مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #2  
قديم 03-09-2004, 01:04 AM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي

علي أرض الواقع يتبين ان أمريكا ليست في مأزق فقط ولكنها في محنة و غارقة في اليأس، فالمقاومة الشرسة لم تهدأ والانتفاضات تتوالي بزخم أكبر من سابقتها وهكذا تتعمق ورطتها ومأزقها الي حد اليأس وتحرق أوراقها وأوراق حلفائها سواء الذين اصطفوا معها وهادنوها أو الذين صنعتهم بايديها، ولعل أبرز المحترقين في انتفاضة الصدر الثانية، الحكومة المؤقتة والاحزاب الشيعية التي هادنت الاحتلال، التي آثرت الصمت والتخفي والهروب من مواجهة استحقاقات الموقف، لتسهيل عمل قوات الاحتلال بالتفرد بالسيد الصدر وجيش المهدي لتصفيته من اجل رفع الحرج عنهم وتكميم افواه المناضلين الوطنيين الشيعة، ليلحقوا عارا بأحفاد ثورة العشرين ويجعلوهم خارج التاريخ الوطني العراقي.
كان بأمكان قوات الاحتلال أن تكسب معركة النجف، وبأمكانها ان تكسب معارك اخري في شارع حيفا والاعظمية والفلوجة والموصل والسامراء وكركوك وغيرها من المدن العراقية الباسلة، لكنها بالتأكيد ستخسر الحرب التي اشعلتها في أذار (مارس) من العام الماضي والتي لم تخمد أوارها ولم تحسم الي الان. يقول باتريك سيل الصحافي البريطاني الشهير المتخصص في شرون الشرق الاوسط، أنه من الصعوبة بمكان أن تتمكن الجيوش التقليدية مهما بلغت قوتها، من هزيمة مقاتلي حرب العصابات، سيما ان كانت الاخيرة تحظي بتأييد شعبي. أما تقرير مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية في واشنطن الصادر في 8/5/2004 فيؤكد المشرف علي اعداده السيد انتوني كوردسمان أن أي حل عسكري أمريكي سوف ينتج عنه عدد هائل من الضحايا المدنيين وأضرار مادية جسيمة وسيفشل في الوقت ذاته في وضع حد للتمرد الشيعي السني وحذر التقرير من أي محاولة أمريكية لأغتيال السيد مقتدي الصدر مشيرا الي انه عبر هذه الخطوة سوف تجعل منه شهيدا وستدفع الشيعة الي عقد تحالف مع المتمردين السنة، ما سيخلق حالة عامة من المقاومة في البلاد.
يبدو أن إدارة الرئيس بوش قد تورطت في مغامرة عسكرية يائسة في النجف، ولا ترغب في سماع النصائح حتي من مراكز الدراسات الامريكية، فهي كانت تأمل الي جر السيد الصدر وأغراءه، من أجل حمله علي حالة من التواطؤ والمهادنة والاندماج في العملية السياسية من خلال تأييد الحكومة المؤقتة بهدف الوصول إلي حالة من الامن والاستقرار لأستثمار نتائجها في حملة الانتخابات الرئاسية.. فعندما لم تنجح في تحقيق ما تقدم، لجأت الي تنفيذ الاتي:
ـ توجيه ضربة عسكرية قاصمة لتيار السيد مقتدي الصدر، الذي أصبح محورا لجذب الشباب والفقراء الشيعة.
ـ ضرورة التخلص من السيد مقتدي الصدر وجيش المهدي لأنه بدأ يشكل احراجا بالغا للمرجعية الدينية الشيعية، وخاصة السيد السيستاني، والقوي والاحزاب الشيعية المهادنة للاحتلال والممثلة لمصالح ايران في العراق، بمعني أخر أن التخلص من السيد مقتدي وجيش المهدي، بات مطلبا شيعيا وامريكيا وايرانيا.
ـ منع انتشار نموذج الفلوجة والمناطق السنية الاخري في المدن الشيعية في جنوب العراق، بعد ان فقدت امريكا والحكومة المؤقتة السيطرة علي معظم مدن العراق، وخاصة السنية منها.
ـ محاولة أمريكية للقضاء علي روح المقاومة الرافضة لوجودها والحكومة المؤقتة التي فرضها علي العراقيين، من خلال توجيه ضربة قاصمة للتيار الشيعي الرافض للاحتلال والحيلولة دون تمفصل تيار السيد مقتدي الصدر مع المقاومة العراقية الوطنية المسلحة.
ـ تأكيد مشروعية المرجعية الدينية الممثلة بأية الله السيستاني، والانخراط في العملية السياسية الي جانب الاحزاب السياسية الشيعية الاخري المهادنة علي حساب المرجعية الوطنية العراقية.
بعد كل هذه التداعيات والتطورات فما هي معالم الطريق التي ستتمخض عنها انتفاضة السيد مقتدي الصدر الثانية؟
لقد اسلفنا انه حتي وان لم ينجح السيد الصدر في هذه المواجهة عسكريا الا أن ابعاده السياسية وتأثيرها ستكون كبيرة جدا علي مجمل الساحة السياسية، لعل ابرزها هو أحتمال أندماج جيش المهدي، الذي يربو عدده علي أربعين ألف مقاتل، في المقاومة الوطنية العراقية وتقلب بذلك حسابات المحتلين ورجالاته في العراق رأسا علي عقب.
يبدو ان السيد الصدر قد استفاد من دروس انتفاضته الاولي، فلم ينجر الي المساومات التي وأدت انتفاضته الاولي، ولم يقابل وفد المجلس الوطني الذي ترأسه السيد مهدي الصدر ولم يلتق مع السيد موفق الربيعي والاخرين من البيت الشيعي، بل ترك بينه وبينهم مسافة يستطيع المناورة خلالها، وكلف مساعديه بالقيام بالمهمة التي لم تتمخض عن أي شيء، بالمقابل احرج الحكومة المؤقتة وظهر السيد رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الدولة مرتبكون في مؤتمراتهم الصحافية. وقد اثبت السيد الصدر بانه ليس قليل الخبرة كما يشيع عنه بعض المحللين، وانما لاعب سياسي له مؤهلات قيادية، ونعتقد ان اصراره علي تسليم مفاتيح الحضرة العلوية الشريفة الي مكتب آية الله السيستاني، وتأخير هذا التسليم الي ما بعد مقابلة السيد الصدر لسماحته هو تكتيك سياسي رفيع، علما بان السيد السيستاني لم يوافق علي مقابلة السيد الصدر طيلة عام ونصف العام وأن هذه المقابلة تعد بمثابة اعتراف المرجعية الدينية الشيعية بالسيد مقتدي الصدر كزعيم يحسب له الحساب.
ان انتفاضة السيد الصدر الثانية قد توجته قائدا سياسيا وشعبيا في العراق، سيحسب له قوات الاحتلال والقوي السياسية الشيعية والسنية والمرجعيات الدينية الشيعية ألف حساب، فأن تصفيته سياسيا بات امرا مستحيلا، وحتي لو تمت تصفيته جسديا فانه سيتحول الي اسطورة يستقطب ويستلهم الجماهير الشيعية وخاصة الشباب والفقراء الذين يشكلون الغالبية العظمي من الشيعة.
أن معارك النجف الاشرف أثبتت ان تيار السيد مقتدي الصدر في تنام وانتشار، ففي انتفاضته الاولي، اقتصرت المجابهات علي مدينة الصدر في بغداد ثم انتقلت الي الكوفة
أما في الانتفاضة الثانية فظهر جليا امتداد نفوذه الي المحافظات الجنوبية حيث استولي مؤيدوه علي المباني الحكومية في النجف الاشرف والعمارة والديوانية والناصرية والكوت بل امتد نفوذه ليشمل مدينة البصرة أيضا، لقد فرض السيد الصدر نفسه كطرف سياسي مهم لايمكن تجاهله.
لقد أظهر السيد مقتدي الصدر قدرة ممتازة علي المناورة السياسية، فرغم لغته العنيفة في انتقاد الحكومة المؤقتة وقوات الاحتلال ووصفه اياها بمختلف النعوت الا انه أعرب عن عزمه علي حل الازمة بالوسائل السلمية ولم يقفل الباب أمام المبادرات لحل المشكلة، ففي الوقت الذي تملص بمهارة عن شروط الحكومة المؤقتة التي هي شروط قوات الاحتلال نفسها، قدم من جانبه عشرة شروط لها دلالاتها لحل الازمة، مثل سحب قوات الاحتلال والشرطة والجيش من النجف الاشرف، وخروج قوات جيش المهدي من صحن الروضة الحيدرية بعد استلام المرجعية لمفاتيح الروضة مع حماية النجف القديمة بواسطة المرجعية إلا إذا رفضت المرجعية ذلك ببيان رسمي. وهذا ما تم له بالفعل وهي نفس بنود الهدنة التي توصل اليها مع اية الله السيستاني تقريبا.
وبهذا أصبح السيد مقتدي الصدر زعيما شعبيا عراقيا لاشيعيا فحسب، الامر الذي سيزيد من حماس انصارة والتفافهم حوله وتحول الي رمز وطني شيعي اعاد للشيعة كرامتها الوطنية. وبالتأكيد سيحصد أصوات غالبية الشيعة العراقيين وكثير من الوطنيين العراقيين من السنة فيما اذا جرت انتخابات عامة نزيهه مطلع العام القادم. الامر الذي سيوسع من محنة امريكا الحقيقية في العراق، والحاق المزيد من النكسات لمشروعها.
بعد ان حقق السيد الصدر نصرا معنويا وسياسيا كبيرا، ينبغي عليه ترجمته وتحويله الي أهداف وطنية بعيدا عن الطائفية، والتركيز علي تحرير العراق وأستعادة سيادته واستقلاله والمحافظة علي وحدة ترابه الوطني، وبهذا العمل سيجد جميع القوي الوطنية من القوميين والديمقراطيين والاسلاميين وأبناء الأقليات بمختلف تلاوينهم يقفون الي جانبه. فبقدر التزامه بأهداف وطنية جامعة بعيدة عن الطائفية، بقدر ما يكون مؤهلاً ليحظي بتأييد القوي الوطنية والديمقراطية علي مستوي العراق كله.
أن نجاح انتفاضة الصدر الثانية سيمهد لزوال هيمنة التشيع الفارسي ورجالاته علي شيعة العراق ويؤذن بصعود التشيع العربي العراقي المعروف تاريخيا بأنه أقدم من التشيع الفارسي، وتقبر اللعبة التي أراد من خلالها الامتداد الإيراني الهيمنة علي الدولة العراقية الجديدة وفرض التقسيم الطائفي والعرقي علي الشعب العراقي.
التاريخ يخبرنا بان الاحتلال لايدوم مهما طال الزمن وأن مستقبل الاوطان لا يقرره ألا الوطنيون الشرفاء. معارك التحرير تتوقف لالتقاط الانفاس بعد كل معركة تسجل فيها انتصارا سياسيا أو عسكريا. أن ثورة الفلوجة وانتفاضات السيد الصدر والمقاومة الشرسة التي واجه بها الشعب العراقي قوات الاحتلال ورفضه للظلم والجبروت منذ عام ونيف، قد أجبر الرئيس الامريكي جورج بوش أن يعترف بلسانه لصحيفة نيويورك تايمز بأنه أخطأ في حساباته لما بعد الحرب ولم يتوقع مثل هذه المقاومة الشرسة........ والآتي أعظم!!!
كاتب من العراق
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م