ب - أخطاء شائعة في أداء الأذان وعند سماع المؤذن :-
1 - الأذان بدون طهارة :-
فبعض المؤذنين يأتي للمسجد وهو غير متوضىء فيؤذن ثم يخرج فيتوضأ ثم يعود وهذا جائز ، ولكن الأولى والأكمل أن يكون المؤذن على طهارة فيستعد لذلك قبل دخول الوقت . كما أن الأذان على طهارة هو من باب تعظيم شعائر الله والصلاة والمساجد .
2 - ومن الأخطاء في الأذان :-
ما يفعله البعض من التلحين والتطريب الخارجين عن الحد . الشيء الذي يُفقد الأذان جماله وعظمته ، فهذا خطأ ، فالأذان يُؤدَّى بصوت عال وبطريقة عادية ليس فيها تنطع أو مهانة للأذان .
والبعض الآخر يَهُذُّ الأذان هذّاً سريعاً فلا يُفهم ما يقول ، ولا تستطيع أن تُتابعه وتقول مثلما يقول ، وهذا خطأ ، فالأذان من شعائر الإسلام العظيمة يجب أن يُحترم وأن يُؤدى بطمأنينة وبوضوح .
3 - ومن الأخطاء العظيمة التي يقع فيها المؤذنون أنهم يمدون كلمة ( أكبر ) فتصبح ( أكبار ) وهذا لا يجوز لأن معنى ( أكبار ) هو الطبول ، فانظر إلى هذا الاختلاف الكبير في المعنى الذي يُحوِّله إلى كفر لفظي . فيجب على المؤذنين مراعاة ذلك .
والذي يجوز مده هو كلمة الجلاله ( الله ) ثم ينطق بكلمة أكبر سريعة مقطوعة عن المد . والأفضل - أيضاً - عدم مد كلمة ( حي ) فلا يقول ( حاي ) .
وكذلك عدم مد لفظه ( أشهد ) فلا يجعلها ( أشهاد ) والأفضل والأكمل أن يأتي المؤذن بالأذان مُعرباً صحيحاً .
4- ومن الأخطاء في أداء الأذان :-
تحقيق الواو التي بين لفظ الجلالة ( الله ) وبين لفظ ( أكبر ) فتصبح ( الله و أكبر ) وهذا خطأ كبير فليس في العبارة واو أصلاً بل هي ضمة ( اللهُ ) فتُنطق ضمة وتوصل بما بعدها بسرعة . ونطق الواو يُشير إلى الشركة والتسوية ، ويصبح المعنى : الله .... ومعه أكبر .
فليحذر المؤذنون من كل ذلك ، وعليهم أن يتقوا الله تعالى ويتعلموا ويسألوا أهل العلم في ذلك . فإن من المحزن والمؤسف أن يكون الإعلام بدخول وقت الصلاة والتي هي عماد الدين ، فيه ألفاظ ومخالفة أو شركية .
5 - ويُخطىء بعض الناس عندما يأتون بألفاظ وعبارات غير مشروعة عند الأذان او بعده ، مثل قولهم عند سماع الأذان :-
(يا مرحباً بذكر الله او حيا الله ذكر الله )
وهذه العبارات معناها جيد وصحيح ، ولكن السّنة أن يقول الإنسان مثلما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين اي ( حي على الفلاح وحي على الصلاة ) ...
6 - ومن الأخطاء عند بعض الناس قولهم - عند الإقامة - عبارات لا اصل له في الشرع ، مثل ( أقامها الله وأدامها ، أو قائمين لله طائعين ، أو اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ، ....... ) وكل هذا لم يرد ، بل الوارد أن يقول الإنسان مثلما يقول المقيم للصلاة ، أي يقول نفس ألفاظ الإقامة أو يسكت .
7 - ومن الأخطاء :- قول بعض الناس عند قول المؤذن : حي على الصلاة أو حي على الفلاح او الصلاة خير من النوم ، يقول : صدقت وبررت وكما سبق ذكره : أن السنة هي القول بمثل ما يقول المؤذن إلا في قوله - حي على الصلاة وحي على الفلاح ، إذ يقول السامع : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وعند قول المؤذن في أذان الفجر : الصلاة خير من النوم فإنه يقول مثله أو يسكت .
8 - ومن أخطاء بعض المؤذنين ممن يتبعون بعض المذاهب أنهم يقولون بين حي على الصلاة وحي على الفلاح ، يقولون : حي على خير العمل ، وهذه بدعة محدثة لا أصل لها في الأذان ،
يقول الشيخ صالح الفوزان : الأذان عبادة مشروعة بأذكار مخصوصة بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته بإقراره لها ، فلا يجوز للإنسان أن يتعدى حدود الله فيها ، أو يزيد فيها شيئاً من عنده لم يثبت به النص . من فتاوى إسلامية ، جمع محمد مسند .
وهذه الزيادة هي من زيادات الشيعة والصوفية .
9 - ومن الأخطاء - أيضاً - أن بعض الناس يزيد في الدعاء المشروع بعد الأذان ، فالوارد والثابت هو :-
اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ) رواه البخاري
فهم يزيدون فيقولون ( اللهم إني اسألك بحق هذه الدعوة التامة ) وبعضهم يقول ( آت سيدنا محمداً ) والسنة أن يقول ( آت محمدا ) وبعضهم يقول : ( آت محمداً الوسيلة والفضيلة ، والدرجة العالية الرفيعة ) ويزيد بعضهم ( والدرجة العالية الرفيعة من الجنة ) ويزيد آخرون ( يا أرحم الراحمين ) وكل ذلك لم يثبت ، وكل الأحاديث التي ذَكرت ذلك لا تصح .
** *** **
ـــــــــــــــــــــ
وللحديث بقية إن شاء الله ...... أخطاء شائعة فيما يخص الصلاة
للفائدة
السؤال:
ما الحكم في التغني بالآذان والتمطيط في أحرف العلة؟ إن الحديث الذي يتناول حرمة الغناء يتضمن أيضا أخذ المال (عليه). هل التغني بالأذان حرام بعينه أم لا؟.
الجواب:
الحمد لله لا يجوز التغني بالأذان والتطريب به ، وليس هو كحرمة الغناء ، بل هو متردد بين الكراهة والتحريم إلا أن يغيِّر المعنى فيحرم .
1. قال زين الدين العراقي :
والمستحب أن يترسل في الأذان ، … ويكره التمطيط وهو التمديد [ والتغني ] وهو التطريب ، لما روي أن رجلا قال لابن عمر " إني لأحبك في الله قال : وأنا أبغضك في الله إنك تبغي في أذانك " قال حماد يعني التطريب .
2. قال ولي الدين العراقي :
قال الشاشي في " المعتمد " : الصواب أن يكون صوته بتحزين وترقيق ليس فيه جفاء كلام الأعراب ولا لين كلام المتماوتين … قال صاحب " الحاوي " : البغي تفخيم الكلام والتشادق فيه ، قال : ويكره تلحين الأذان ؛ لأنه يخرجه عن الإفهام ولأن السلف تجافوه ، وإنما أُحدث بعدهم .
" طرح التثريب " ( 3 / 118 - 120 ) .
3. قال ابن الحاج :
فصل في النهي عن الأذان بالألحان
وليحذر في نفسه أن يؤذن بالألحان وينهى غيره عما أحدثوا فيه مما يشبه الغناء ، وهذا ما لم يكن في جماعة يطربون تطريبا يشبه الغناء حتى لا يعلم ما يقولونه من ألفاظ الأذان إلا أصوات ترتفع وتنخفض وهي بدعة مستهجنة قريبة العهد بالحدوث أحدثها بعض الأمراء بمدرسة بناها ثم سرى ذلك منها إلى غيرها وهذا الأذان هو المعمول به في الشام في هذا الزمان وهي بدعة قبيحة إذ إن الأذان إنما المقصود به النداء إلى الصلاة فلا بد من تفهيم ألفاظه للسامع ، وهذا الأذان لا يفهم منه شيء لما دخل ألفاظه من شبه الهنوك والتغني ، وقد ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " … وقال الإمام أبو طالب المكي رحمه الله في كتابه ومما أحدثوه التلحين في الأذان وهو من البغي فيه والاعتداء ، قال رجل من المؤذنين لابن عمر : إني لأحبك في الله ، فقال له : لكني أبغضك في الله ، فقال : ولم يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : لأنك تبغي في أذانك ، وتأخذ عليه أجرة ، وكان أبو بكر الآجري رحمه الله يقول خرجت من بغداد ولم يحل لي المقام بها قد ابتدعوا في كل شيء حتى في قراءة القرآن وفي الأذان يعني الإجارة والتلحين انتهى .
" المدخل " ( 2 / 245 ، 246 ) .
4. قال في " المدونة " : ويكره التطريب في الأذان ، قال في " الطراز " : والتطريب : تقطيع الصوت وترعيده ، وأصله خفة تصيب المرء من شدة الفرح أو من شدة التحزين ، وهو من الاضطراب أو الطربة ، قال في " العتبية " : التطريب في الأذان منكر ، قال ابن حبيب : وكذلك التحزين من غير تطريب ولا ينبغي إمالة حروفه والتغني فيه ، والسنة فيه أن يكون محدراً معلنا يرفع به الصوت انتهى ، وقال ابن فرحون : والتطريب : مد المقصور ، وقصر الممدود ، وسمع عبد الله بن عمر رجلا يُطرِّب في أذانه ، فقال: لو كان عمر حيّاً فكَّ لحييك انتهى ، وقال ابن ناجي : يكره التطريب ؛ لأنه ينافي الخشوع والوقار ، وينحو إلى الغناء ، والكراهة في التطريب على بابها إن لم تتفاحش وإلا فالتحريم ، وألحق ابن حبيب التحزين بالتطريب ، نقله أبو محمد .
… فتحصل من هذا أنه يستحب في المؤذن أن يكون حسن الصوت ، ومرتفع الصوت ، وأن يُرجع صوته ، ويكره الصوت الغليظ الفظيع ، والتطريب والتحزين إن لم يتفاحش وإلا حرم .
" مواهب الجليل " لحطاب ( 1 / 437 ، 438 ) .
5. قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :
ثم التمديد الزائد عن المطلوب في الأذان ما ينبغي ، فإن أحال المعنى : فإنه يبطل الأذان ، حروف المد إذا أعطيت أكثر من اللازم : فلا ينبغي ، حتى الحركات إذا مدَّت : إن أحالت المعنى : لم يصح وإلا كره " .
" فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 2 / 125 ) .
6. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
الملحن : المطرَّب به ، أي : يؤذن على سبيل التطريب به كأنما يجر ألفاظ أغنية : فإنه يُجزئ لكنه يكره .
الملحون : هو الذي يقع فيه اللحن ، أي : مخالفة القواعد العربيَّة ، ولكن اللحن ينقسم إلى قسمين :
قسم لا يصح معه الأذان ، وهو الذي يتغير به المعنى .
وقسم يصح به الأذان مع الكراهة ، وهو الذي لا يتغير به المعنى ، فلو قال المؤذن " الله أكبار " لا يصح ؛ لأنه يحيل المعنى ، فإن " أكبار " جمع كَبَر ، كأسباب جمع سبب وهو " الطبل " .
" الشرح الممتع " ( 2 / 62 ، 63 ) .
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد (
www.islam-qa.com)
وقفه :-
سأل المغيرة بن مخادش الحسن ، فقال : يا أبا سعيد ، كيف نصنع بمجالسة اقوام يحدثوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟
فقال : والله لأن تصحب أقواماً مخوفونك حتى تدرك أمناً خيرٌ لك من أن تصحب أقواماً يؤمِّنونك حتى تلحقك المخاوف .
الحقاق