فيما مضى، كانت من بين المسائل التي تثيرني هي خلق الآذان من دون أجفان. لم أتوصل الى نتيجة مُرضية فأقلعت عن هذا التفكير و أصبحت أفضل أن أرى الورود في مكانها الطبيعي و لا أقدمها كهدية مثلا، أو اقدم بدلها الحلوى للوالدة و لخاصة الخاصة. و قررت أن أقتصد في مشاعري و عليه فلم أعد أكره احدا، لست متحمسا جدا لتوزيع مشاعري (خيرها و شرها) على من لا يستحق، يكفيني حب أمي.
لكن ماذا أجيب الصديق الذي قال لي : "أحيانا أفضل التخلي عن سنين من حياتي في مقابل الإحتفاظ بلحظة واحدة" .
جوابي أنا لا.. "أُفَضل الاحتفاظ بأوقاتي كلها، لا اتعلق كثيرا بالذكريات و لا أضمن لمن شاركني فيها عائدا مضمونا و أفضل التخلص سريعا من أسهمي في هذه البورصة المتقلبة المسماة حياة.. التي عليها نحيا.
( عليها نحيا و عليها نموت
من باب الفيلا حتى لباب الحانوت
نشري الخبز و الكوفيتير تاع التوت )
قال لي صديقي اللبناني : "الانسان حيوان ناطق و إذا لم يتكلم فهو حيوان فقط".
(صحيح، مادام الأكل أكبر همنا و النوم قمة نشاطنا..
إذن كم عدد الحيوانات في هذا الوطن؟ سؤال ذو شجون.
و صدق الشاعر : إذا لم تطهر من الجهل و الخنا *** فلست على عوم الفرات بطاهر
خذوا مني هذه : "العاقل المحروم خير من الجاهل المرزوق"
ثمن كتاب جيد يساوي أقل من 5 دولار في المكتبات.. لا مجال لطرح هذه الاشكالية.
و بالتأكيد، الاستثمار في المستقبل خير من الركون الى الحاضر أو العيش في الماضي.
(فلا تضيع وقتك) .
كاتب مجهول