أخي الفاضل / المسك
لو كان العتاب بين الأزواج على هذه الصفة لما وجدت المحاكم عملاً لها في أمور الزواج
وقد إنتظرت حتى تنتهي من الرسالتين لأعلق عليها
ولن أثني على ما جاء فيها أبداً ... فالثناء هنا يقصر عن بلوغ ما تستحقه
وأتمنى أن تسمح لي بأن أخالف الزوجين قليلا في طرحهما وأتفق معهما في كثير مما جاء في رسالتيهما
الزوجان أخي الحبيب في وقتنا الحاضر لن يجدا الوقت الكافي ليكتب كلٌّ منهما للآخر
إلا في أوقات الفرح ويكون ذلك إقتطاعا أوإنتزاعا
لأن الوقت بين الزوجين في وجود أطفال معهم يكاد يكون معدوما إن لم يكن كذلك بالفعل
والكتابة هي أدبٌ لا يجيده الكثيرون في هذا الزمان بالتأكيد
ويبقى أمر العتاب واسع وكبير ، أبوابه متعددة وطرقه مختلفة
قد لا تكون مجدية في بعض الأحايين ، ولكنها مجدية في أحايين أخرى
ولعلي أعرج على جملة قرأتها في خضم هاتين الرسالتين ، وقد كانت من رسالة الزوجة إلى زوجها حين قالت :-
إقتباس:
زوجي: ذكرت لي صديقتي أن زوجها يثني على خفة دمك، فهل هذا صحيح؟؟؟
|
لن أتحدث عن الجوانب الشرعية في هذا الباب فليس هنا مكانه أو زمانه ، لأن حديث المرأة للمرأة بما يدور بينها وبين زوجها فيه أمور غير مشروعه ، وسأتجاوز هذا الأمر لما هو أبعد منه فأقول
المرأة بطبيعتها رقيقة حساسة ولطيفة ، هكذا خلقها الله وعلى هذه الصورة فطرها
ولو أحسن الرجال التعامل مع زوجاتهم وتوددوا لهن كما يتوددون للغرباء لوجدوا الخير الكثير الكثير
وما قول هذه المرأة إلا شاهدٌ على ذلك
يحكي لي أحد الإخوة أنه سمع محاضرة للشيخ الجبيلان عن طريقة التعامل مع المرأة فأراد أن يطبق ما سمعه ، فيقول : دخلت البيت بعد العودة من الدوام واغتسلت ولبست ملابس جديدة ووضعت عطرا وجلست أنتظر الغداء
فاستغربت زوجتي من هذا الفعل وقالت : هل لديك عملٌ بعد الغداء ، قال فقلت : لأ ولكني أريد أن أجلس معكم بلباس يليق بكم
يقول : والله لقد إنسلت زوجتي من بيننا وذهبت إلى غرفتها وتزينت ولبست الجديد وعادت ووجهها مشرق ومتهلل ، ويقول تعمدت أن لا أظهر لها ذهولي مما فعلت
ثم يقول : جلسنا على الغداء وكان هو هو غدائنا الذي تعودنا كل يوم لا جديد فيه أبدا
وبدأت أمتدح الطبخ وطريقة إعداد الطعام ، وروعة المذاق وجمال إخراج السفرة ، وأسرق النظرات إلى زوجتي لأرصد ردود فعلها على ما أقول
فوجدتها قد أصبحت ملكةً متوجة به
ويستطرد صاحبي فيقول : بعد الغداء حمدت الله وأثنيت عليه وأعدت إمتداح الطعام مرة أخرى وطلبت أن تحضر الشاي لنشربه سويا ، وهذا الأمر - كما يقول - لم يفعله أبدا قبل ذلك
ثم يمضي للقول بأنه استمر على هذه الحال طوال اليوم ، وخرج بعد العشاء ليقضي حاجاته من السوق فلما عاد وجد زوجته تحدث أخاها بالهاتف دون أن تشعر بوجود الزوج
وكانت تقول لأخيها : والله لقد تمنيتك أن تكون معنا على الغداء اليوم
لقد أعددت سفرة رائعة ، ومتنوعة حتى أن زوجي قال كذا وكذا ، ومدح وأثنى على ما قمت به ، وراحت تعظم الأمر عند أخيها حتى بدا لي - وهذا قول صاحبي - أنني قد فعلت أمراً عظيما ، أيعقل أن يكون إمتداح طعام ولبس الملابس الأنيقة يفعل كل هذا ؟؟!!!
يقول : والله لقد تغير حال بيتي منذ تلك اللحظة
ويعترف أنه وجد الأمر صعبا في البداية ولكنه أصر على الإستمرار بتلك الوتيرة فتحول التمثيل إلى الحقيقة الواقعة
أسوق هذه القصة لأثبت أننا نحمل في داخل أنفسنا المفاتيح الصحيحة للحياة الزوجية الهانئة الهادئة
ووالله لو كل شخص عرف أين يكمن الخلل في ذاته فإنه سيجد بالتأكيد الحل والمخرج
فهذه الزوجة التي تتحدث عنها أخي المسك لم تبحث إلا عن فكاهة أو إبتسامة
أيعقل أن يكون ذلك عسير على الرجل ...؟؟؟
بالتأكيد لا ... ولكن هل اكتشف هو هذه الحقيقة ..!!
جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع الرائع ، والذي جعل القلم يكتب دون أن يشعر أو يراجع
فأتمنى المعذرة عن الخلل في الصياغة أو اللغة ، فقد كتبته دون ترتيب مسبق
تحياتي