أخي العزيز / بالعقل بهدوء
أعترف لك أنني معجب بأسلوبك في طرح آرائك
وليس ذلك نفاقا أو تزلفا أبدا ، ولكنها الحقيقة التي يشهد بها الجميع هنا وأنا آولهم
ولعلني أعود مرة أخرى إلى ذات الموضوع فأقول :
الشعوب والحكام ليسوا فريقين أبدا ، حتى وإن بدا للبعض أنهما كذلك
والحكام هم من الشعوب ، والشعوب هم الذين إختاروا حكامهم
ولا يقولن قائل بأنه ليس هناك شعب إختار حاكمه
ولهذا أقول إن كان الإختيار بالإنتخابات التي نشاهدها عبر الفضائيات أو في الدول التي تطبقها ، فتلك هي المصيبة العظمى ، لأن ما نراه ونلمسه ونعرفه ولا ينكره إلا من كان لا سمع له ولا بصيرة هو تمثيل وتمثيل
فالمرشح يأتي بالجنة على كف والنعيم على كف آخر ليعرضه أمام الناس
والناس لا تبحث إلا عن ما يسد حاجاتها ويشبع رغباتها بعيدا عن كون الرئيس صالحا أو طالحا ، مع ما يعتري الإنتخابات من محظورات شرعية لا مجال لذكرها أو التطرق إليها هنا ، وإتباع الأغلبية في الشرع فيه فساد عظيم يقول تعالى :{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام .
ولو كان أسلوب الإنتخاب أساسا لكان عليه الصلاة والسلام أولى بذلك منا ولرسمه لنا ووضع لنا قوانينه ، والبحث في كمال الإنتخاب هو إنتقاص لما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام ، وأما من ولي أمر المسلمين فأمره إلى الله ، وهو الذي يعلم السرّ وأخفى ، وليس لنا إلا ما نراه ونلمسه واقعا ...
وهذه الدولة بحمد الله قامت على شريعة الله منهجا لها ودستورا ، ولم تتخذ ذلك ذريعة لإقامتها حتى وإن قال بذلك البعض ممن يحملون بين جوانحهم حقدا على هذه البلاد وحكامها ، ولأنني أعلم أن من كان في قلب العاصفة ليس كمن كان في فراشه نائما ، فأنا بذلك لا لألوم صناع القرار أو متخذيه أبدا لأنهم هم الذين يعلمون خفايا ما يقومون به ، ومن الخطأ أن نحكم على الأفعال من ظواهرها ، وإحسان الظن في حكامنا خير لنا جميعا ، فنحن عندما نهاجم حكامنا دون أن ننظر ( بعين الواقع والحياد ) إلى أفعالهم أو ما قاموا به من أجل سلامة شعوبهم وأراضيهم نكون حقا مجحفين في حقهم وظالمين لهم .
وأخيرا .. كان ما كتبته تأكيد على ما جاء في ردك من أننا
إقتباس:
شبعنا من هجو الحكام وكأن الدنيا ستصبح بخير عند سقوطهم، وفي الحقيقة أشك في ذلك كثيراً والبدائل الموجودة قد تبد لي أسوأ في كثير من الحالات.
|
وما العراق إلا مثالا حي لمن كان له بصر وبصيرة
شكرا لك أخي على طرحك المميز مرة أخرى
وأما ما تكتبه ( رشيدة ) فأنا أضعه في باب ( أكل العيش ) كما يقال
فلا تعتب عليها أبدا
تحياتي