إقتباس:
بيان من كتاب الرد على الوهابيه ... للاستاذ الدكتور الشيخ جعفر السبحاني
|
إقتباس:
بل الوهّابيّة ما قدروا الله حقّ قدره إذ قالوا: لا ضرورة في استنجاح الحاجة عنده إلى شفيع! ولا حسن في ذلك، ويرون ذلك أمراً مرغوباً مطلوباً بالنسبة إلى غيره سبحانه
|
هل تكذب بالدين وتخلط الأمور بتزوير وتدليس كما هي عادتكم !!
هنالك من الدلائل التي تثبت بطلان كلامكم
فمن بطلان كلامكم أن تتهمون السلفيون بعدم حبّ لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنهم يثبتون على سنة النبي صلى الله عليه
ولسنا مثلكم مغالين مثلكم
ومدعين حب الرسول صلى الله عليه وسلم بألسنتكم ومخالفة سنته ودعوته ووصل بكم الغلو بالتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم وإتخاذه واسطة بينكم وبين الله وهذا هو الشرك ..
وهذا مثبت بقوله تعالى ( والّذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقرّبونا إلى الله زلفى إنّ الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إنّ الله لا يهدي من هو كاذب كفّار )
وقوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : (اعملي يافاطمة فإني لا أغني عنك من الله شيئاً )
أحاديث الشفاعة أحاديث متواترة عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. اما أنتم فتأخذون بأخبار آحاد وكما هو معروف فأخبار الأحاد تهدف لتشويه العقيدة وتحيد بالسنة لتبطل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وترجع المسلمين لمظاهر الشرك
الا تتمعنوا بقوله تعالى ( واتّقوا يومًا لا تجْزي نفس عن نفس شيئـًا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون )
وقال تعالى(وأنذر به الّذين يخافون أن يحشروا إلى ربّهم ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع لعلّهم يتّقون)
وقال تعالى(وذر الّذين اتّخذوا دينهم لعبًا ولهوًا وغرّتْهم الحياة الدّنيا وذكّر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله وليّ ولا شفيع وإن تعـدل كلّ عدل لا يؤخذ منـها أولئك الّذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون)
وقال تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبّئون الله بما لا يعلم في السّموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عمّا يشركون)
وقال تعالى حاكيًا عن أهل النار(فما لنـا من شافعين ، ولا صديق حميم، فلو أنّ لنا كرّةً فنكون من المؤمنين)
وقال تعالى: (الله الّذي خلق السّموات والأرض وما بينهما في ستّة أيّام ثمّ استـوى على العـرش مـا لكم من دونه من وليّ ولا شفيع أفلا تتذكّرون)
وقال تعالى: (أم اتّخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئًا ولا يعقلون، قل لله الشّفاعة جميعًا له ملك السّموات والأرض ثمّ إليه ترجعون)
وقال تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظّالمين من حميم ولا شفيع يطاع)
وهذه الآيات تثبت أن الشفاعة لله تعالى فقط :
قال الله تعالى(من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه)
وقال تعالى(ما من شفيع إلا من بعد إذنه)
وقال تعالى(وقالوا اتّخذ الرّحمن ولدًا سبحانه بل عبـاد مكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خـلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )
ولكننا نؤمن بشفاعته العظمى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
قال البـخاري رحمه الله : حدثني معـاذ بن فضالة حدثنا هشام عن قتادة عن أنس أن النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: (يجمع الله المؤمنين يوم القيامة كذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربّنا حتّى يريحنا من مكاننا هـذا. فيأتون آدم، فيـقولون: يا آدم أما ترى النّاس؟ خلقك الله بيده، وأسجد لك مـلائكته، وعلّمك أسماء كلّ شيء، اشفع لنـا إلى ربّـك، حتّى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول: لست هناكم -ويذكر لهم خطيئته التي أصـاب- ولكن ائتوا نوحًا فإنّه أوّل رسول بعثه الله إلى أهل الأرض. فيأتون نوحًا، فيقول: لست هنـاك -ويذكر خطيئته التي أصاب- ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرّحمن. فيـأتون إبراهيم، فيقـول: لست هناكم -ويذكر لهم خطـاياه التي أصابها- ولكن ائتوا موسى عبدًا آتاه الله التّوراة، وكلّمه تكليمًا. فيأتون موسى، فيـقول: لست هنـاكم -ويذكر لهم خطيئته التي أصـاب- ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسـوله وكلمته وروحه. فيأتون عيسى، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمّدًا صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم عبدًا غفر له ما تقدّم من ذنبـه وما تأخّر. فيأتونني فأنطلق فأستأذن على ربّي، فيـؤذن لي عليـه، فإذا رأيت ربّي وقعت له ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقال لي: ارفع محمّد، قل يسمعْ، وسل تعطه، واشفعْ تشفّعْ. فأحمد ربّي بمحامد علّمنيها، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا فأدخـلهم الجنّة، ثمّ أرجع فإذا رأيت ربّي وقعت سـاجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقـال: ارفع محمّد، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفّع. فأحمد ربّي بمحامد علّمنيها، ثمّ أشفع فيحدّ لي حدًّا فأدخلهم الجنّة، ثمّ أرجع فإذا رأيت ربّي وقعت ساجدًا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثمّ يقال: ارفع محمّد، قل يسـتمع، وسل تعطه، واشفع تشفّع. فأحمد ربّي بمحامد علّمنيها، ثمّ أشفع فيـحدّ لي حدًّا فأدخـلهم الجنّة، ثمّ أرجع فأقول: يا ربّ ما بقي في النّار إلا من حبـسه القرآن ووجب عليه الخلود .
فقال النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: (يخرج من النّار من قال لا إله إلاّ الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثمّ يخرج من النّـار من قال لا إله إلاّ الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برّةً، ثمّ يخرج من النّار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه ما يزن من الخير ذرّةً).