العراقيون يستعدون لاستقبال رمضان مختلف ويتطلعون إلى أن يستعيد الشهر المبارك عافيته بع

[عراقيه حره]

العراقيون يستعدون لاستقبال رمضان مختلف ويتطلعون إلى أن يستعيد الشهر المبارك عافيته بعد رحيل صدام
بغداد: نصير النهر

ينتظر العراقيون هذه الأيام حلول الشهر الفضيل.. شهر رمضان المبارك، وهو في نظرهم مبارك بشكل مضاعف هذه المرة، لانه رمضان الاول بعد صدام حسين.. مع ان هناك من يرون بعض الشوائب التي قد تقلل من الفرحة برمضان الاول هذا، وفي مقدمتها اعمال العنف والانفلات الامني التي يأمل العراقيون ان يتضاءل في الشهر المبارك، اضافة الى وجود القوات الاجنبية، التي وعدت على لسان المتحدث باسمها تشارلز هتلي بانها ستحترم كل تقاليد شهر الصيام وطقوسه.
شهر رمضان الاول بعد صدام كما يراه الذين تحدثوا الى «الشرق الأوسط» سيتميز هذه السنة بالحرية الدينية.. فلا رقابة على المساجد وعلى المصلين، ولا ممنوعات في الاحاديث الدينية.. حيث كان الخطباء يتجنبون الكلام عن الطغاة والجبابرة حتى وان كانت هناك احكام دينية في ذلك.. ولا عبارات تمجيد للحاكم الظالم، او الجهة المحتلة التي يجمع العراقيون ومعهم المجتمع الدولي على ضرورة الاسراع في انهاء دورها وتسليم السيادة الى اهل البلد.
يقؤل الصحافي مهند سري سكرتير تحرير صحيفة «دار السلام» الناطقة باسم الحزب الاسلامي «بلا شك ان العراق بدون صدام، افضل منه بوجود صدام.. الناس تتحدث الآن عن حرية الرأي والمعتقد.. نعم، كانت هناك في العهد السابق حرية رأي ومعتقد محددة بكيفية ونوعية الطلاء الذي يسبغ على الاستبداد. ستقول المساجد ودور العبادة ما يرضي الله وعباده، الى جانب فسحة الحرية في اداء الشعائر الدينية.. اما بالنسبة للوضع الامني فاننا نعرف جيدا سيكولوجية شعب العراق فحتى العناصر السيئة فيه نجد ان لديها التزاما، بدرجات متفاوتة، بقدسية الزمان.. وهذا قد يكون غريبا عند الآخرين، ولكن ليس غريبا عند العراقيين.. ليس غريبا ان يمتنع السكيرون عن شرب الخمر في الشهر المبارك.. وبعضهم يصومون في هذا الشهر.. وكذلك الامر بالنسبة للسراق وغيرهم».
ويأمل مهند ان تتوقف اعمال العنف في الشهر الكريم كي لا تعكر على المؤمنين صفو العبادات.. ولكي يذهبوا بأمان الى المساجد والجوامع.
ويقول الشيخ مؤيد البغدادي امام جامع الكرادة «انها تسمية حلوة رمضان الاول، وبعده عيد الفطر الاول.. في السنة الماضية كان هاجس الحرب هو السائد، ولكن الناس كانوا مطمئنين، بل واثقين ان الحرب لن تقع في رمضان.. الآن تستعد الجوامع والمساجد والحسينيات، لاستضافة علماء ورجال الدين في ايام محددة لكل منها.. وحسب علمنا فان الشباب اختاروا ان يعمروا بيوت الله في كل مكان، وان الشعائر الرمضانية ستكون في كل دور العبادة الاسلامية».
وماذا عن المحاضرات الدينية والخطب الرمضانية..؟ يجيب الشيخ البغدادي عن هذا السؤال قائلا «في السنوات الماضية كانوا يفرضون عليها تمجيد صدام ونظامه وكذلك الاستجداء لمساعدة الفقراء.. وكانت الناس تنفر من المساجد التي تنفذ تلك الاوامر، وتبحث عن متحدثين يجيدون الافلات منها، او يتحدونها.. سنتحدث بحرية عن معاناة شعبنا وبما يمليه علينا ديننا الحنيف.. وهذا ما يدخل السياسة في الدين، وديننا يأمرنا بان نكون اسياد انفسنا.. وديننا يأمرنا بان تكون العبادة لله وحده.. ونحن سنقوم بما يرضي الله».
ويضيف الشيخ البغدادي: «خلال الحرب، وخلال فترة الانفلات الامني كانت وما زالت المساجد ملاذا للمستجيرين، وكانت تقوم بتوزيع الاغذية والمياه، اضافة الى حراسة المناطق السكنية، بحيث اصبحت مراكز استقطاب، بل حتى انها حلت محل الحكومة في الكثير من المناطق.. نحن سعداء بذلك، ونأمل ان يكون الشهر الفضيل هذا بداية لحملة ايمانية حقيقية تجسد روح التسامح والعدل والحرية الملتزمة».
هناك شرائح عديدة في المجتمع ابدت تحفظات قبيل بدء شهر التسامح والعدل.. لماذا يرفع التجار اسعار المواد الغذائية والمستلزمات الرمضانية.. وحتى ملابس العيد التي يجري طرحها في الاسواق منذ الآن؟
تقول خديجة عبد الرحمن، وهي ربة بيت: «حصلت زيادة نسبية في الرواتب، وخاصة بالنسبة للموظفين الذين لا عمل لديهم الآن! ولكن السوق يمتص هذه الزيادة بسرعة.. كان سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم قبل الحرب اقل من ثلاثة آلاف دينار، وهو الآن بستة آلاف وخمسمائة دينار.. فما الذي جرى!؟». وما تقوله خديجة صحيح، وينسحب على كل المواد الاستهلاكية على الرغم من ان سعر صرف الدولار الاميركي قياسا الى الدينار العراقي هو في نفس معدلاته قبل الحرب».
وتضيف خديجة: اعتدنا في السنوات السابقة على ان يرفع التجار اسعار المواد قبيل شهر رمضان وقبيل موسم العيد، ولكن ليس بهذه النسبة.. اعتقد ان السبب هو غياب رقابة الدولة. قالوا ان الحكومة الجديدة ستعطي للموظفين 60 ألف دينار (قيمة 8 كيلوغرامات من اللحم).. وكان صدام يعطي العائلة في هذا الشهر دجاجة ويعتبرها مكرمة.. وقالوا ان الحكومة الجديدة ستضيف مواد الى الحصة التموينية الرمضانية.. ولسنا ندري كيف.. لان البطاقات التموينية نفدت، ولم يوزع البديل لحد الآن.. ومع كل شيء، وعلى الرغم من كل شيء، فان مجرد شعورنا بان رمضان بدون صدام يمكن ان يكون رمضانا حقيقيا يملأ الناس ثقة بالمستقبل».
الاسعار اصبحت مصدر قلق للناس، فهي تتقافز في ارتفاعها، ولا يوجد مبرر معقول يقنع المواطن الاعتيادي.. هناك عرض كبير للبضائع والسلع، ولكن الطلب اقل بكثير مما هو معروض.. بعضهم يعزو السبب الى تهريب الاغنام والمواشي والمواد الغذائية الى دول الجوار، والبعض الآخر يعزوها الى جشع التجار. والى وجود اعداد كبيرة من العسكريين والمدنيين الاجانب الذين يشترون كل شيء، لان اسعار المواد في العراق اقل بكثير من اسعارها في بلدانهم.. وتتعدد الاسباب.
التاجر قيس ابراهيم الحلاوي يقول: «الانفتاح الاقتصادي كان جيدا في البداية، وفيما بعد اتضح انه خدعة.. لقد ألغوا او خفضوا الضرائب والرسوم الجمركية، ولكنهم ضاعفوا تكاليف النقل والشحن.. التجار متهمون، ولكن الاميركيين متهمون ايضا لانهم يعيقون انسيابية السفن الحاملة للبضائع من الوصول الى موانئ البصرة لاسباب امنية، وعدم الامان في نقل البضائع من الدول المجاورة الاخرى ضاعف تكاليف التأمين، وزادت في ارتفاعها صعوبة النقل الداخلي والتكلفة المضافة عن الاتصالات والمواصلات وما الى ذلك».
ويضيف الحلاوي: «التجار يصومون ايضا، ويؤدون كل الفرائض الرمضانية، ومن الخطأ إلقاء اللوم عليهم.. فالشعب الآن موحد، ولكن الظروف قاهرة، ولا يردها سوى قولنا رمضان مبارك».
نعم.. رمضان مبارك كريم.. وعلى الرغم من ان اسواق بغداد الرئيسية مثل الشورجة وعلاوي الحلة ينحسر العمل فيها عند حلول وقت العصر.. الا انها في الصباح تشهد ازدحاما شديدا من قبل المتسوقين، وخاصة بالنسبة للمواد الغذائية.
يقول حسن سرحان الذي التقيناه في سوق الشورجة: «التجهيزات الرمضانية ضرورية.. هذه هي عادتنا في كل سنة.. نعم، ارتفعت اسعار المواد، والرواتب ما زالت دون المستوى، الا ان العائلة التي يوجد فيها شخصان او ثلاثة اشخاص ممن توفر لهم العمل، اصبح لديها مردود اقتصادي افضل بكثير مما كان عليه الوضع في السابق.. نأمل في هذه السنة ان يستعيد رمضان عافيته.. استوقفتنا عبارة «يستعيد رمضان عافيته».. وسألنا ام ايهاب: هل يستعيد رمضان عافيته..؟ قالت: «قد يستعيد عافيته، ولكن هل يعيد لي زوجي (اللواء الطبيب عبد الفتاح عبد الامير) الذي اعدم سنة 1991 لانه كان يصوم ويصلي.. ولان شهادته العليا من لندن؟ اتهموه بالتآمر على صدام، واعدم مع حوالي 90 من الضباط.. في كل رمضان، عندما نجلس الى مائدة الافطار او السحور، نترك مكانه خاليا، لعله يأتي ويجلس معنا.. نشعر بان روحه معنا، وهو يحثنا على الالتزام بفرائض شهر الصيام والعبادات».
وبسؤالها عما تعده العائلة لرمضان الاول بعد صدام، اجابت «كالعادة.. وكالايام التي كان فيها زوجي على قيد الحياة والسنوات التي تليها.. نذهب الى المسجد في صلاة التراويح، وفي التهجد. ايمانه وايماننا هما اللذان ابعدا عنا صدام حسين.. وكنا نرى هذا اليوم منذ سنوات بعيدة».
ام ايهاب اعدت للأيام الرمضانية كل مستلزماتها منذ الآن. وهي مثل غيرها تشكو من ارتفاع الاسعار، ولكن حسب قولها «فدوة ما دام حكم صدام قد انتهى».
اخيرا.. يستعيد رمضان في العراق عافيته او بعض عافيته، وستعود العوائل لتبادل الزيارات، وتبادل الاحاديث الممتعة بلا حرج او قيود على الكلام.. في انتظار رمضانات اخرى تدخل التقويم تحت باب (رمضان الثاني ورمضان الثالث.. الخ) ما دام منتهك الحرمات لن يعود.

[النحلة]

انشاء الله سنستقبله باعلا درجات الجهاد ضد الامريكان وكل كافر. اما انت وامثالك فهل ستستقبليه بهذه الطريقة ام انظري الى هذا فلم الفيديو

http://albrhan.com/arabic/video/hussinyah.rm