الأخت رشيدة ذات أسلوب جميل في الكتابة.
هذا من ناحية الشكل.
إن جئت إلى المضمون فإن الذي أتمناه من أشخاص عقلاء متعلمين مثلها أن يعيدوا النظر في تجارب هذه الأمة منذ مائة عام ليروا كيف سارت الأمور وما أسباب الإخفاق في النهضة.
منذ البداية أقول لك شيئاً يا أخت رشيدة: نحن في مائة العام الماضية سرنا دوماًًًً على مبدأ مسؤولية السلطة السياسية عما نحن فيه فكأن السلطة هي الأول والآخر وبهذا ألغينا دور المجتمع.
أنا لا أعفي الحكام طبعاً من التقصير بل من الفساد وانعدام الذمة.
ولكن السؤال: أين هو المجتمع؟
تمرين في شواارعنا فترينها وسخة وسؤالي. هل المواطنون لا يستطيعون تنظيف شوارعهم؟
ألا تستطيع المبادرة الاجتماعية تغيير كثير من الصورة القاتمة القائمة؟
هل أنت متأكدة من أن من يشتمون الحكام سيحكمون أفضل منهم لو حكموا؟
كم مرة ثار الخوارج والشيعة والسنة أيضاً ثم جاء الحكام الجدد أسوأ من القدماء؟
راجعي إن شئت تاريخ حكام اليمن من زيديين وغيرهم!
وراجعي تاريخ الثورة العباسية على الأمويين!
وراجعي تاريخ الإمارات الشيعية التي زعم أهلها قبل استلامهم للسلطة أنهم سيزيلون الظلم إن وصلوا للسلطة!
راجعي تجربة القوميين وقد أوسعهم الإسلاميون شتماً.
ثم راجعي تجربة الإسلاميين حين وصلوا إلى السلطة!
راجعي تجربة السودان وإيران وأفغانستان.
راجعي تجربة الحركة السلفية الوهابية التي استلمت السلطة باسم الكتاب والسنة!
ألا ترين أن كثيراً من الأمور نبسطه حين نحيله إلى فساد الحكام فقط، وأننا نبرئ أنفسنا من مسؤولية الكسل والتقاعس؟
|