الصحافي بوب وودوارد يقول إن السعودية علمت بخطة أمريكا لغزو العراق
واشنطن ـ القدس العربي : كشف الصحافي بوب وودوارد ان السعودية علمت بقرار الولايات المتحدة وخطتها لغزو العراق قبل وزير الخارجية الامريكي كولن باول.
وقال وودوارد معلقا علي كتابه الجديد خطة الهجوم في مقابلة مع شبكة تلفزيون (سي بي اس) الاحد ان بوش ابلغ كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد اولا بقراره بالدخول في حرب في كانون الثاني (يناير).
واضاف وودوارد الذي وصف باول بانه كان معارضا للحرب ابلغ كوندوليزا رايس وابلغ رامسفيلد. وعرف ان تشيني كان يريد فعل ذلك. وقد ادركوا انهم لم يبلغوا كولن باول .
ولكن قبل ان يستدعي بوش باول الي المكتب البيضاوي اعطي تشيني ورامسفيلد اذنا بابلاغ السفير السعودي الامير بندر بن سلطان بقراره بدخول الحرب.
وقال وودوارد انهما حتي اطلعا الامير بندر علي خريطة في غاية السرية لخطة الحرب. واضاف وشرحا بالتفصيل خطة الحرب لبندر .
واردف قائلا ان الامير بندر قال لهما وبذلك سيتم اخراج صدام هذه المرة. وقال تشيني.. امير بندر فور ان نبدأ صدام سيكون في مأزق خطير .
واكد بوش فيما بعد للامير بندر ما ابلغه به رامسفيلد وتشيني، وقال له رسالتهما هي رسالتي .
ونفت رايس ان باول علم بقرار بوش بدخول الحرب بعد السفير السعودي وقالت انه تم استدعاء باول للبيت الابيض لاحاطته علما بشعور بوش ان الدبلوماسية غير مجدية.
ولكن وودوارد الذي اكتسب شهرته لاول مرة في اوائل السبعينات بالمساعدة في كشف فضيحة ووترغيت، التي ادت الي استقالة الرئيس السابق ريتشارد نيكسون قدم تفاصيل الاجتماع بين الرئيس ووزير خارجيته. وقال باول قال له بطريقة باردة.. هل تدرك العواقب.
لانه أثارها منذ اشهر مع الرئيس ومع الجميع. وقال باول بشكل مباشر..انت تعرف انك تتحمل المسؤولية هنا . وقال الرئيس اعرف ذلك .
وفي نهاية الامر وافق باول علي تأييد قرار بوش بالحرب. واضاف وودوارد وبعد ذلك قال الرئيس حان الوقت كي ترتدي زيك الحربي .
وقال وودوارد ان الامير بندر وعد بوش بان يخفض السعوديون اسعار النفط قبل شهر تشرين الثاني (نوفمبر) لضمان ان يكون الاقتصاد الامريكي قويا عند الانتخابات.
وقال وودوارد ان الامير بندر تعهد بان تحاول السعودية تعديل اسعار النفط لتعزيز الاقتصاد الامريكي من اجل الانتخابات في خطوة فهموا انها تدعم اعادة انتخاب بوش. وسئل عن تأكيده لهذه الرواية في وقت تقترب فيه اسعار النفط من اعلي مستوي لها منذ 13 عاما فقال وودوارد انها مرتفعة. وقد تهبط بسرعة جدا. هذا هو ما تعهد به السعوديون. بالتأكيد خلال الصيف او مع اقترابنا من الانتخابات يمكنهم زيادة الانتاج عدة ملايين من البراميل يوميا فيهبط السعر بشكل كبير .
وتعرض بوش لهجوم من الديمقراطيين في الاسابيع الاخيرة لاخفاقه في وقف ارتفاع الاسعار المحلية للبنزين والتي وصلت الي مستوي قياسي بلغ 1.80 دولار للغالون، وذلك وفقا لجماعة سائقي المركبات الامريكية (ايه ايه ايه). ونجم هذا الارتفاع في اسعار البنزين عن قيام اعضاء منظمة اوبك بخفض انتاج النفط الخام بشكل كبير هذا الشهر. وبلغ سعر برميل النفط الخام الامريكي الخفيف للتعاقدات الاجلة 37.74 دولار عند الاغلاق في نيويورك يوم الجمعة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري اكد الامير بندر لبوش ان السعودية لن تسمح بان يؤدي نقص النفط الي الحاق ضرر بالنمو الاقتصادي العالمي بعد ان قادت السعودية حملة من جانب اوبك لخفض الانتاج مليون برميل يوميا ابتداء من نيسان (ابريل). وابلغ الامير بندر الصحافيين في اول ابريل (نيسان) بعد تسليمه رسالة لبوش من الامير عبد الله ولي عهد السعودية سياسة السعودية ثابتة. رقم واحد.. لن نسمح بأي نقص في السوق .
وقال عادل الجبير مستشار الشؤون الخارجية لولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز نحن لا نستخدم النفط لاغراض سياسية. انه سلعة بالغة الاهمية وأثره علي الاقتصاد العالمي ونحن جزء منه أثر هائل . واضاف ان المملكة العربية السعودية لا تتدخل ايضا في اي انتخابات .
وامتنع سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض عن التعقيب مباشرة علي تعليقات وودوارد. لكنه قال ان الامير بندر أجري محادثات مؤخرا في البيت الابيض وأبدي فيها التزاما بضمان بقاء الاسعار في نطاق أعتقد بين 22 و28 دولارا للبرميل من النفط وأنهم لا يريدون عمل أي شيء يضر بمستهلكينا أو باقتصادنا .
وأثارت تصريحات وودوارد انتقادات من جانب جون كيري المرشح الديمقراطي في الانتخابات الامريكية. وقال كيري امس الاثنين انه سيكون امرا مثيرا للغضب وغير مقبول اذا توصلت ادارة بوش والسعوديين الي اتفاق سري علي ربط اسعار امدادات النفط والبنزين الي الولايات المتحدة بانتخابات الرئاسة.
|