الحكم بتكفير المسلم ووجوب قتله
تمتلئ كتب بن تيمية بالحكم على المسلم بالكفر ووجوب أستتابته ثم قتله إذا لم يتب إبتدا من قتل المسلم الذى يجهر بالنية فى الصلاة لأنه يشوش على من حوله بالمسجد ... و كذلك قتل المسلم الذى لا يحضر صلاة الجماعة إذا كان بيته قريباً من المسجد ..... وقتل من يؤخر صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس أو يؤخر صلاة الظهر و العصر إلى بعد غروب الشمس و قتل كل من يخالفونه الرأى حتى فى المسائل الفقهية كالحالات التى يجوز فيها الفطر للمسافر فى رمضان أو حالات قصر الصلاة فى السفر..... و يمتد بن تيميه فى تكفيره إلى حد أنه يفتح الباب للحكم على المسلم الذى يظهر الإسلام بأنه فى حقيقته منافق وليس مسلماً صادقاً ... و أنه ورغم إظهار إسلامه منافق يبطن الكفر ومن ثم يقتل و إن تاب .
ومن بين مئات المواضع التى يحكم فيها بن تيميه فى كتبه بتكفير المسلم ووجوب إستتابته ثم قتله إن لم يتب فإننا سنكتفي ببعض الفتاوي التى وردت فى المجلدين الأول و الثاني من كتاب ( الفتاوي الكبرى ) ...
و على سبيل المثال لا الحصر :
1- المسألة الأولى بالمجلد الأول ص1 ( فى رجل يصلي يشوش على الصفوف الذى حواليه بالنيه و أنكروا عليه مره ولم يرجع)
و قد اجاب فى هذه المسألة فحكم بتكفير المسلم الذى يجهر بالنية فى الصلاة حتى لو كان فى جهره بالنيه يعتقد أن ذلك مما يامر به المولى عز وجل ... و دعا أبن تيميه إلى قتله إن لم يتب عن ذلك ..و يقول بن تيميه ما نصه ( من أدعى أن ذلك من دين الله و أنه واجب فإنه يجب تعريفه الشريعه
و أستتابته من هذا القول فإن أصر على ذلك قتل )
2- المسالة الثامنة من المجلد الثاني ص 50 ( فى أقوام يؤخرون صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس ) ... وقد أجاب بن تيميه بان المسلم الذى لا يلتزم باداء الصلاة فى وقتها كتأخير صلاة الفجر إلى بعد طلوع الشمس أة تأخير صلاة الظهر أو العصر إلى بعد غروب الشمس لنشغاله بصناعة أو غيرها فإنه يجب قتله إن لم يلتزم باداء الصلاه فى أوقاتها .... يقول بن تيميه ( المسلمون كلهم متفقون على أن يصلى الظهر و العصر فى النهار و يصلى الفجر قبل طلوع الشمس و لا يترك ذلك لصناعة من الصناعات ... و من اخرها لصناعة حتى تغيب الشمس و جب عقوبته بل يجب قتله عند جمهور العلماء بعد أن
يستتاب فإن تاب و ألتزم أن يصلي فى الوقت ألزم بذلك و إن قال لا أصلى إلا بعد غروب الشمس فإنه يقتل )
3- المسالة 220 المجلد الأول ص 366 ( فى رجل جار المسجد و لم يحضر مع الجماعة للصلاة ) .... و قد أجاب بن تيمية بان هذا الرجل يستتاب فإن لم يلتزم بالصلاة مع الجماعة فى المسجد فإنه يجب قتله ... يقول بن تيمية
( يؤمر بالصلاة مع المسلمين فإن كان لا يصلي فإنه يستتاب فإن تاب و إلا قتل ).
4- مسالة 223 بالمجلد الأول ص 367 ( فى المسافرين فى رمضان و من يصوم ينكر عليه ) .... و قد حكم بن تيمية فى هذه المسأله بان من يخالفونه الرأى فى بعض الحالات التى يجوز فيها الفطر للمسافرفى رمضان يجب قتلهم إذا لم يتوبوا و يرجعوا عن أرائهم فى هذه المسالة الفقهية ... إذ يقول بالحرف الواحد ( من قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام
فإنه يستتاب فإن تاب و إلا قتل ).
و هكذا يضع ابن تيميه سابقة خطيرة للحكم بالقتل لمجرد إختلاف المسلمين على المسائل الفرعيه المتعلقه بامور فقهيه .
5 – المسالة ص 52 بالمجلد الثاني فى ( قصر الصلاة للمسافر ) ....و قد حكم بن تيميه بان من يخالفونه الرأي فى قصر الصلاة يجب قتلهم إذا لم يتوبوا و يرجعوا عن أرائهم.... و يقول بن تيميه ( من قال إنه يجب على كل مسافر أن يصلى أربعاً فهو بمنزلة من قال يجب على المسافر أن يصوم شهر رمضان و كلاهما ضال مخالف لإجماع المسلمين
يستتاب فإن تاب و إلا قتل )
6- يصل الأمر بابن تيميه إلى حد أنه يفتح الباب لقتل أى مسلم تحت دعوى أنه منافق يبطن الكفر ... و بطبيعة الحال فإن ابن تيميه يعطى بذلك الحجة لمن يشاء من الناس لقتل من يرى قتله من المسلمين بدعوى أنه من وجهة نظره منافق وليس مسلم صادق .... يقول بن تيميه فى الجزء الأول ص 359 (
أما قتل من أظهر الإسلام و أبطن كفراً منه وهو المنافق الذى تسميه الفقهاء الزنديق فأكثر الفقهاء على أنه يقتل و إن تاب ) ..
هذه نماذج من أقوال بن تيميه و التى يعطي فيها لنفسه الحق فى الحكم على من يشاء بالكفر أو الأيمان .... ثم يمضى بناء على ذلك إلى الحكم بإستباحة أرواح المسلمين المحكوم بكفرهم ...
وهو فى كل هذه الأحكام الخطيره التى تتعلق بارواح المسلمين و إيمانهم لا يقدم سنداً واحداً على صحة ما يحكم به من القرآن أو السنة الصحيحة .
و أنا أقول أنه لا يحكم بالكفر على الناس إلا الله وحده فهو الذى يعلم الظاهر و الباطن مصداقاً لقوله تعالى : ( يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و إلى الله ترجع الأمور ) وهو وحده المتكفل بالحساب حيث يقول عز وجل : ( فإنما عليك البلاغ و علينا الحساب ) ولا يحق لمخلوق كان مشاركة الله فيما أختصه لنفسه ..
ومما سبق نرى كيف فتح فكر بن تيميه الباب لكل فرقه لتكفير المسلمين و يعطيها كافة المبررات للخروج على المجتمع الإسلامي و مقاتلة المسلمين فيه و إحداث الفوضى و الصراعات الدمويه تحت دعوى إقامة الإسلام و محاربة الكفر ( على منهج بن تيميه )
ولعل ذلك يفسر لنا أستناد الفرق المتطرفة طوال القرون الماضية على فتاوي بن تيميه و أقواله لأنها تضع لها أحكاماً تبرر لها كل ما تقوم به من العنف و القتل و سفك دماء المسلمين .