آه يا خريف العمر القادم لا محالة
ما كنت أظن انك إليَّ واصلٌ بهذه السرعة...
كأني لم أُحسن العدّة لهذه الأيام...
كأني بي وقد جمعتُ من نور الشمس في جراب...
أو كأني قد عبأت من ماء النهر في غربال...
وكأني حصدت من السراب زاداً إدخرته في الأوهام...
وها أنا أتفاجئ بالخريف القادم في عز الشباب...
القادم يختلس أحلى سنين العمر
يا خراب العمر المتناثر أشلاءً..
أراني حولي حُطاماً ينتظر الآتي..
والمستقبل يتناثر شظايا تكرر الماضي الأليم...
يا ساعاتٍ تمر كأنها سنوات وتعبث بالكينونة وتلعب بتصاريف الزمن الأسير لأقدارٍ ما خطّت غير العذاب..... نحتار هل هذه بداية النهاية أم نهاية البداية.... ماذا بعد يا زماني التعس.... ماذا بعد أيها المسكون بالخفايا والأسرار...أليس من بارقة أمل في فرحٍ قبل أن تذبل جميع أوراق شجرتي... أليس من وردةٍ تُزهر في آخر العمر فتنثر عبيرا يغير مجرى الآتي ....
جاء الخريف وما بقي إلا النهاية ولكني كأني بي أولد من جديد ويبدأ ربيعٌ آخر بعد أن ولى الربيع الأول...
__________________
ودي امــــــــوت اليوم واعيش باكـر
واشوف منهو بعــد موتــــي فقدنــي
ومنهـــو حملني لين ذيـــك المقابـــر
واشكــر كــل من كرمنـــي ودفــنــــي
شخـــص تعنالـي مــع انـــه مسـافـــر
شخصـن قريب للأٍســـــــــف ماذكرني
ومنهـــو يرتــب غرفتــــي والدفاتـــر
وان شاف صورة لي صاح وحضني
ها قد عادت أناملك تسطر لنا عباراتها الماسية بعد طول غياب ..
لتبشر بأن القادم أحلى وأجمل ..
كلماتك جميلة .. جميلة في حلتها وفي رسمها وفي خطها ..
كلماتك تجعل العقل يقف ليتأمل ..
فالأيام تجري .. وينقضي ربيعها .. تتأرجح لحظاتها كما الأغصان التي هبت عليها رياح الخريف ..
اصفرت الأوراق .. و بدأت بالتساقط ..
ثم .. .. .. مـــاذا ؟!
ألن يكون هناك من ربيع جديد .. يزهر وتتفتح ورود أيامه وتخضر شجيراته ..؟!