(2-3)
عمل ملخص لأبرز ما قاله عدد من المحتجزين من الانتحاريين في سجن السليمانية في العراق وكيفية اقناعهم بالأفكار التي يحملونها وذلك حتى نعي الدور الذي يخطط له ضد شباب المسلمين..
وحتى يحرص الآباء والأمهات والمربون على أبنائهم وبناتهم من هؤلاء الاشرار..
ونواصل هنا ذكر بعض النقاط التي ذكرها انتحاري من هؤلاء حيث يقول:-
1- كان شيخونا يوزعون علينا أشرطة فيديو وأقراص كمبيوتر عن معارك خاضها انتحاريون... كنا نشتعل حماسة ورغبة للانضمام اليها، كان ذلك في عام 2002م وكنت التزمت بالإسلام حديثا وانتميت إلى جماعة هي أحد الفروع في بلدي التي تنتمي إلى ما يسمى تنظيم القاعدة بحسب ما أعتقد.. لم أكمل دراستي فقد رسبت في الثانوية العامة والتحقت بالعمل مع والدي الذي يملك شركة مقاولات وكنت مسؤولا عن العمال، في فتوتي كنت شقاوة الحي ولطالما اشتكاني الجيران... والدي كان كثير الغياب عن المنزل بسبب انشغاله في شركته... واذكر مرة ان شجارا مع الجيران أدى إلى اشتراط هؤلاء على والدي ضرورة مغادرتي الحي في مقابل قبولهم بالصلح، فأخذني الوالد إلى قريتنا التي تبعد 100 كيلو متر حيث منزل جدي، وعشت هناك نحو ثلاث سنوات كانت كفيلة بإعادة قبولي في حينا.
2- في عام 1998م توفيت والدتي وتركت المدرسة وأدمنت المخدرات التي كنت بدأت تعاطيها عبر أصدقاء لي في الحي ثم صرت اشتريها وحدي... وكانت هذه المرحلة واحدة من أصعب مراحل حياتي وأذكر أنني اصل إلى المنزل الذي أقيم فيه مع أخوتي الصغار غائبا عن الوعي وكان أخوتي يخبرونني في اليوم الثاني عن تصرفات مخجلة ارتكبتها وبعد وقت من إدماني فاتحت أبي بالأمر فاصطحبني إلى مركز العلاج المتخصص للمخدرات حيث خضعت لعلاج طويل شفيت منه.
3- ولتحصين نفسي ضد الإدمان بدأت بالصلاة والتردد على المساجد وفيها تعرفت على الكثير من الشيوخ والدعاة وكنت قليل المعرفة بديني ولهذا لم أكن استطيع مناقشتهم بشيء كنت منقادا إليهم انقيادا كاملا...إلى ان جاء اليوم الذي طلبوا مني فيه ان اقسم امام أمير الجماعة وأعلن له الطاعة العمياء... وكان لجماعتي هذه علاقة بتنظيم القاعدة إذ كان كثير من الأخوان الذين التقيتهم عادوا من أفغانستان وكانوا يتحدثون عن الجهاد هناك وكنا نصغي لهم باستلاب كامل لهم.
4- كانت مجموعتي تعتبر ان المسلمين غير الملتزمين التزاما كاملا كفرة مرتدون، حدثوني عن أهلي وشمولهم بحكم الردة... بالنسبة لي كانت العائلة والمنزل من العلاقة الثابتة في شخصيتي ولم أكن أتخيل ان اسمح لاحد بان يقول عن أهلي انهم كفار ولكن شيوخي يمثلون لي الحقيقة التي ترد، صار حبي لأهلي أمرا داخليا أمارسه مع نفسي.. حاولت ان اصلح بعض الأمور فمنعت أشقائي من الموسيقى وعطلت التلفزيون.
5- راحت علاقتي بالجماعة تشتد وتمتن ومع الوقت صرت منقادا لشيوخي اكثر وأذكر انني في أحد الأيام قلت لأمير الجماعة أنني على استعداد لتفجير نفسي في اقرب مركز للشرطة إذا طلب مني ذلك وكنت فعلا أعني ما أقول... ذلك ان الشرطة ترمز للسلطة والحكومة وكان الشيوخ في ذلك الوقت يركزون في محاضراتهم على كفر الحكومات والأنظمة وعلى ضرورة محاربتها تماما كما نحارب الأمريكيين.
6- الغريب ان هؤلاء الشيوخ كانوا يتحدثون عن الحكام وعن الأمريكيين في حين لا يعتبرون ان قتال إسرائيل أولوية في هذه الظروف ومحاضرات شيوخنا وتوجهاتهم كانت تتوافق مع اعتمادهم تقنيات أخرى.. انها أشرطة الفيديو والأقراص الكمبيوترية.. التي تحتوي على صور لمعارك خاضتها الجماعات الجهادية في أفغانستان.
7- سلمني أميري أسماء عدد من نسميهم بالمجاهدين (الانتحاريين) وبدأ ت اعد نفسي للسفر والجهاد وقد أبلغت أهلي أنني مسافر للسياحة لأنني لو قلت للحرب فسيغضبون على.
وفي المقال القادم نواصل الحديث عن غسل الأدمغة نكرر التذكير بان مهلة العفو أو شكت على الانتهاء وهذه فرصة للعودة للطريق الصحيح واغتنام هذه الفرصة.
جريدة المدينة
.. يتبع ..