مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 24-09-2003, 07:24 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي

حاز أبو طالب – رضي الله عنه – شرف حماية الدعوة الإسلامية بعد أن تشرّف بكفالة رائدها محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – يتيماً ويافعاً ثم نبياً مرسلاً من ربّ العالمين إلى البشرية جمعاء .

وعلى الرغم من ذلك كله فقد ذهب كثيرون إلى أنه مات كافراً ، وأنه لم يؤمن برسالة السماء أبداً .

(( وتذهب طائفة أخرى .. إلى أنه عاش جانباً من حياته حنفياً دون الإيمان بالإسلام المحمدي .. بينما يقول آخرون إنه عاش بقية حياته منذ عرف الإسلام على يد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – مضحياً مجاهداً بما يتجاوز تضحية وجهاد أكثر المسلمين ..)) (1) . (( واعتمد عؤلاء – أي الذين قالوا بكفره – على بعض الأحاديث المروية التي لا يمكنها الوقوف على قدميها أمام التحقيق العلمي والتثبّت الصحيح .

وتصدّى كثيرون .. للدفاع عن أبي طالب وإثبات إسلامه .. حيث ساقهم هذا المنهج – منهج الدقة والموضوعية – إلى الجزم بإيمان شيخ الأبطح ، وثباته على عقيدته ، وإندفاعه نحو تأييد ابن أخيه – رضي الله عنه – بدافع العقيدة والإسلام ، لا بدافع العصبية القبلية كما يحلو لبعضٍ أن يفسّر به ذلك التأييد )) (2) .



من هو أبو طالب ؟


هو أبو طالب عم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ووالد الإمام أمير المؤمنين علي – عليه السلام – وجعفر الطيار الشهيد – رضي الله عنه – وطالب وعقيل ، وأبوه هو عبد المطلب جدّ النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – لأبيه ، فهو ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .

واسمه (( عبد مناف ، وقيل عمران ، وقيل شيبة ، وألقابه كثيرة منها : شيخ الأبطح ، وسيد البطحاء ، ورئيس مكة ، وكنيته أبو طالب )) (3) .

وقد ولد أبو طالب في مكة قبل ولادة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بخمس وثلاثين سنة أي في سنة 535 للميلاد في حجر والده عبد المطلب . وعبد المطلب أو شيبة الحمد – كما يلقّب – معروف بعلمه وحلمه وحكمته ولقد (( كان مفزع قريش في النوائب ، وملجأها في الأمور ، فهو حكيم قريش وحليمها وحاكمها وشريفها وسيّدها .. ولقد أفصح التاريخ عن بلوغه الغاية في الحكمة وصفاء النفس ، ولذا رفض عبادة الأصنام فوحّد الله سبحانه وتعالى )) (4) ، ولمعرفة تفاصيل سيرة عبد المطلب يمكن للباحث والمتتبع أن يرجع إلى كتاب السيرة الحلبية أو كتاب بلوغ الأرب للألوسي .

فعند هذا الأب نشأ أبو طالب ، وتربّى على الفضائل والمكارم والتوحيد ، بل ورث – دون إخوته – فضل ومقام ومركز أبيه وشخصيته . ومن لطائف الدهر أن أبا طالب لم يكن ثرياً ولا غنياً بل (( وكان فقيراً ولا مال له )) ، علماً أن المال كان عصب الرياسة وشرطها الضروري ، ولكنّ أبا طالب استطاع بمواهبه وأخلاقه وفضائله أن يتجاوز هذا الشرط فيتملك الجاه ، ويستوي على النفوس والمقام الكريم .

وينقل صاحب كتاب شيخ الأبطح أبو طالب عبارات للمؤرخين مثل قولهم : (( كان أبو طالب حاكم قريش وسيّدها ومرجعها في الملمّات )) ، (( وإن السقاية كانت له )) و (( إن الرفادة كانت له بعد أبيه )) وإنه (( سنّ القسامة في الجاهلية .. وحرّم الخمر على نفسه .. )) (5) .

فأبو طلب إذاً عمّ النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - ، وحاضنه وكافله قبل الإسلام ، ولقد ذكر أنه (( لما ظهرت إمارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده : من يكفل محمداً ؟ قالوا : هو أكيس منا فقل له يختار لنفسه ، فقال عبد المطلب : يا محمد جدك على جناح السفر إلى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك ؟ فنظر – صلى الله عليه وآله وسلم – في وجوههم وزحف إلى عند أبي طالب ، فقال عبد المطلب : يا أبا طالب ، إني قد عرفت ديانتك وأمانتك ، فكن له كما كنت له )) .. وتضيف فاطمة بنت أسد – رضي الله عنها – صاحبة الرواية فتقول : (( فلما توفي أخذه أبو طالب ، وكنت أخدمه وكان يدعوني الأم )) (6) .



إسلام أبي طالب وإيمانه


لقد حاول الكثيرون إثبات إسلام أبي طالب وإيمانه برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بعدة وسائل ، وكان من بينها اختيار أقوال وأبيات من الشعر منسوبة إليه في مواقف عديدة تثبت هذا القول بالبرهان . كيف لا وإقرار العقلاء على أنفسهم حجّة ، وجرياً على سيرتهم نحاول اقتباس بعض الأقوال ثم الأبيات الشعرية مع ذكر مناسباتها لنكشف مع هؤلاء حقيقة ليست بحاجة إلى اكتشاف .



أ – فمن أقواله :



· عندما أراد النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – إعلان الدعوة وإظهار أمر الإسلام جاء إلى العباس يطلب منه النصرة والشّدة ، فنصحه بأبي طالب ، فذهبا إليه وكان ردّه : (( اخرج .. فإنك الرفيع كعباً والمنيع حزباً ، والأعلى أباً . والله لا يسلقك لسان إلاّ سلقته ألسن حداد ، واجتذبته سيوف حداد ، والله لتذلّن لك العرب البهم لحاضنها ‍! ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعاً .. ولقد قال : إن من صلبي لنبيّاً ، لوددت أني أدركت ذلك الزمان ، فآمنت به ، فمن أدركه من ولدي فليؤمن به )) (7) وعند الإعلان وأمام الملأ قال للنبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : (( قم – يا سيدي – وتكلّم بما تحب ، بلّغ رسالة ربّك ، فأنت الصادق الصدّيق )) (8) .



· في جوابه لابنه الإمام علي – عليه السلام – حين قال له : (( يا أبت آمنت بالله وبرسول الله ، وصدّقته بما جاء به ، وصلّيت معه واتبعته )) ، قال أبو طالب : (( أما أنه لا يدعوك إلاّ إلى خير ، فالزمه )) (9) .



· ولعلّ أهم مقالة تدلّ على اهتمامه بحماية النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – والإسلام بل على إسلامه وإيمانه ما ورد في وصيته حين قال : (( يا معشر قريش ! .. وإني أوصيكم بتعظيم هذه البنية ( الكعبة ) ، فإن فيها مرضاة للرب ، وقواماً للمعاش ، وثباتاً للوطأة ... صلوا أرحامكم ولا تقطعوها . فإن صلة الرحم منسأة في الأجل ، وزيادة في العدد .. واتركوا البغي والعقوق ، ففيهما هلكت القرون من قبلكم .. وعليكم بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، فإن فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام .. وإني أوصيكم بمحمد خيراً ، فإنه الأمين في قريش ، والصدّيق في العرب ، وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به .. وقد جاءنا بأمرٍ قبله الجنان ، وأنكره اللسان مخافة الشنآن .. وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس وقد أجابوا دعوته ، وصدّقوا كلمته ، وعظّموا آمره ، فخاض بهم غمرات الموت ، وصارت رؤساء قريش وصناديدها أذناباً ، ودورها خراباً ، وضعفاؤها أرباباً ، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه ، وأبعدهم منه أحظاهم عنده ، قد محضته العرب ودادها ، وأصغت له فؤادها ، وأعطته قيادها ... دونكم يا معشر قريش ابن أبيكم .. كونوا له ولاة ولحزبه حماة .. والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد . ولو كان لنفسي مدة . وفي أجلي تأخير ، لكففت عنه الهزاهز ، ولدافعت عنه الدواهي )) (10) .



فهل أصرح من هذا إقراراً بالتوحيد والنبوّة ؟ خصوصاً في قوله : (( لا يسلك سبيله أحد إلاّ رشد ، ولا يأخذ أحد بهديه إلاّ سعد )) ، وإن كان هو لم يظهر كل ذلك علناً في حياته فقد ذكر في هذه الوصية ان أمر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قد (( قبله الجنان وأنكره اللسان مخافة الشنآن )) ؟! .



ب – ومن شعره :
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م