الجماعات بين الإئتلاف والإختلاف والتجديد ورابط الوحدة الإسلامية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد....
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" ليبيّنوا للناس ما اختلفوا فيه من الحق، أما بعد محمد صلى الله عليه وسلم فلا نبوّة ولا رسالة ، إلاّ ما أخبر به المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه يبعث على رأس كل مئة سنة رجل يجدّد للناس دينهم أو كما قال عليه الصلاة والسلام. فمثلاً هذا المجدّد محد بن عبدالوهاب رحمه الله لما شاعت عبادة الأوثان والقبور والمزارات والأضرحة خرج يدعو إلى عبادة رب العالمين وحده لا شريك له.
وإن من المؤسف أن يخرج رجل في هذا العصررجل مجدّد ينتمي إلى طائفة معيّنة ويقول: إني لكم نذير بين يدي عذاب شديد. نحن لا نختلف معه في الدعوة ومنهج الدعوة أو أن الأمة ليست بحاجة إلى تجديد بل الأمة أحوج ما تكون لقوم يحملون همها ويناضلون عنها ولكن الخطأ هنا أن يقول أحدنا : منهجي هو منهج أهل السنة والجماعة وما عاداه فابتداع وضلال -نعوذ بالله من ذلك-.
ولنكون أوضح وأقرب للصورة ما تضج به جزيرة العررب اليوم من خلافات بين جماعات كلها إسلامية تختلف في طريقة توصيل الدعوة إلى الله للمجتمع، ولكنها أخطأت عندما أصبح همها الوحيد: البحت عن البحث عن أخطاء وعيوب الغير من الجماعات الإسلامية، وإن المتتبع لمنشورات وإصدارات بعض الجماعات يرى ائتلاف جماعتين تختلفان في المبدأ على حساب جماعة أخرى قد تكون أقرب لأحدهما. فعلى سبيل المثال: قد تستفيد جماعة الجهاد من الجامية في إظهار أخطاء جماعة الإخوان -مثلاً- على أن اختلاف جماعة الجهاد عن الجامية أو السلفيه -كما يزعمون- اختلاف الليل والنهار بل إن جماعة الإخوان أقرب لجماعة الجهاد من الجامية.
إذن أصبح التجديد هنا طلباً للحق أو إثارة للفتنة وقد يقول قائل: إن من مستلزمات الدعوة والتجديد دحض الباطل وأهله. ونقول: يدحض الباطل وأهله حينما تنشر الفضية وأهلها ، وأهل الباطل هم الكفرة ومن خالف دينك وليس إخوانك المسلمين.
قبل الختام: سُؤل أحد السلف: من هم أهل السنة؟ قال: أهل السنة من ليس لهم اسم إلاّ أهل السنة.
توقيع شاعر:
أنا الحجاز أنا نجد أنا يمنٌ أنا الجنوب بها دمعي وأشجاني
بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بالرقمتين وبالفسطاط جيراني
وأينما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني