إقتباس:
(فكر) بن لادن هو افراز من وسط اسلامي مريض عاجز عن حل مشاكله يرى أن القتل سيد الأحكام. وبدراسة (فكر) بن لادن يمكن ان نتعرف على طبيعة المرض كما يفعل الأطباء عندما يقومون بتحليل مفرزات جسم المريض فيعرفون اصابته بالسكري والحمى المالطية وسرطان الدم، ومنذ أيام (سيد قطب) في مصر برز الى السطح كتاب (معالم في الطريق) وكان يمكن ان لا يترك اثره بهذا الشكل لو أن عبد الناصر لم يعدم سيد قطب. ولكن عبد الناصر اعدم صاحب المعالم فحوله الى اسطورة. ولو بقي حياً لأصبح رجلاً عادياً يؤخذ منه ويرد عليه ولكنه الآن (الشهيد) المعصوم، وبذلك قدم عبد الناصر هدية لا تقدر بثمن للفكر المتشدد، وزرعهم في الوقت الذي أراد حصدهم. وفكر (المعالم) يطل علينا بأفكار في غاية الخطورة. وأهمية تناولها اليوم أنها أدخلت البدن الاسلامي مرحلة (المضاعفات). فكما ان الحمى التيفية لا تكتفي بارتفاع درجة الحرارة بل قد تصيب شغاف القلب. كذلك فإن فكر المعالم امتدت سميته من مصر الى افغانستان، وتطور من مستوى محلي الى ظاهرة كونية. وانقلب الجهاد الافغاني الى خراج يصدر الجراثيم من كل نوع زوجان. وانتقلت (القاعدة الصلبة الواعية) حيث كان يتدرب الشباب على السلاح في صعيد مصر الى كهوف تورا بورا في افغانستان
وتحولت من خلايا تنظيمية مسلحة تحت الأرض لقلب انظمة الحكم بالقوة المسلحة باعتبارها (قوى مادية) طاغوتية تحول دون انتشار الاسلام فيجب اسقاطها كي (يخلى بين الناس والعقيدة) الى فكر (الظواهري) الذي يمثل نقلة نوعية، خلاصتها ان الصراع مع الأنظمة المحلية يستهلك الجهد بدون طائل كمن يريد قتل الحية بقطع ذنبها. وأن الضربة الفعلية هي بضرب امريكا رأس الأفعى. كما يرد في بعض خطب الجمع عن تدمير امريكا وأن يجعلها (غنيمة) للمسلمين، في الوقت الذي سقط كل العالم الاسلامي (غنيمة) في يد أمريكا. إن الفكر الحدي في المعالم يؤكد على ثلاثة أمور:
(1) ان المجتمع جاهلي يجب اعتزاله.
(2) وأن أنظمة الحكم جاهلية فيجب مجاهدتها (بالسنان) وليس باللسان.
(3) وأن (الجاهلية) عمت الأرض فيجب عدم الثقة بـ(العلوم الانسانية) لأنها قائمة على (غبش في التصورات).
كل هذا أدى الى ثالوث فظيع. ويبدو ان الأصوليات تتشابه في عللها. فيجب شن الحرب على العالم.
ويجب تربية شباب متشنج مغلق العقل يعيش حالة سبات شتوي مع نصوص فقهاء العصر المملوكي. ويجب الانقطاع عن مسيرة الحضارة لأنها كلها جاهلية
|
وللتعليق على المقطع الأخير - فقط - أقول ..
لقد نجح مسيلمة هذا العصر بالفعل في تربية قطيعه على هذا النسق
وبمتابعة ما ينشره أفراد هذا القطيع هنا
يزول العجب
لله درك يا غيث ... فقد آلمت الكثيرين
ممن أعمى الله قلوبهم وأصم آذانهم فأصبحوا لا يفقهون
تحياتي