بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده .. قبل أن أضيف تعقيبي والذي وعدت به أخونا الهلالي أحب أن أبين بعض الأمور ..
لقد نشر الهلالي هذا المقال في وقت تزامن مع هجوم القنصلية الأمريكية بجدة وهذا ما جعل الشيخ يذهب إلى أن مقصد الطالب ورفيقه كان في تلك الاحداث . لم يكن يعلم أنهما لا يسقيان حتى يصدر الرعاء ..
وعلى كل دعونا ننظر إن كان تحليل ذلك الشيخ بليداً فعلاً أم أن الهلالي لم يزل هلالاً لم يكتمل بدره بعد ..
إقتباس:
(( ما كان صلى الله عليه وسلم بعالم الغيب ولا يعلم هل سينتصر فى الغزوة أم لا بل كان يلح فى الدعاء بالنصر وكان يأخذ بالأسباب .. الذى يعلمه فقط أن الله لن يتركه ..بل سينصر الله هذا الدين .. لو كان صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ما أصابه الضر و الأذى الذى لا قاه بأبى هو و أمى ))
|
لم يكن يقصد أن النبي عليه الصلاة والسلام يعلم الغيب يا أخي .. بل المقصود بالعلم هنا هو علم السياسة في ذلك الوقت .. إذ كان النبي صلى الله عليه و سلم أحكم العرب وأبعدهم نظراً وأكثرهم روية ..
إقتباس:
(( من قال هذا الكلام غير مساهم .. والله يا مساهم بقولك هذا حايدت الحق
بل كان صلى الله عليه وسلم بارع فى تحليل الأمور ويعلم أن نتيجة دعوته معادة العرب و العجم و هذا ما حدث و بالرغم من ذلك حاربهم حرب لا هوادة فيها فهو لا يعلم هل سينتصر فى هذه الغزوة أم لا .. ولكن كان مُبَشرا من عند الله بأن النصر للدين فى نهاية الأمر ))
|
يعني هل كان عليه الصلاة والسلام يتوقع أن العرب جميعهم سيميلون عليه ميلة واحدة ؟ وأن الله سينزل عليه معجزة تجعلهم يهزمون العرب على أيدي القليل من الصحابة ؟
إذا كان كذلك لماذا انتظر عليه الصلاة والسلام عشر سنوات في المدينة حتى اشتدت قوة أتباعه وحارب مكة وفتحها ؟
ما الذي جعله ينتظر عشر سنوات وهو يعلم أنه لن تقف أي قوة في طريقه ؟ هل كان تعجبه الحال في مكة ؟
وعند قتال الروم ..
لم يكن يعلم النبي عليه الصلاة والسلام عند غزوة مؤتة أن الروم سيفوق أعدادهم المسلمين بهذا الكم الهائل ( على حساب أن قوة الجيش آن ذاك تقاس بعدد الجيش ) وقد أخفى الله تعالى هذا الأمر عن نبيه لحكمة من عنده تعالى لتكون درساً للمؤمنين من بعدهم ..
لقد أقر عليه الصلاة والسلام خالد ابن الوليد على إنسحابه بالجيش بأقل الخسائر وفرح بذلك فرحاً شديداً .. هذا دليل واضح على أنه عليه الصلاة والسلام لو كان يعلم أن جيشه سيقابل هذا العدد الهائل من الروم لما بعث بهم أصلاً ولكن بحكم بشريته أخطأ التقدير .. والله أراد أن يحصل ذلك لحكمة بليغة ..
إقتباس:
(( سؤالى لك يا مساهم ..
منذ متى و العراق مستهدفة ؟؟؟
منذ متى و الأمريكان يتحرشون بها ؟؟
إن لم تكن تعرف إسأل شيخك ... وإن لم يكن يعرف فدع الدجاجة التى أشرت إليها تخبركم وتلقنكم الدروس و لاتستحوا من طلب العلم ))
|
هل سمعتم قطاً يهاجم مجموعة كلاب لأنه يعلم أنه مستهدف ؟
ربما دجاجتك تعلمنا فهو أدرى منا .
إقتباس:
(( معنى كلامك يا مساهم أنه لو تعرضت دولة مسلمة فنتركها حتى لا نعاقب باحتلال بلادنا ...يعنى لو أُكل الثور الأبيض فعلى الأسود و الأحمر أن لا يحرك ساكنا .. تبا لهذا المنطق الرخيص الضعيف ))
|
فعلاً منطق رخيص وضعيف .. لكن لا أعتقد أن المسألة يمكن تبسيطها بحكاية الثيران الثلاثة أو كنز علي بابا يا روح امك ..
المسألة معقدة جداً وسأحاول أن أوصل لك صورة الفكرة ..
قبل أن أقول شيئاً لو تظمن لي أن الدول الإسلامية المشتته ستجتمع على كلمة واحدة لصد قواة الصليب لاتفقت معك مئة بالمئة ..
لكن هل ترى الأمر ممكن ؟
أخي .. أعتقد أن الجهاد بالمال لم ينقطع بعد { وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم }.. والحروب الناجحة مع تلك القوى الغاشمة هي حرب الشوارع لا حرب على مستوى الدولة .. لقد رأينا كيف استطاع الأمريكان القضاء على قوات العراق واقتحمت بغداد بأقل الخسائر البشرية وبزمن قليل ... لكن ما إن بدأت حرب الشوارع كالتي في الفلوجة وكربلاء تكبد الأمريكان من الخسائر البشرية والمادية ما فاق التصورات ..
ثم أخبرني أنت بالله عليك ما هذا المنطق الذي يجعلنا نلقي بدولنا للتهلكة وكأن انتصارنا في دمارنا !! .. ثم أخبرني لماذا لم ينتصر النبي صلى الله عليه وسلم للمستضعفين في مكة ويفتحها من أول سنة بعد هجرته ؟ هل كان يشك أن الله لن ينصره ؟
إقتباس:
(( لم تشرح و لم تفند لماذا هذا القول قول أطفال ؟؟ ... أنا أعلم أن هذا موضوع آخر و لو فتحته فنحن و الحمد لله لها ... ))
|
لقد كان موضوعاً عظيماً وأخشى أن تفتحه علي يالهلالي ..
يعني هل يجب أن نتجاهل كل تلك التدمير الغاشم وقتل الأنفس التي حرم الله ونلقي بأمر الله وراء أظهرنا لهدف أن يرى الناس الأمريكان وهم يقتلون ؟
ذلك لاعتبار كلامي عن هجوم القنصلية ولا علاقة لي بهجمات سبتمبر ولا تهمني .
إقتباس:
(( لن أرد عليك إلا بقوله تعالى "فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (محمد : 4 ) "))
|
يالهلالي صدقني أنه لا يجوز أن يتكلم الشخص أو يفتي بغير علم .. هل تتوقع أن الله يأمر المجاهدين في القتال أن يكونوا لطفاء وهادئين مثلاً ؟
الإثخان في الحرب ليس هدف الجهاد يا أخي الكريم وعليك أن تفرق بين الهدف وبين الوسيلة .. أليس كذلك .. أتمنى أن تكون فهمت ..
إقتباس:
(( أنا معك فى نقطة واحدة وهى أن حكومة الأمريكان لا يبالون أصلاً بقتلهم { تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى} و لكن لست معك فى أننا نكون أذكى منهم ولا نقتل جنودهم .. بل ما رأيك أن نغيظهم ونداوى جرحاهم .. ))
|
نقول ثور فيقول احلبوه .. طيب ما رأيك يا أخي إن طلب منك عدو أن تأتي لقتله في مكان ما هل تذهب إليه سريعاً ؟
يا أخي نقول لك لا يهتمون بسلامة من في السفارة أكثر من اهتمامهم بمصالحهم .. بل يريدون ذلك الهجوم أن يحصل لتسير الأمور وفق خططهم .
إقتباس:
(( حب الدنيا جعلكم تحبوا أعدائكم ))
|
بالله عليك من أين أتيتني بأني أحبهم .. هل أنا قلت ذلك ؟ وهل يشترط لمن يعمل لصالحك أن تحبه لدرجة العشق ؟
أخي لا يشترط أن تخالف في كل صغيرة وكبيرة ..
إقتباس:
(( أولا : من المقارنة بين ما جاء فى البيان عن العز بن عبدالسلام و الذى عرضته لكم يتضح التحريف و ارجع إلى التفنيد و ناقشه إن كنت تقوى على ذلك .. وأجزم أن ليس لك فيه حيلة لذا لم تنفى الكذب من شيخك على العز بن عبد السلام ))
|
إقتباس:
أن أي قتال للكفار لا يتحقق به نكاية بالعدو فإنه يجب تركه؛ لأن المخاطرة بالنفوس إنما جازت لما فيها من مصلحة إعزاز الدين، والنكاية بالمشركين، فإذا لم يحصل ذلك وجب ترك القتال لما فيه من فوات النفوس وشفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام، وبذا صار مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة“.
التولى يوم الزحف مفسدة كبيرة لكنه واجب إذا علم انه يقتل في غير نكاية في الكفار، لأن التغرير بالنفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام وقد صار الثبوت ههنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة ))
|
هل تصد أنني لم أنتبه لقصد شيخك الدجاجة إلا الآن .. هو يقول أن الشيخ قال (( أي قتال للكفار)) .. والعز قال (( التولي يوم الزحف ))
طيب بالله عليك مالذي يتغير ..
هل كان الدجاجة يتوقع أن يقول العز ابن عبد السلام هكذا (( التولى يوم الزحف مفسدة كبيرة لكنه واجب إذا علم انه يقتل في غير نكاية في الكفار .. وقتال الكفار الذي لا يحصل به نكاية للكفار ويحصل فيه شفاء لصدور الكافرين فإنه واجب ))
يا أخي ما شاء الله على شيخك هذا .. نتوقع له مستقبلاً مزهراً بالورود ... إلخ
إقتباس:
(( ولكن التفسير الصحيح هو عكس تفسيرك ... ألتمس لك العذر لأنك مجهد فطاح الغبوق من يدك ..لن أكون مثلك و أصيد فى الماء العكر و أتصيد لك هنات لا تغنى و لاتسمن
التفسير الصحيح يعني كلامه رحمه الله أن قتال الكفار أن إذا زاد عددهم عن الضعف مع التقارب في صفات القوتين فإن الأنهزام يجوز دفعاً لمفسدتهم ))
|
فعلاً لقد أجهدني طول وقت الكتابة وربما أخل بتركيزي فأنا لم أعتد الكتابة لوقت طويل .. ولكن لو كنت ذكياً لتركت تفسيري كما هو فهو أقرب لما تحب أنت .. وأما تفسيرك فهو صحيح ولا إشكال فيه ..
أما تجاهل شيخك الكاهن المتعمد لكلمة ( في الصفات ) فهي مخلة جداً للمعنى .. فلو قلنا ( مع التقارب ) وسكتنا ! كيف نفسر التقارب .. التقارب في ماذا ؟ هل في العدد .. أم في الصفات .. أم في المسافة ؟
لا يمكنك أن تقنعني أنها سقطت سهواً لأن ( الصفات ) في أمور القتال في هذا الزمان له من الأهمية الفقهية بمكان .
كن واعياً يالهلالي لتحايل الأعداء والمنافقين .. فأنا أعلم من أين أتيت بهذا المقطع المحرف لقول العز بن عبد السلام .. وهو الدجاجة الذي أنا أقصده ..
حسناً .. أعتقد أن هذا كل شئ .. وأعتذر عن التأخير لأسباب كثيرة ..
هل تصدق يا الهلالي .. أنا لست اعيش في حيرة من ديني تجاه هذه الشبهات الي تأتيني من الإنترنت أو من أي مكان .. هل تدري لماذا ؟
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك )
لا أعتقد أني سألتفت إلى تفصيلات الأمور وأتحقق منها وقد كفل الله لي المحجة البيضاء بالإجماع الذي يعتمد عليه بعد الكتاب والسنة والذي يرجع الفقهاء إليه عند الخلاف وأذهب إلى شبهات أناس مغرضين يتخذون الدين وسيلة لتحقيق أهدافهم على أيدي المستهدَفين من المجتمع ..
أرجوك أن تعي جيداً ما أقول يا أخي الكريم .. أنا لست أتخرص معك في دين الله .