وجدت هذا الكتاب انقل لكم ما فيه:
الفصل الاول من عشرين
نِقاطٌ توافِقُ العقيدةَ الوهابيةِ والعقيدةَ اليهودية
هذا العنوانُ هو حقيقةٌ لا لَبَسَ فيها ولا خفاءَ عندَ من يعلمُ حقيقةَ معتقدِ الطائفةِ الوهابيةِ ومُعتقدِ اليهوديةِ.
ولبيانٍ أوضَحَ نذكرُ عقيدةَ اليهودِ في حقِّ اللهِ تعالى وما وصفوهُ بهِ من نقائصَ وتشبيهٍ وتجسيمٍ وحلولٍ في المكانِ وتحيزٍ في جهةٍ وانتقالٍ من مكانٍ إلى ءاخرَ وغيرِ ذلكَ من المخالفاتِ للعقيدة الحقةِ التي نجدُها عندَ الوهابيةِ هي هي، فاقرأ وتمعَّن واستعذ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ وأتباعهِ الذينَ قال الله تعالى فيهم :{إنما يدعوا حِزبَهُ ليكونوا من أصحابِ السعيرِ}.
من عقائدِ اليهودِ والوهابيةِ
ينسبُ اليهودُ إلى اللهِ تعالى الجلوسَ والقعودَ والاستقرارَ والثِّقَلَ والوزنَ والحجمَ والعياذُ باللهِ من كفرِهم.
ـ ففي نسخةِ التوراةِ المحرفةِ التي هي أساسُ دينِ اليهودِ فيما يسمونه سِفْرَ الملوكِ الإصحاحِ" 22 الرقم "19ـ 20" يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ: "وقالَ فاسمع إذًا كلامَ الربِّ قد رأيتَ الربَّ جالسًا على كرسيهِ وكلُّ جندِ السماءِ وقوفٌ لديهِ عن يمينِهِ وعن يسارِهِ".
ـ وفيما يسمونَهُ سِفرُ مزامير: الإصحاحُ "47" الرقم "8" يقولُ اليهودُ لعنهم اللهُ: "اللهُ جلسَ على كرسيِّ قدسِهِ".
هذهِ بعضُ المواضعِ من أشهرِ كتبِ اليهودِ فيها التصريحُ بالكفرِ بنسبةِ الجلوسِ إلى اللهِ تعالى، وإليكَ طائفةٌ من أقوالِ الوهابيةِ تعتمدُ اللفظَ عينَهُ.
ـ في كتابِ "مجموعِ الفتاوى" ـ المجلدِ الرابعِ ـ ص/374 لابنِ تيميةَ الحرَّاني الذي يعتبرُهُ الوهابيةُ أتباعُ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ إمامَهم يقولُ ما نصُهُ: "إن محمدًا رسولَ اللهِ يجلِسه ربُهُ على العرشِ معهُ".
ـ وفي كتابِ "مجموعِ الفتاوى" ـ المجلدِ الخامسِ ص/527، وكتابِ شرحِ حديثِ النزولِ ـ طبعُ دارِ العاصمةِ ص/400 يقولُ ابنُ تيميةَ: "فما جاءت بهِ الآثارُ عن النبي من لفظِ القعودِ والجلوسِ في حقِ اللهِ كحديثِ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ وحديثِ عمرَ أولى أن لا يماثِلَ صِفاتِ أجسامِ العبادِ"اهـ.
ـ وفي الصحيفةِ ذاتِها يقولُ: "إذا جلسَ تباركَ وتعالى على الكرسيِّ سُمِعَ له أطيطٌ كأطيطِ الرَّحلِ الجديدِ".
وهذا الكتابُ المسمى شرحُ حديثِ النزولِ فيهِ بيانُ شدةِ فسادِ كلامِ ابنِ تيميةَ وبُعدِهِ عنِ الحقِ وهو كتابٌ مطبوعٌ في الرياضِ سنة 1993 قامَ بطبعِهِ دارُ العاصمةِ، وعلَّقَ عليهِ محمدُ الخميسُ الذي يوافقُ ابنَ تيميةَ في التشبيهِ والتجسيمِ.
واعلم أن لفظةَ الجلوسِ لم يرد إطلاقُها على اللهِ لا في القرءانِ ولا الحديثِ، إنما هي من بِدَعِ ابنِ تيميةَ الكفرية وأتباعِهِ الوهابيةِ المشبهةِ ومن وافقَهُم.
ـ وفي كتابِ الأسماء والصفات من مجموعِ الفتاوى الجزءُ الأول ـ طبعُ دارِ الكتبِ العلميةِ تحقيق مصطفى عبدُ القادرِ عطا ص/81 يقولُ المجسّمُ ابنُ تيميةَ: "قالَ ـ أي ابنُ حامدٍ المجسِمُ ـ إذا جاءهم وجلسَ على كرسيهِ أشرقتِ الأرضُ كلُها بأنوارِهِ".
وفي كتابِ الدارِميِّ (عثمان بن سعيد الدارمي وهذا المشبه توفي سنة 282 هجرية، وهو غير الإمام الحافظ السني أبي محمد عبد الله بن بهرام الدرامي رحمه الله صاحب كتاب السنن الذي توفي سنة 225 هجرية، فليتنبه لهذا) على بِشر المريسي ـ طبعُ دارِ الكتبِ العلميةِ ص/74 بتعليقِ محمدِ حامدٍ الفقي يقول المؤلف الدارميُّ: "وإن كرسيَّهُ وَسِعَ السمواتِ والأرضَ، وإنَّه ليقعد عليه فما يفضل منه إلا قدر أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيطِ الرَحلِ الجديدِ إذا رَكِبَهُ من يُثقِلَهُ"، وينسبُ هذا الكفرَ إلى النبيّ والعياذُ باللهِ وهذا الكتابُ يعتمدُهُ الوهابيةُ.
ـ وفي الكتابِ عينِهِ ص/71 يفتري الدارِميُّ على رسولِ اللهِ أنهُ قالَ: "ءاتي بابَ الجنةِ فيُفتحُ لي فأرى ربي وهو على كرسيّهِ تارةً يكونُ بذاتهِ على العرشِ وتارةً يكونً بذاتِهِ على الكرسيِّ".
ـ وفي ص/73 يقولُ الدارِميُّ:" قالَ رسولُ اللهِ: هبطَ الربُ عن عرشِهِ إلى كرسيّهِ"، ويقولُ: "قالت امرأة: يومَ يجلسُ الملكُ على الكرسيِّ".
وهذا الكتابُ تشمئزُ منهُ نفوسُ الذينَ ءامنوا من بشاعةِ الكفرِ الذي فيهِ. وما تمسُكُهم بهذا الكتابِ مع ما فيهِ من الكفرِ الذي فيهِ.وما تمسُكُهم بهذا الكتابِ مع ما فيهِ من ضلالٍ إلا تعصبٌ لزعيمهِم ابنِ تيميةَ الذي مدحَ هذا الكتاب وحثَّ على مطالعتِهِ ويدّعي كذبًا أنه يشتملُ على عقيدةِ الصحابةِ والسلفِ.
وقد نقلَ هذا المدحَ عن ابنِ تيميةَ تلميذُه ابنُ قيِّمِ الجوزيةِ المُولَعُ باتباعِ مفاسدِهِ في كتابِهِ "اجتماعُ الجيوشِ".
وفي ص/85 منَ الكتابِ المذكورِ سابقًا يقولُ الدارِميُّ والعياذ باللهِ: "وقد بلغنا أنهم حينَ حملوا العرشَ وفوقَهُ الجبارُ في عزتِهِ وبهائِهِ ضعِفوا عن حملِهِ واستكانوا وجثوا على رُكبِهِم حتى لُقِنوا لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ فاستقلوا بهِ بقدرةِ اللهِ وإرادتِهِ، ولولا ذلكَ ما استقلَّ به العرشُ ولا الحملةُ ولا السمواتُ ولا الأرضُ ولا من فيهنَّ، ولو قد شاء ـ يعني الله ـ لاستقرّ على ظهرِ بعوضةٍ فاستقلت بهِ بقدرتِهِ ولُطفِ ربوبيتهِ فكيفَ على عرشٍ عظيمٍ".
ـ وفي كتابِ "شرحِ القصيدةِ النونيةِ" لابنِ قيمِ الجوزيةِ تأليفُ محمد خليل هراس ص/256 يقولُ: "قالَ مجاهدٌ: إن اللهَ يُجْلِسُ رسولَهُ معهُ على العرشِ".
ـ وفي كتابِ "طبقاتِ الحنابلةِ" ـ الجزءُ الأولُ من طبعةِ دارِ الكتبِ العلميةِ ـ الطبعةُ الأولى1997 لمؤلفِهِ أبي يَعْلى المجسّمِ الذي يستشهدُ الوهابيةُ بكلامهِ يقولُ ص/32: "واللهُ عز وجلَّ على العرشِ والكرسيّ موضِعُ قدميهِ".
ـ وفي كتابِ "معارجُ القَبولِ" تأليفُ حافظُ حكمي علَّقَ عليهِ صلاح عويضة وأحمدُ القادري ـ الطبعة الأولى طبعةُ دارِ الكتبِ العلميةِ الجزءُ الأولُ ص/235 ـ يقولُ:" قالَ النبيُّ: إن اللهَ ينزلُ إلى السماءِ الدنيا ولهُ في كلِ سماءٍ كرسيٌ، فإذا نزلَ إلى السماءِ الدنيا جلسَ على كرسيَهِ ثم مدَّ ساعِدَيْهِ، فإذا كانَ عندَ الصبحِ ارتفعَ فجلسَ على كرسيِّهِ".
ـ وفي ص/236 يقولُ والعياذُ باللهِ:" قالَ النبي: ثم ينظرُ - يعني اللهُ - في الساعةِ الثانيةِ في جنةِ عدنٍ وهي مسكنُهُ الذي يسكنُ".
ـ وفي ص/250- 251 يقولُ المؤلفُ والعياذُ باللهِ: " قالَ النبيُ: وينزلُ اللهُ في ظُلَلٍ منَ الغمامِ من العرشِ إلى الكرسيِّ".
ـ وفي ص/257 يقولُ هذا المُجسِّمُ: "فإذا كانَ يومَ الجمعةِ نزلَ ربُنا عزَوجلَّ على كرسيِّهِ أعلى ذلكَ الوادي".
ـ وفي صحيفة/267 ينسبُ للنبي صلى الله عليهِ وسلم أنهُ قالَ: "فآتي ربي وهو على كرسيِّهِ أو على سريرِهِ".
ـ وفي ص/127 يقولُ هذا المُشبّهُ: "قالت امرأةٌ: يومَ يجلسُ المَلِكُ على الكرسيِّ فيؤخذُ للمظلومِ من الظالمِ".
ـ وفي كتابِ بدائعِ الفوائدِ طبعةُ دارِ الكتابِ العربيِّ 4/40 لابنِ قيمِ الجوزيةِ تلميذِ ابنِ تيميةَ يقولُ:
" ولا تنكروا أنهُ قاعدُ ولا تنكروا أنه يُقعِدُهُ"
وقد كذبَ على الدارقطني في نسبةِ هذا البيتِ لهُ.
ـ وفي الكتابِ المسمى" فتحُ المجيدِ شرحُ كتابِ التوحيدِ" تأليفُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ طبعةُ دارِ الندوةِ الجديدةِ بيروتُ ص/356 يقولُ حفيدُ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ موافقًا لعقيدةِ اليهودِ :"قال الذهبيُّ: حدَّثَ وكيعٌ عن إسرائيلَ بحديثٍ: إذا جلسَ الربُ على الكرسيِّ".
وقد قامَ كبيرُ دعاتِهِم بالأمسِ بمراجعةِ هذا الكتابِ والموافقةِ على طبعِهِ مع مراجعةِ الحواشي التي كتَبَها محمد حامد الفقيّ واستحسنَ ما فيهِ وأثنى عليهِ بعباراتٍ كثيرةٍ.
خاتمةُ هذا الفصل
وفيما ذكرنا ـ وهو قليلٌ من كثير ـ يتبين لك أيها القارىءُ الاتحادُ والاتفاقُ بين عقيدةِ اليهودِ والوهابيينَ في نسبةِ الجلوسِ إلى اللهِ.
وانظر بعينِ المطالعِ المنصفِ إلى استعمالِ الوهابيةِ من رأسِهِم ابنِ تيميةَ إلى أتباعِهِم من أهلِ هذا العصرِ للعباراتِ الكفريةِ عينِها التي وَرَدت في كتبِ اليهودِ فيتبينُ لكَ صحةُ ما قيلَ من أن الوهابيةَ طائفةٌ مشابهةٌ لليهودِ في المعتقدِ، وهم مهما حاولوا أن يَنفوا عن زعمائهِم وصمةَ التشبيهِ فقد أُشرِبوا في قلوبِهم التجسيمَ كما أُشرِبَ اليهودُ حبُّ العِجلِ فانطبعَ ذلكَ في قلوبِهِم.
وإن المغرورينَ والمولعينَ بحبِ ابنِ تيميةَ والمدافعينَ عنهُ جهلاً وهوًى وعصيبة والقائمين على نشرِ كتبِهِ وأباطيلِهِ إذا ذُكِرَ لهم هذا الأمرُ عن ابنِ تيميةَ أي نسبتُهُ الجلوسَ إلى اللهِ تراهُم يتمسكونَ في الدفاعِ عنهُ، ويعمدونَ أحيانًا إلى نفي ذلكَ عنهُ. ونحنُ لم نكتفِ بما نقلَهُ العلماءُ الثقاتُ في مؤلفاتِهِم عنهُ كما ذكرَ أبو حيَّانَ الأندلسيُّ في تفسيرِهِ "النهرُ المادُّ"، والحافظُ السبكيُّ، والفقيهُ تقيُ الدينِ الحُصنِيُّ الشافعيُّ، والقاضي بدرُ الدينِ بنُ جماعة، والحافظُ العلائيُّ، وصلاحُ الدينِ الصَفَديُّ، وغيرُهُم كثيرٌ، ولكننا وجدنا في كتبِ ابنِ تيميةَ مما خطهُ بقلمِهِ الدليلَ على معتقدِهِ، وطبَعَهُ ونشرَهُ أتباعُهُ وأحبابُه فكانَ دليلاً على كفرِهم وفسادِ عقيدتهم المشابهةِ لعقيدةِ اليهودِ في هذا، وفيما سيأتي في الفصلِ التالي وما بعدَهُ مزيدُ بيانٍ لذلكَ.