنصح والتوجيه ، في ما يصدر عنه من آراء.
* وكان ملتزما في فتاواه ، ما يظنه ، ويعتقده ، حقا ، وعدلا ، والتزاما بما هو متيقن منه ، أمام الله ، ورسوله ، والمؤمنين.
* وقد لا تقع ، بعض هذه الفتاوى ، والآراء عند البعض ، الموقع الذي يرغبونه وقد لا يصادف منهم هوى. ولكن الجميع كانوا يعلمون عن يقين أن فتاوى ، فقيدنا الكبير ، وآراءه ، كانت تصدر عن نفس تقية ، صافية ، مؤمنة ، لا غرض فيها ، ولا رياء ولا تصنُّع.

الجميع كانوا يعلمون ، أن هذا الرجل ، قد بذل حياته ، للعلم ، والنصح ، وللناس جميعا ، مضحيا ، بكثير من المطالب الدنيوية ومظاهرها ، مكرسا ، برنامجه اليومي ، من الفجر حتى بعد صلاة العشاء ، لطلب العلم ، وبثه ، والتداول فيه. كانت لحظاته الأثيرة لنفسه ، عندما كان يقوم ، في جوف الليل متهجدا -رحمه الله- ، فقيدنا الجليل ، العالم ، التقي ، الزاهد ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كان يمشي ، رويدا... لكنه لم يكن يطلب صيدا ... إلا صيد الآخرة.


د / انور الجبرتي

--------------------------------

قال عنه مفتي لبنان: إنه العالم المجاهد الذي قضى حياته في خدمة كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفي خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والحفاظ على حقوقها والتمسك بتعاليم الإسلام وقيمه السامية.

ووصفه زعيم حركة حماس بأنه عالم المرحلة ، ووصفه شيخ الأزهر بأداء الرسالة في خدمة دينه وأمته على الوجه الأكمل ، وقال عنه مفتي سوريا: إنه كان ركنا صادقا في النصح وأداء المشورة لأهلها لا يرغب ولا يرهب هادفا الذود عن حياض الإسلام.

وهكذا تتدفق شهادات العلماء والقادة والمفكرين ، وفي النعي الرسمي للمملكة تجلت فاجعة البلاد بتعبير قادتها عن فداحة المصاب إنه بحق درع البلاد أمام سهام الشبهات ، رجل لا يهتم بأضواء المسئولية ولا ببوارق الجاه ولا برنين المال ، يقول كلمة الحق لا يخشى بذلك لومة لائم ، اعتمدت الدولة عليه في كل المحافل الإسلامية وندبته لمواجهة الأعاصير واحتملت به أمام موجات التغريب وسهام التبدلات السريعة وفقدت بفقده ركنا قويا حمالا من أركان الدولة وخفت ومن ورائها الأمة للصلاة عليه والدعاء له وصلت عليه جموع المسلمين في كل أنحاء المعمورة داعية مترحمة باكية شاكية إلى الله خلو موقعه القيادي في ظروف عصيبة.


د/ حسن الهويمل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م