اشكر جميع الإخوة والأخوات المشاركين ، وأقدر للأخ المشرف على هذه الصفحة محاولاته التقريب بين وجهات النظر ، والبقاء بالموضوع في مساره ، ومداخلاته القيمة.
اعزائي :
لا ينكر دور الأخوة في نجد وإسهاماتهم في لم شعث هذا الوطن وتوحيد ترابه إلا جاحد ، ولكن لكل عمل عظيم ثغرات وهفوات ، تمثلت إحدى أكبر تلك المثالب في نشر عقيدة الأخوان وفكرهم المتشدد الذي اختلط كثيراً بتقاليد وعادات وقيم صحراوية فظة غليظة فيها الكثير من العنت والمشقة ، وقد أصبح ذلك الدين الممزوج بالعادات والتقاليد النجدية مذهباً ومرجعية بل وقيماً ومبادئ يؤمن بها الكثيرون في شتى أرجاء المملكة ، خاصة وأن نشرها صادف أرضية مهيئة لرواجها واعتناقها...
هذا ما أصبح يعتقده الكثيرون اليوم خاصة بعد أن خرج الناس من دياجير أعراف القبيلة ، وظلمات تقاليد البداوة إلى نور الإسلام الخالص النقي الذي يعتنقه ما يزيد عن مليار مسلم في أرجاء المعمورة وعندما عرفوا حقيقة تعاليم دينهم السمحة الميسرة .
وقد بدأت دعوات الانعتاق من ذلك الفكر البائد يتردد صداها اليوم هنا وهناك ، بعد أن أظهر الناس تبرماً وتململاً مما فرض عليهم من قيود وأغلال ألبست رداء الدين وليست منه في شيء ..
وقد قرأت أحد تلك التعليقات (أنقله بنصه ) في صحيفة الوطن .. يلح على تلك الحقيقة ، فكيف يمكن نزع تلك الشوائب عن الدين لتحريره مما علق به ..
[HR]
تعليقاً على توظيف امرأة ببلدية أبها
كانت نساؤنا يعملن ويرعين الأغنام وهن في كامل الحشمة
قرأت ما أوردته "الوطن" في 1424/3/12هـ تحت عنوان: (توظيف امرأة في بلدية أبها قبل 70 عاماً) وما صرح به الأستاذ أحمد مطاعن "بأن عمل المرأة إلى جانب الرجل كان في عسير أمراً طبيعياً ولا ينظر له الناس بشكل غير اعتيادي" وجعلني هذا كله أتذكر ما قبل عام 1400هـ عندما كانت الحياة عندنا في جنوب المملكة العربية السعودية تسير بعيدة عن كثرة الفتاوى التي أمطرنا بها بعد هذا ا لتاريخ .. كنا وقتها نسمع حديثاً عن الرسول عليه الصلاة والسلام : "بأن المرأة عورة إلا وجهها وكفيها", والذي لم نعد نسمع عنه اليوم .. لقد كانت الألفة والمحبة تسودان القرى والهجر والمدن .. تعيش الأسرة تحت سقف واحد الأب والإخوة وزوجاتهم.. وهكذا تكون القرية .. كلهم إخوة... تخرج المرأة لجانب الرجل من الصباح الباكر للمزرعة والمرعى ومتطلبات الحياة اليومية وهي في كامل حشمتها ووقارها الحجاب الشرعي الذي يُظهر الوجه والكفين ... كانت تتنقل بين الأسواق لقضاء مستلزماتها... كان المذهب الشافعي هو السائد في المنطقة ولم يكن قد وصل للمنطقة غيره من المذاهب... كانت البساطة والألفة والطرفة وقرض الشعر والمسامرات والحفلات الشعبية تقام في كل قرية بصفة شبه يومية دون أن تستنكر من أحد... وبعد عام 1400هـ بدأت تظهر في المنطقة بوادر ما يسمى بالصحوة الإسلامية ووصلت مع طلبة العلم الذين تلقوه خارج المنطقة ليحدث بذلك تغير جذري في طريقة التفكير لدى كثير وخاصة الشباب الذين وجدت تلك الدعوة بينهم مناخاً خصباً كون المنطقة تتميز بطيبة أهلها وصدقهم وحسن تعاملهم وصارت الفتاوى على كل لسان بغير علم فضلوا وأضلوا ونالت جميع جوانب الحياة وبدأت تلك الظاهرة تأخذ منحى تكفيرياً خطيراً لكل من يخالفهم الرأي.
ظافر الشهري - مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة النماص .
[HR]
تحياتي