حسنا
أنا لا أستنكر في تكوين العرش على أو مع أحد
ولا أجيب على سؤالك إلا بما بلغنا من قول أئمة أهل السنة والجماعة:
إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته
والعرش أعظم المخلوقات أي بالحجم فحجمه كبير كبير. والله تعالى هو خلق العرش هو أبرزه من العدم إلى الوجود، والعرش ليس اول مخلوقات الله بل الماء هو أول مخلوقات الله خلق الله الماء ثم خلق العرش فاستقر العرشُ على الماء مدة، ثم رب العالمين هو وضع العرش حيث هو العرش الآن، والعرش محمول يحمله الملائكة ويوم القيامة يحمله الملائكة أيضا، والعرش وحملة العرش محمولون بلطف قدرة الله سبحانه وتعالى.
ورد في الحديث الشريف:
[كان الله ولم يكن شيء غيره، ثم كان عرشه على الماء].
كان الاولى ليست زمنية ومعنى: كان الله ولم يكن شيء غيره، أي لم يكن مع الله في الأزل شيء، ثم خلق الله المخلوقات من نور وظلمة {وجعل الظلمات والنور} وخلق الله العرش والكرسي والزمان والمكان والسموات والأرض وخلق الله الجهات والامكنة والأشياء جميعها، قال الله تعالى: [هل من خالق إلا الله] أي لا خالق إلا الله، لا مكون لشيء من الاشياء مبرز له من العدم الى الوجود إلا الله، فكل ما سوى الله مخلوق، والله تعالى هو الخالق وحده.
إذا فالعرش فوق الجنة والجنة فوق السموات السبع. وفوق العرش يوجد مكان، ليس كما يتوهم البعض، البعض يتوهمون أن فوق العرش لا يوجد مكان، بل يوجد مكان، وهذا المكان الذي فوق العرش يوجد فيه كتاب، ودليل هذا الكلام ما رواه البخاري من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[لما قضى الله الخلق كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش:
إن رحمتي غلبت غضبي].
وقد ورد في الحديث الشريف:
[من أراد أن يسأل الله فليسأله الفردوس الأعلى فإنه أعلى الجنة وسقفه العرش].
وفي الحديث الشريف:
[اهتز العرش لموت سعد بن معاذ]
وفي مسلم: قال آخرون: المراد اهتزاز أهل العرش وهم حملته وغيرهم من الملائكة.
وفي البخاري: لم يكن تحته خلق قبل خلق السموات والأرض إلا الماء، وكان العرش مستقرا عليه بقدرته تعالى.
ولا يُغتر بكلمة [عنده] التي وردت في بعض الاحاديث فالمعنى في محل يُعبدالله فيه كما قال ابراهيم لما هاجر من العراق قاصدا الشام فقال: إني ذاهب إلى ربي سيهدين أي أنه ذاهب إلى مكان يوجد فيه من يعبد الله
والله تعالى لا يحتاج لا لعرش ولا لكرسي ولا لغير ذلك من مخلوقاته سبحانه وتعالى خلق الخلق ولا يحتاج إلى الخلق فهو الغني عما خلق والمستغني عن كل ما سواه وكل ما عداه مفتقر إليه سبحن ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.