الدرس السادس عشر /2
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ) رواه البخاري ومسلم
الــــشـــرح :-
قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو يعلم الناس ) أي من عظيم الأجر وحسن المثوبة والمراد من النداء ، النداء للصلاة وهو لأذان والمراد من الصف الأول الصف في الصلاة وهو الذي يلي الإمام . وقوله ثم لو يجدوا أي من حل لتحقيق رغبتهم في الحصول على الأذان والصف الأول إلا أن يستهموا أي يقترعوا لاقترعوا ، والمراد من التهجير : التبكير في الذهاب إلى الصلاة لا سيما صلاة الجمعة والظهر ، لأن التهجير مأخوذ من الهاجرة وهي شدة حر النهار ومعنى استبقوا إليه أي كل واحد منهم يرغب أن يسبق فيذهب أول ليسبق غيره . والمراد من العتمة صلاة العشاء والحبو المشي على اليدين والرجلين كما يحبو الطفل الصغير .
إرشــادات للـــمــربـــي :-
1- اقرأ الحديث بتأن والمستمعون يرددونه معك سراً حتى ترى أنهم قد حفظه أكثرهم .
2- اقرأ الشرح مبيناً معنى كل جملة منه حتى يفهموا ما تضمن من المعاني التي جاءت في الحديث الشريف .
3- رغبهم في الأذان بذكر ما ورد فيه من الأجر في الدرس قبل هذا .
4- ذكرهم أن الصف الأول كما يكون فاضلا في الصلاة يكون فاضلا في القتال وفي كل سبق إلى خير ومعروف .
5- علمهم أن القرعة مشروعة بهذا الحديث وقد ذُكرت في القرآن في قول الله تعالى ( فساهم فكان من المدحضين ) فالمساهمة هي الاقتراع .
6- ذكرهم بفضل صلاتي العشاء والصبح في جماعة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من صلى العشاء في جماعة كأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة كأنما قام الليل كله )
7- علمهم أن من قال مثل ما يقول المؤذن " إلا في حي على الصلاة وحي على الفلاح فإنه يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة الإبراهيمية ثم يقول " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي عدته " فإنه يستوجب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم إذ به صح الحديث .
وقفه :-
لا يزال دين العبد متمزقاً مادام قلبه بحب الدنيا متعلقا " يحي بن معاذ الرازي رحمه الله - زاد المتقين "
الحقاق