5 - الوقف على النفي الذي بعده إيجاب .
مثل الوقف على قوله ( لا إله ) ثم يقول ( إلا الله ) من قوله تعالى ( إنه لا إله إلا الله ...) سورة محمد : 19 .
ومثله الوقف على ( وما خلقت الجن والإنس .... ) ويقف ، من قوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) سورة الذاريات : 56 ، فانظر إلى هذا الوقف القبيح كيف نفى عن الله تعالى صفة الخلق . فكل من وقف هذه الوقوفات القبيحة فقد أثم وجهل واعتدى وافترى ، ومن تعمد الوقف قاصداً عارفاً معانداً فقد كفر .
6 - ومن الوقف القبيح وقف التعسّف ،
وهو كما يفعله بعض القراء ، أو يتأوله أهل الأهواء ، كما في مثل قوله تعالى ( .... وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) سورة البقرة : 286 فبعضهم يقف عند قوله تعالى ( وارحمنا انت ) ثم يبدأ ( مولانا فانصرنا ) .
أو مثل الوقف على ( ءأنذرتهم أم لم تنذرهم ) ويقف ثم يبدأ ( لا يؤمنون ) من قوله تعالى ( إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) سورة البقرة : 6 .
أو مثل الوقف على قوله ( وهو الله في السماوات ) ويقف ثم يبدأ ( وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ) وذلك في قوله تعالى ( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) سورة الأنعام : 3 .
ومثل هذا كثير .
أحكام الأبتداء في القراءة
الابتداء :
هو الشروع في القراءة من جديد بعد قطع أو وقف ولا ينبغي الابتداء إلا بكلام مستقل واف بالمقصود ، وغير مرتبط بما قبله ، أو يكون بداية آية .
والابتداء نوعان : جائز وغير جائز ( قبيح )
1 - الابتداء الجائز :-
وهو الابتداء بكلام مستقل بالمعنى يُبين معنى إرادة الله تعالى . والابتداء الجائز ثلاثة أنواع تام وحسن وكاف فالتام مثل الابتداء بأوائل الآيات . والحسن ، هو الابتداء من منتصف الآيات بمعنى جديد . مثل ( ومن الناس ) ويقف ثم يبدأ ( من يقول آمنا .... ) سورة البقرة : 8 ، فهذا حسن .
والابتداء الكافي : وهو الابتداء بكلام يؤدي معنى صحيحاً تعلّقه بما قبله من جهة المعنى ، مثل قوله تعالى ( إن الذين كفروا سواء عليهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم .... ) البقرة 7 .
2 - الابتداء القبيح :-
هو الابتداء الذي يُلغي المعنى المراد أو يُفسده أو يُغيره فمن ذلك الابتداء بكلمة متعلقة بما قبلها لفظاً ومعنى مثل الابتداء بقوله ( أبي لهب وتب ) فيقرأ ( تبت يدا ) ويقف ثم يقرأ ( أبي لهب وتب ) فهذا جعل القراءة بدون معنى . أو يكون الابتداء يؤدي معنى غير ما أراده الله تعالى أو يخالف العقيدة مثل ( وقالوا اتخذا الله ولدا ) سورة البقرة : 166 ، فإن قرأ ( وقالوا ) ثم وقف ثم بدأ القراءة بقوله ( اتخذا الله ولدا ) فهذا معنى لا يليق بالله ويخالف العقيدة ، وإن تعمده كفر .
ومثله الابتداء بقوله ( إن الله فقير ونحن أغنياء ) من قوله تعالى ( لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء ) سورة آل عمران : 181 ، ومثل ذلك : الابتداء بقوله ( يد الله مغلولة ... ) فهذا الابتداء أفاد معنى منكر لا يليق بالله .
ومثل الوقف على قوله ( وقالت النصارى ) ثم يبدأ ( المسيح ابن الله ... ) في قوله تعالى ( وقالت النصارى المسيح ابن الله .... ) سورة المائده :64 ، فهذا قول النصارى ، فإن وقف على كلمة النصارى ثم ابتدأ بقوله ( المسيح ابن الله ) فقد قرر وأثبت الولد لله وهذا شيء لا يليق بالله سبحانه وتعالى .
** *** **
ــــــــــــــــ
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى ........ توهُّم بعض العبارات أنها آيات قرآنية
للفائدة
السؤال:
عرفت مؤخراً أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّنا على قراءة سورة الملك لتحمينا من عذاب القبر . وقرأت كذلك أن قراءة سورة المزمل تسبب الغنى ، فهل هناك دليل من السنة على هذا ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً : ما قرأتيه عن فضل قراءة سورة المزمل فغير صحيح ، بل هو حديث موضوع لا يجوز العمل والاحتجاج به .
وأصله ما رُوِيَ عن زِرِّ بن حبيش عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليّ القرآن في السنة التي مات فيها مرتين ، وقال : إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرأ عليك القرآن . وهو يقرئك السلام . فقال أُبيّ : فقلت لمَّا قرأ علي رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما كانت لي خاصة ، فخصّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه ؟ قال : نعم يا أبيّ ، أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن . وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة .. إلى أن قال : ومن قرأ سورة المزمل رُفع عنه العسر في الدنيا والآخرة ..."
قال ابن الجوزي رحمه الله : وذكر في كل سورةٍ ثواب تاليها إلى آخر القرآن ... وهذا حديث في فضائل السور مصنوع بلا شك . الموضوعات (1/391)
وقال الشوكاني رحمه الله : رواه العقيلي عن أبي بن كعب مرفوعاً ، قال ابن المبارك : أظن الزنادقة وضعته .
ولهذا الحديث طرق كلها باطلة موضوعة ...ولا خلاف بين الحفاظ أن حديث أبيّ بن كعب هذا موضوع . وقد اغتر به جماعة من المفسرين فذكروه في تفاسيرهم كالثعلبي والواحدي والزمخشري . ولا جرم فليسوا من أهل هذا الشأن " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص264.
وهذا الحديث بطوله ذكره ابن عدي في الكامل (7/2588) ، والسيوطي في اللآلي المصنوعة (1/227) والذهبي في ترتيب الموضوعات (60) وغيرهم .
تنبيه : ولقد وضعت أحاديث كثيرة في فضائل سور القرآن وقصد واضعها ترغيب الناس في قراءة القرآن والعكوف عليه ، وزعموا أنهم بذلك محسنون . لكنهم أخطأؤوا فيما قصدوا إذ إنّ ذلك داخل ولا شك تحت الوعيد في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (10) ومسلم (4) ، ولا فرق بين الكذب عليه والكذب له .
ولقد تتبع مؤمل بن إسماعيل (ت:206) هذا الحديث حتى وصل إلى من اعترف بوضعه .
قال مؤمل : حدثني شيخ بهذا الحديث ، فقلت له : من حدثك بهذا ؟ قال : رجل بالمدائن ، وهو حيٌّ ، فسرت إليه ، فقلت : من حدثك بهذا ؟ قال : حدثني شيخ بواسط ، فسرت إليه . فقلت : من حدثك بهذا ؟ قال : شيخ بالبصرة ، فسرت إليه فقلت : من حدثك بهذا ؟ فقال : شيخ بعبادان . فسرت إليه فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا فيه قوم المتصوفة ومعهم شيخ فقال : هذا الشيخ الذي حدثني ، فقلت : يا شيخ من حدثك بهذا : فقال : لم يحدثني أحد ، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ، ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن .
ومن ذلك حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في فضائل القرآن سورة سورة فقد سئل عنه واضعه وهو : نوح بن أبي مريم ، فقال : " رأيت الناس أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق ، فوضعت هذه الأحاديث حسبة "
انظر الموضوعات لابن الجوزي (1/394) ، شرح مقدمة ابن الصلاح للعراقي (111)
وأما سورة الملك فقد سبق الكلام عن فضلها في السؤال رقم (26240) فليُراجع ..
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
الإسلام سؤال وجواب (
www.islam-qa.com)
وقفه :-
سئل حكيم عن أعدل الناس ، وأكيس الناس ، وأحمق الناس ، وأسعد الناس ، وأشقى الناس ؟ !
فقال : أعدل الناس من أنصف نفسه ، وأظلم الناس من ظلم غيره ، وأكيس الناس من أخذ أهبته للأمر قبل نزوله ، وأحمق الناس من باع آخرته بدنيا غيره ، وأسعد الناس من ختم له في آخرته بخير ، وأشقى الناس من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة .
الحقاق