(2)
ومرت السنوات ونحن نعتقد أن هذا هو الدين .. وأن الله خلقنا لهذه الغاية .. أن نقيم دينه بالبراءة من الشرك ثم تحقيق التوحيد في أنفسنا وفي حياتنا وكل شيء يتعلق بنا ..
وخرج منا رجال تشربت نفوسهم بمبدأ ( حتمية المواجهة ) .. فحملوا رؤسهم على أكفهم يطلبون الشهادة في سبيل الله والموت من أجل ماذا ؟ من أجل ردع الكفر وإخراجه من بلاد المسلمين ، ودفع تسلطه وطغيانه علينا ..
وكان من نتيجة هذا كله أن حدثت غزوات نيويورك وواشنطن المباركة .. فباركناها كما تعلمنا من شيوخنا ودعونا لمن نفذها وقلنا .. رحمهم الله يا أرشد الله من غزاة وقد رشدوا .. أليس هذا هو القرآن الذي تعلمناه من شيوخنا ؟ أليس الله قال ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) ؟ اليس النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبه من النفاق ) ؟ فإذا لم نحدث انفسنا بالغزو فلا أقل من الدعاء للغزاة والقنوت من أجلهم .. أليس هذا هو الاسلام الذي علمنا إياه شيوخنا .. اليس الله يحب أن تسفك الدماء في سبيله وإقامة شرعه ودينه ؟ أليس هذا الدين الذي تعلمناه من هؤلاء الشيوخ حسنا نحن عملنا بمقتضاه ودعونا لمن سفك الدماء في سبيل الله ..
وخرج الكفر وأجلب على المسلمين بخيله ورجله ، وحمل معه الخمر والقيان ( ماريا كاري المغنية زارت الجنود الأمريكيين في طاجكستان وغيرها وغنت لهم هناك ) ..
فكتب شيوخنا بيانات خاصة يعلنون أن الفئة المسلمة التي غزت أمريكا في عقر دارها إنما هي فئة ( مفتئتة ) على الأمة ، وأنها شرذمة لا تمثل الأمة .. ! عجبا !!
ثم كتب مفكروا الامريكان وفلاسفتهم بيانا قالوا فيه ( على أي أساس نقاتل ) ! ؟
قالوا فيه ما قالوا وخلاصته أنهم برروا لحكومتهم ما تفعله بنا .. وأننا بما نحمل من فكر ( التوحيد ) و ( الولاء والبراء ) و ( الجهاد ) مجرد حثالات يجب تخليص البشرية منها ..
فقلنا كافر ونطق كفرا فكان ماذا ؟
لكننا صدمنا .. بأن شيوخنا الذين علمونا كل شيء عن المواجهة وحتميتها تغيرت مواقفهم .. وأصبحوا يتحدثون أن كلام أولئك المفكرين مجرد ( وجهة نظر ) وأنهم أي شيوخنا يقدمون (وجهة نظر بديلة)
فلم يتحدث شيوخنا عن شيء اسمه ( الحق ) .. و ( الباطل ) ، ولم يقولوا إننا على حق ، بل إن الأمر لا يعدو أن يكون ( وجهات نظر ) ..
هذه ليست مشكلة فلنفرض أنها وجهات نظر وإن شيوخنا يعتقدون أن وجهة نظر الامريكيين (باطلة) .. ولكنهم يتنزلون مع المخالف .. حسنا لكن ماذا عن التطلع (لتأسيس أجواء تفاهم مشترك تتبناها الحكومات والمؤسسات) ؟
أين ذهب الكلام عن المواجهة وحتميتها وأين اختفت مبادئ ( المدافعة ) ؟
لقد افتقد هؤلاء الشيوخ أبسط المعايير ( البشرية ) دعك من مبادئ الشجاعة والحمية !
إن هؤلاء الأمريكيين كانوا صادقين مع أنفسهم .. فحكوماتهم تخوض حربا ضد عدو نال منها فقالوا لها إنك على الحق فأنت تدافعين عن نفسك ! وأتحفوها ببيان عن الأسس التي يقاتلون عليها !
__________________
وسعت أساطيل الغزاة بلاده
لـكنـهـا ضـاقت عـلى الآراء ..
|