إحتراما لمن أراد المعرفه فقط
أقول وبالله التوفيق
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقون بأمر الفتوى عن كاهلهم إلى غيرهم
وكان الرجل منهم يهرب بنفسه عن الإفتاء بأمر يخص العامة
ولن نبلغ معشار ما كانوا عليه من الصلاح
وهذا يسوقني إلى أمر الفتوى التي استسهل أمرها الكثيرين اليوم
والعامة من الناس بطبيعتهم يؤمنون بالله ورسوله وكتابه
وهذا نازع فطري فطروا عليه
ولكن الخطورة في هذا الأمر هو توجيه هذه النزعة واستخدامها فيما لا يحقق المصلحة العليا للبلاد والعباد
وأمر الفتوى إن كان في معاملات الناس العامة التي لا ضرر منها يقع على الفرد أو على المجتمع جاز لطالب العلم أن يقول بها
ولن أذكر أمثلة منها خشية الإطالة
وأما ما يتعلق بأمور الأمة ، ومستقبل الشعوب والأوطان
وأكبر من ذلك أمر الجهاد فليس لأحد كائناً من كان أن يتصدر ( لوحده ) لإصدار الفتيا
ولن يبلغ أحداً منزلة من العلم في هذا العصر ليقول بصحة فتواه
وإن كان الأمر كذلك فلنأخذ بكافة الفتاوى التي أطلقها ( صغار طلاب العلم ) أو من ( يسميهم البعض شيوخا ) ونستخدمها في شأننا العام ولا نبالي
فهناك من أفتى بجواز قتل المسالمين من أبناء وزوجات العسكريين ، والمدنيين الذين يسكن بينهم الصليبيين بحجة التترس في السلم
وهذه الفتاوى وغيرها صدرت وتم تنفيذها في الجزائر ولا يخفى على أحد جريمة ذلك الأمر
وحتى إن تراجع من أطلقها أو نفذها عن فعل ذلك ، ولكنها ستبقى فتوى يقرأها الجاهلون فيعلمون بها
ومن أكبر أخطاء طلاب العلم أن يصدروا فتوى تخص الأمة والعامة ثم يتراجعوا عنها ، لأن هذا دلالة على قصر النظر عندهم والأخذ بالأدلة والإستشهاد بالآيات في غير موضعها
وهذا لعمري هو أكبر جريمة ، فإن يعلق أمر أمة كاملة على قول رجل واحد ليس له باع في الدعوة ولا يعرف تاريخه في العمل الإسلامي أحد
وأما التعلق بالآيات والأحاديث وتجاهل من قال بالفتوى فهذا قول حقٌ أريد به الباطل
لأن الحقيقة تقول أن أمر الأمة لا يركن إلى كل شاردة وواردة
بل يقوم على أمر الفتى أهل الحل والعقد من كبار العلماء الذي يشهد لهم القاصي والداني بالصلاح والخوف على الأمة من جراء فتواهم
وأما مايجري في العراق فقد كتبت رأيي فيه في موضوع آخر
ويمكن لمن أراد أن يقرأه فليعد إليه ليعرف أن ما يحدث في العراق ليس حربا إسلامية أبدا ، وليس للمقاتلين هناك لواء إسلامي يحاربون تحته
ولو خرج الأمريكان من العراق اليوم فلن تقوم دولة الخلافة في العراق
بل ستقوم دولة أخرى قد تكون علمانية التوجه
ونتائج الجهاد لا تقتصر على طرد غازٍ أو قتل محتل
بل تكون لإعلاء كلمة الله وهذا واضح بنص الكتاب والسنه
وعلى هذا ضعوا معاييركم للفتوى والجهاد في الميزان ولكم قياس النتائج
وهذا لا يعني أن قتال الأمريكان في العراق ليس واجبا
نعم واجب على أهل البلاد ومن أراد مساعدتهم
ولكن هذا لا يكون مدعاةً لإعلان الجهاد
فأمر الجهاد في الإسلام عظيم ، ليتكم تدركونه
كتبته فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وأستغفر الله
تحياتي