عند سفر الأحبة أو هجرتهم ،تبكي وتحزن وتشتاق لهم ولكن يبقى في نفسك أمل ولو رفضته ،أنه يمكن أن تلقاهم يوما ما ، في زمن ما
في مكان ما ،ويمكن أن ترفض حتى التفكير بهذا ،ألا يقال أن الدنيا صغيرة ،ورب صدفة خير من ألف ميعاد ؟
ولكن عند موت الأحبة تدرك أن الفراق حصل ،رغما عنك حصل ،وتبكي وتحزن دون أن تعاند القدر ،وتقول: إنا لله وإنا إليه راجعون .ولكنّ القلب يحزن رغما عنك ،والعين تدمع رغما عنك .
و ألم الفراق كبير كبير ،يزداد يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ،خاصة إن كان من فقدت قريب قريب ،
رأيتها في الصباح وفقدتها في اليوم التالي ، دون سابق إنذار ،غابت بلحظة ، دون كلمة ألم ،أغمضت ورحلت ،
أفتقدك يا عمتي ، أفتقد حنانك وكلماتك ودعائك لي ،
يا غالية ويا حبيبة لم أسمع منك يوما كلمة أسى وقسوة ، لم أسمع إلا الدعاء من القلب .
لم أصدق موتها إلا عندما رأيت جثتها ممددة ، ناديتها ، وضعت يدي على وجهها ،كان خدّها أنعم من بشرة الطفل ،
سبحان الله اختفت كل التجاعيد منه وكان يشع نورا ، قبّلتها وودّعتها وفي قلبي غصّة على فراقها .
أبكت الصغار قبل الكبار ،أبكت الرجال قبل النساء ،وما زال فراقها يبكينا عند رؤية أي شخص عرفها .
من يعزينا بك يقول : كانت حنونة ،حلوة اللسان ،رحمة الله عليك يا غالية .
كالعطر كنت ومضيتِ …، كالقمر في ليلة البدر وأفلت ِ…
أفتقدك يا عمتي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عظم الله أجركم ورحم الله ميتكم وغفر الله لها ولجميع المسلمين الله يلهمكم الصبر على فراقها ولا تحرمونها من الدعاء والله يرحم الجميع.